مرابطة

مرابطة

21/03/2015

الإمام الخامنئي محدّداً استراتيجيّة الاقتدار


الإمام الخامنئي مُحدّداً استراتيجيّة الاقتدار

سنفرض الحظر عليهم

يشكّل الخطاب الجامع الذي ألقاه السّيّد القائد الإمام الخامنئيّ، دام ظلّه، أمام الحشد من مواطني آذربيجان الشّرقيّة وأعيانها بتاريخ 18 شباط 2015، حلقة مركزيّة في رسم الاستراتيجيّات الحكيمة على مستوى إيران والمنطقة الإسلاميّة بعامّة.

وللأهمّيّة الاستثنائيّة لما ورد في الخطاب، خصّصت «شعائر» لباب «مرابطة» القسم التّالي المُتعلّق بتوجّهات الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة حيال المقاومة في لبنان وفلسطين، وكذلك حيال الحصار الظّالم الذي تفرضه قوى الاستكبار والسّبل النّاجعة لمقاومته.

وفي ما يلي أبرز الفقرات المُتعلّقة بهذا الشّأن:

المقاومة الإسلاميّة والفلسطينيّة؛ تقدّم مستمر

لاحظوا الآن كم مرّة استطاعت المقاومة في لبنان، وفي ظرف أقلّ من عشر سنوات، التّفوّق على الجيش الصّهيونيّ الجرّار؛ أوّلاً المقاومة في لبنان، ومن ثمّ المقاومة في فلسطين. في البداية، أجبرت المقاومة العدوّ على الانسحاب من لبنان؛ ومن ثمّ مرّغت أنف الصّهاينة في حرب الثّلاثة والثّلاثين يوماً بالتّراب. لقد دعمت أميركا «إسرائيلَ» في حربها تلك، وآزرها عملاء الدّاخل، لكنّ شباب المقاومة - الذين كانوا عناصر شعبيّة مؤمنة صاحبة هدف، وتدرك ماذا تفعل - استطاعوا أن يخرجوا كلّ هؤلاء من السّاحة. أخيراً هذه الضّربة التي وجّهتها المقاومة الإسلاميّة إلى الجيش «الإسرائيليّ»، والتي لا تزال حامية، هي من الضّربات التي لا تُنسى.

وهكذا المقاومة الفلسطينيّة؛ في حرب الاثنين وعشرين يوماً، وفي حرب الأيّام الثّمانية، وفي حرب الواحد والخمسين يوماً في شهر رمضان الصّيف الفائت؛ فقد استطاعت جماعة من الشّعب الأعزل، القليل العتاد - في منطقة صغيرة، ولأنّهم شعب مُتديّن، مؤازر- [استطاعت] إخضاع الجيش الصّهيونيّ الجرّار، وإذلاله، وإجباره على التّوسّل للقبول بوقف إطلاق النّار.

المخطّط؛ تحجيم إيران

أقول لكم، إنّه بعد انتهاء الحرب [المفروضة]، أي منذ العام 67 [1988]، حيث انتهت سنوات الدّفاع المقدّس؛ كان المُخطّط العام للقوى الاستكباريّة يقضي بعدم السّماح لإيران الإسلاميّة بأن تتحوّل إلى قوّة اقتصاديّة مؤثّرة في المنطقة؛ وقد سعوا، وعملوا على هذا الأمر.

عندما انتهت الحرب، بدأنا نحن التّخطيط للمسائل والتّطوّر؛ وانشغلنا بالتّخطيط؛ وأدرك هؤلاء أنّهم إن لم يقفوا بوجه إيران، وإن لم يثيروا الاضطرابات، ولم يتدخّلوا ويؤذوا، ستتحوّل إيران الإسلاميّة  بطاقاتها، وباعتمادها على الإسلام، واعتمادها على الشّعب، إلى قطبٍ اقتصاديٍّ إقليميّ، وستؤثّر على اقتصاد المنطقة والاقتصاد العالميّ. [لذا] خطّطوا للحؤول دون ذلك. هذه الأمور ليست مرتبطة بالملفّ النّوويّ؛ هي قبل الملفّ النّوويّ. فلنفرض أنّ الملفّ النوويّ قد بدأ منذ عشر سنوات أو اثنتي عشرة سنةً، [لكن] هذه مرتبطة بما قبل الملفّ النّوويّ، مرتبطة بعامَي 1988و1989م وتلك السّنوات؛ لقد بدأ أعداؤنا السّعي منذ ذلك الوقت.

مسار حركة الثّورة: تهديد لمصالحهم

يريدون إيقاف حركة الثّورة الإسلاميّة، حركة النّظام الإسلاميّ، الحركة نحو الحضارة الإسلاميّة الجديدة؛ لأنّهم يعلمون أنّ هذه الحركة هي النّقطة المقابلة تماماً لمصالح الرّأسماليّين الصّهاينة، وأصحاب الشّركات العالميّة الظّالمة والسّفّاحة. إنّهم يدركون هذا ويرون كيف تنتشر هذه الحركة في العالم، وتلفت أنظار النّاس إليها؛ إنّهم يريدون الحؤول دون ذلك. وما هذا الحظر، وهذه التّهديدات، وهذه الشّروط إلّا لهذا السّبب.

أعتقد أنّنا حتّى لو سرنا في قضيّة الملفّ النّوويّ حسبما يُملونه علينا، وقبلنا إملاءاتهم، فلن يتراجعوا عن حركتهم المخرّبة ولن يرفعوا الحظر؛ سيختلقون لنا أشكالًا أخرى من المتاعب والمشاكل، لأنّهم يعارضون أصل الثّورة. وأنا حتماً أؤمن بأنّ استعدادات شبابنا استعدادت عالية. في اليومين الأخيرين أرسل لي، التّعبويّون من طلبة الجامعات رسالة، عتبوا عليّ أنْ: لماذا لا تستفيدون منّا، نحن الطّلبة الجامعيّين، في التّقدّم بأهداف الثّورة الإسلاميّة؛ إنّه لَكلام مهمّ. فالطّالب المشغول بالتّحصيل العلميّ ينتظر منّا ويرسل إلينا رسالةً أن، لماذا لا تستفيدون منّا في مسائل الثّورة المُهمّة في المنطقة - سواء المسائل العسكريّة والأمنيّة، أم المسائل الأخرى - هذه هي روحيّة شبابنا. ولقد رأيتم أنتم روحيّة الشّعب الإيرانيّ في الثّاني والعشرين من بهمن. والآن، نرى من ناحية، أنّ الحكومة الأميركيّة الظّالمة، مع كلّ الإخفاقات التي واجهتها في المنطقة، لا تمتنع عن الظّلم، ومن ناحية أخرى، نرى أذنابها الأوروبّيّين يفرضون حظراً جديداً. 

قوّة الإيمان والإرادة والعمل

إنّ الشّعب الإيرانيّ أيضاً يمكنه أن يفرض الحظر؛ أقول هنا بصراحة: إذا كان القرار هو الحظر؛ فالشّعب الإيرانيّ هو الذي سيفرض الحظر عليهم في المستقبل. إنّ الحصّة الأكبر من غاز العالم موجود لدينا، وهو ملك للشّعب الإيرانيّ؛ والغاز الذي هو مصدر من مصادر الطّاقة المهمّة والمؤثّرة جدّاً، والذي يحتاج إليه العالم، وتحتاج إليه أوروبا المسكينة، هو عندنا؛ وإيران الآن تمتلك السّهم الأكبر من الغاز الموجود في العالم - إلى حدّ الاكتشافات الحاليّة  في إيران - وإذا ما حسبنا  مجموع النّفط والغاز، نرى أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة أيضاً، تمتلك المقدار الأكبر من النّفط والغاز مجموعين؛ نفرض عليهم الحظر في الوقت المناسب؛ ويمكن للجمهوريّة الإسلاميّة أن تقوم بهذا.

لقد أظهر الشّعب الإيرانيّ والجمهوريّة الإسلاميّة قوّة الإرادة؛ وأثبتت جمهوريّة إيران الإسلاميّة بشكل جدّيّ، في كلّ مجال، وكلّ مسألة خاضتها، أنّها قويّة الإرادة وثابتة العزم، وقادرة على العمل.

في قضيّة (داعش) هذه، شكّل هؤلاء ائتلافاً؛ وحتماً هم يكذبون، وهو ائتلاف شكليّ؛ لقد بعثوا رسالة إلى وزارة خارجيّتنا، قالوا فيها: (إن كنتم تقولون إنّ أميركا تحمي داعش، فهذا كذب، إنّنا لا نحميها).

ولكن بعد مدّة، نُشرت صور، حصل عليها المجاهدون الثّوريّون، تظهر المساعدات العسكريّة الأميركيّة لداعش! إنّهم يقولون ذلك، يدّعون، [لكنّهم] يقولون ما هو خلاف الواقع، وهو أيضاً خلاف ظهر بهذا الوضوح وهذه السّرعة. ليست الجمهوريّة الإسلاميّة كذلك؛ إنّنا عندما نَرِد ميداناً ما، نكون كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ولَسْنَا نُرْعِدُ حَتَّى نُوقِعَ، ولَا نُسِيلُ حَتَّى نُمْطِرَ». لا شكّ في أنّ الشّعب الإيرانيّ في المستقبل، الذي، إن شاء الله، لن يكون بعيداً، وسوف تشاهدونه حتماً، أنتم أيّها الشّباب الأعزّاء، سيكون على قِمم الشّرف والمجد في مختلف المجالات.

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

21/03/2015

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات