«امتَحِنوا شيعَتَنا عِندَ مَواقيتِ الصَّلاةِ..»
____ إعداد: «شعائر» ____
كثيرةٌ هي الرّوايات والأحاديث الّتي تحثُّ على أداء الصّلاة الواجبة لوقتها،
بحيث إنّ تأخيرها من غير عذرٍ يُدخل صاحبَها في زُمرة ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ
سَاهُونَ﴾: الماعون:5.
ما يلي: أحاديثُ شريفةٌ في هذا الباب، يليها كلامٌ للإمام الخمينيّ قدّس سرّه يبيّن فيه أنّ مواقيت الفرائض الخمس من مظانّ الكرامات الإلهيّة.
* عن رسول
الله صلّى الله عليه وآله:
-
«لا يَنالُ شَفاعَتي غداً مَنْ أَخَّرَ الصَّلاةَ المَفْروضَةَ بَعْدَ وَقْتِهَا».
-
«مَنْ سَبَقَ إلَى الصَّلاةِ مَخافَةَ أن تَسْبِقَهُ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ
الجَنَّةَ، وَمَنْ تَرَكَها مَأْثَرَةً عَلَيْها لَم يُدْرِكها بِعَمَلٍ إلَى
الحَوْلِ».
-
«ما مِن عَبْدٍ إلّا
بَيْنَهُ وبَيْنَ اللهِ تَعالى عَهْدٌ ما أقامَ الصَّلاةَ لِوَقتِها أو آثَرَها
عَلى غَيرِها مَعرِفَةً بِحَقِّها. فَإِنْ هُوَ تَرَكَهَا استِخفافًا بِحَقِّها
وآثَرَ عَلَيْها غَيْرَها بَرِئَ اللهُ إلَيْهِ مِن عَهْدِهِ ذلِكَ، ثُمَّ
مَشيئَتُهُ إلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، إِمّا أَنْ يُعَذِّبَهُ وَإِمّا أَنْ يَغْفِرَ
لَهُ».
-
«إذا أنزَلَ اللهُ عاهَةً مِنَ السَّماءِ عُوفِيَ منها حَمَلَةُ القُرآنِ،
ورُعاةُ الشَّمْسِ - أيِ الحافِظونَ لأَوقاتِ الصَّلَواتِ – وعُمّارُ
المَساجِدِ».
* وعن أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السّلام:
- «لَيسَ عَمَلٌ أحَبَّ
إلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، مِنَ الصَّلاةِ، فَلا يَشغَلَنَّكُمْ عَنْ أَوْقاتِها شَيْءٌ
مِن أُمورِ الدُّنيا، فَإِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، ذَمَّ أقوامًا فَقالَ: ﴿الَّذِينَ
هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾، يَعني أنَّهُم غافِلونَ استَهانوا بِأَوْقاتِها».
- «حافِظوا عَلى الصَّلَواتِ الخَمْسِ في أَوْقاتِها، فَإِنَّها مِنَ
اللهِ، جَلَّ وَعَزَّ، بِمَكانٍ».
- وعنه عليه السّلام في رِسالَتِهِ إلى مُحَمَّدِ بن أبي بَكر: «..واعلَم
أنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ عَمَلِكَ تَبَعٌ لِصَلاتِكَ».
* عن الإمام الصّادق عليه السّلام:
-
«امْتَحِنوا شيعَتَنا عِنْدَ مَواقيتِ الصَّلاةِ كَيفَ مُحافَظَتُهُمْ عَلَيْها».
-
«فَضْلُ الوَقْتِ الأوّلِ عَلَى الأَخِير، كفَضْلِ الآخِرَةِ عَلَى الدُّنْيا».
-
«لِكُلِّ صَلَاةٍ وَقْتَان: وَأَوّلُ الوَقْتِ أَفْضَلُهُ. وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ
يَجْعَلَ آخِرَ الوَقْتَينِ وَقْتَاً، إلّا مِن عُذْرٍ».
قال
العلماء
«..إذا
تفكّرنا قليلاً وفَهَّمنا قلبنا المحجوبَ أنّ أوقات الصّلاة هي أوقات الحضور في
جناب القدس بحضرة ذي الجلال، وأنّ الحقّ تعالى، ملكُ الملوك والعظيم المطلَقُ، دعا
في تلك الأوقات عَبْدَه الضّعيف، الّذي هو لا شيء، إلى مناجاته وأذِن له بالدّخول
إلى دار الكرامة حتّى يفوز بالسّعادات الأبديّة ويجدَ السّرور والبهجات الدّائمة،
لكُنّا مبتهجين مسرورين من دخول وقت الصّلاة بمقدار معرفتنا. وإذا استشعر القلبُ
عظَمة المقام وخطرَه، فيحصل فيه الخوفُ والخشيةُ بمقدار فهمه».
(الإمام الخمينيّ، الآداب المعنويّة
للصّلاة، ص 199)