مناسبات شهر جُمادى الآخرة
________ إعداد: صافي رزق ________
3 جُمادى الآخرة /11 هجريّة
شهادة الصّدّيقة
الكبرى فاطمة الزّهراء عليها السلام في
المدينة المنوّرة.
5 جُمادى الآخرة / 254 هجريّة
شهادة
الإمام أبي الحسن، عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام. (على رواية)
9 جُمادى الآخرة / 10
هجريّة
نزول آية
التَّطهير؛ الثّالثة والثّلاثين من سورة الأحزاب.
10 جُمادى
الآخرة / 8 هجريّة
معركة
مؤتة، وشهادة المولى جعفر بن أبي طالب عليهما السّلام.
13 جُمادى الآخرة
/ 64 هجريّة
وفاة السّيّدة
أمّ البنين، والدة أبي الفضل العبّاس عليه السلام.
20 جُمادى الآخرة / 5 بعد البعثة
ولادة مولاتنا
الصّدّيقة الكبرى فاطمة الزّهراء عليها السلام في مكّة
المكرّمة.
24 جُمادى
الآخرة / 7 هجريّة
غزوة ذات
السَّلاسل، ونزول سورة العاديات.
أبرز مناسبات
جُمادى الآخرة
أبرز مناسبات هذا الشّهر:
* اليوم الثّالث (11 للهجرة): شهادة الصّدّيقة الكبرى، صلوات الله عليها،
على رواية أنّها عاشت 95 يوماً بعد أبيها صلّى الله عليه وآله.
* اليوم العشرون (5 بعد البعثة): ولادة السّيّدة فاطمة الزّهراء عليها
السّلام في مكّة المكرّمة.
* اليوم الخامس (254 للهجرة): شهادة الإمام الهادي عليه السّلام. (على
رواية)
* اليوم التّاسع (10 للهجرة): نزول آية التّطهير.
* اليوم الثالث عشر (64 للهجرة): وفاة السيّدة أمّ البنين عليها السّلام.
|
اليوم الثّالث: شهادة السّيّدة الزّهراء عليها السلام
«لقد انتقلت الزّهراء عليها السّلام إلى بارئها.. هناك حيث
جنّةٌ عرضها السّماوات والأرض، تنتظر يوم القيامة، يوم الحساب. ولكنّها تركت صرخةً
تُجلجل وتدوّي لتحرّك الضّمائر الميتة، وتهزّ الوجدان، وتنفض غبار الغفلة والشّهوات
والتّكبّر عن العقول، صرخةَ ألمٍ ولوعةٍ ممّا اقترفته الأُمّة تجاه الرّسول صلّى الله
عليه وآله وسلّم ورسالتِه التي لم تُحفظ.
لقد غادرت الزّهراء وتركت سَهْمَيْن في صدر التّاريخ ينزفان
دماً، الأوّل انتقالها وهي لم تكمل عقدها الثّاني، أمّا الآخر فهو دفنُها ليلاً سرّاً،
حتّى أنّ قبرها الذي تهفو إليه قلوب الملايين لا يُعرَف له موضع. حسرة وما أعظَمها
من حسرة، إنّها إشارةُ الزّهراء لننطلقَ في تلمُّس الحقائق..».
(بنور فاطمة اهتديت، عبد المنعم حسن، من السّودان)
اليوم العشرون: ولادةُ السّيّدة الزّهراء عليها السّلام
* «وحسبك في تفضيل الزّهراء أنّها بضعةٌ من سيّد الأنبياء، ولا نعدلُ به ولا
ببضعته أحداً من العالَمين. ووافقَنا في تفضيلها جمهورٌ من المسلمين، وصرّح به كثيرٌ
من المُحقّقين، ونَقل ذلك عنهم غيرُ واحد من العلماء الباحثين المتتبّعين، كالمعاصر
النّبهانيّ حيث قال في أحوال فاطمة الزّهراء من كتابه (الشّرف المؤبّد) ما هذا لفظه:
وصرّح بأفضليّتها على سائر النّساء حتّى على السّيّدة مريم كثيرٌ من العلماء المُحقّقين،
منهم التّقي السّبكيّ، وجلال الدّين السّيوطيّ، والبدر الزّركشيّ، والتّقيّ المقريزيّ.
قال: وعبارة السّبكيّ حين سُئل عن ذلك: الّذي نختاره وندينُ به أنّ فاطمة بنت محمّد
صلّى الله عليه وآله أفضل. قال: وسُئل عن ذلك ابن أبي داود فقال: إنّ رسول الله صلّى
الله عليه وآله قال: فاطِمَةُ بضْعَةٌ مِنّي، وَلا أَعْدِلُ بِبضْعَةِ رَسولِ
اللهِ أَحَداً. ونقل المناويّ هذا عن جمعٍ من الخَلَف والسَّلَف، فراجع».
(الكلمة الغرّاء في تفضيل الزّهراء، السيد شرف الدّين)
* عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «يا عَلِيُّ، إِنَّ اللهَ تَعالى أَشْرَفَ
عَلى الدُّنْيا، فَاخْتارَني عَلَى رِجالِ العالَمينَ، ثُمَّ اطَّلَعَ الثّانِيَة،
فَاخْتارَكَ عَلى رِجالِ العالَمَين، ثُمَّ اطَّلَعَ الثّالِثَة، فَاخْتارَ الأَئِمَّةَ
مِنْ وُلْدِكَ عَلى رِجالِ العالَمينَ، ثُمَّ اطَّلَعَ الرّابِعَةَ فَاخْتارَ فاطِمَةَ
عَلى نِساءِ العالَمينَ».
(ينابيع المودّة، القندوزي)
اليوم الخامس: شهادةُ الإمام الهادي عليه السّلام (على رواية)
* قال الإمام الهادي عليه السّلام لأحدهم: «إِنَّ اللهَ تَعالى عَلِمَ مِنّا
أَنّا لا نَلْجَأُ في المهمّات إلّا إليه، وَلا نَتَوَكَّلُ في المُلِمّاتِ إِلّا عَلَيْهِ،
وَعَوَّدَنا إِذا سَأَلَنا الإِجابَةَ، وَنَخافُ أَنْ نَعْدِلَ فَيَعْدِلَ بِنا
".." إِذا أَخْلَصْتَ في طاعَةِ اللهِ، وَاعْتَرَفْتَ بِرَسولِ اللهِ، صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبِحَقِّنا أَهْلَ البَيْتِ، وَسَأَلْتَ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى
شَيْئاً لَمْ يَحْرِمْكَ.
قال الراوي: قلتُ: يا سيّدي! فتُعلّمني دُعَاءً أَخْتَصُّ بِهِ مِنَ الأَدْعِيَة.
قَال عليه السّلام: هَذَا الدُّعَاءُ كَثِيْرَاً مَا أَدْعُوْ اللهَ بِهِ،
وَقَدْ سَأَلْتُ اللهَ أَنْ لَا
يُخَيِّبَ مَنْ دَعَا بِهِ فِي مَشْهَدِي بَعْدِي، وَهُوَ: يَا عُدَّتِي عِنْد العُدَد،
وَيَا رَجَائِي وَالمُعْتَمَد، وَيَا كَهْفِيَ وَالسَّنَد، وَيَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ،
وَيَا قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَهُ مِنْ
خَلْقِكَ، وَلَمْ تَجْعَلْ فِيْ خَلْقِكَ مِثْلَهُم أَحَدَاً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِم،
وَتَفْعَلَ بِي كَيْتَ وَكَيْتَ».
(الأمالي، الشّيخ الطّوسيّ)
* سُئل عليه السّلام عن قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الاَرْضِ مِن شَجَرَة
أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ
اللهِ..﴾ لقمان:27، فقال: «نَحْنُ الكَلِماتُ الّتي لا تُدْرَكُ فَضائِلُنا
وَلا تُسْتَقْصى».
(الاختصاص، المفيد)
اليوم التّاسع: نزول آية التّطهير
«قوله تعالى: ﴿..إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ الأحزاب:33.
وفيه من المؤكّدات واللّطائف ما يُعلم من عِلْمَي المعاني والبيان. وذهابُ الرّجس ووقوعُ
التّطهير يستلزمُ عدمَ العصيان والمخالفة لأوامر الله ونواهيه، وموردُها في النّبيّ
صلّى الله عليه وآله، وعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام، أمّا عند الإماميّة
وسائر الشّيعة فظاهرٌ، إذ يروون ذلك بالتّواتر.
وأمّا [غير الإماميّة]:
- فروى مسلم في (الصّحيح) عن عائشة، قالت: خرج
النّبيّ صلّى الله عليه وآله ذات غداة وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شعر، فجاء الحسن بن
عليّ فأدخله فيه، ثمّ جاء الحسين فأدخله فيه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها فيه، ثمّ جاء
عليٌّ فأدخله فيه، ثمّ قال: ﴿..إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾.
- وروى أحمد بن حنبل في
(المناقب)، والطّبرانيّ في (معجمه) عن أبي سعيد الخدريّ (مثله).
- وروى أحمد عن أنس: أنّ رسول الله، صلّى الله
عليه وآله، كان يمرّ بباب فاطمة ستّة أشهر إذا خرج إلى الفجر، يقول: (الصّلاةَ يا
أَهْلَ البَيْتِ)، ﴿..إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾. قال الحاكم في (المستدرك): هذا حديث صحيح الإسناد
على شرط مسلم ولم يخرجه.
- وروى التّرمذيّ في (الجامع) عن عمر بن أبي سلمة...
قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله ﴿..إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ..﴾
في بيت أمّ سلَمة، فدعا النّبيّ صلّى الله عليه وآله فاطمة وحسناً وحسيناً فجلّلهم
بكساء، وعليّ خلف ظهره ثمّ قال: اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ
الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهيراً. قالت أمّ سلَمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال:
أَنْتِ عَلى مَكانِكِ، وَأَنْتِ إِلى خَيْرٍ».
(ذكرى الشّيعة في
أيّام الشّريعة، الشّهيد الأوّل)
اليوم الثّالث عشر: وفاة السّيّدة أمّ البنين عليها السّلام
«أُمّ البنين، فاطمة بنت حِزام من الشّخصيّات
المتألّقة في التّاريخ الإسلاميّ. لمّا عزم أمير المؤمنين، عليه السّلام، على الزّواج
بعد رحيل الزّهراء، عليها السّلام، دعا أخاه عقيلاً، وطلب منه أن يختار له امرأةً من
قبيلة معروفة بالشّجاعة لِتلدَ له فرساناً صناديد. ولمّا كان عقيل عالماً بارعاً في
الأنساب فقد اختار أُمّ البنين. وكانت عليها السّلام شاعرة مُفوّهة، جليلة؛ أرسلت أولادها
الأربعة إلى كربلاء في ركب الإمام الحسين عليه السّلام. وكانت تمضي وقتها في البقيع؛
تنشد الشّعر في رثاء أولادها باكية عليهم، والنّاس يجتمعون ويتألّمون ويبكون، ويطّلعون
على قبائح بني أُميّة وممارساتهم الدّنيئة. وهكذا استطاعت أن تبلّغهم نداء أولادها
وهدفهم».
(موسوعة الإمام عليّ
عليه السّلام، الرّيشهريّ)