يا
بَرْقُ إِنْ جِئْتَ الغَرِيَّ فَقُلْ لَهُ
|
أَتُراكَ
تَعْلَمُ مَنْ بأَرْضِكَ مودَعُ
|
فيكَ
ابْنُ عِمْرانَ الكَليمُ وَبَعْدَهُ
|
عيسى
يُقَفّيهِ وَأَحْمَدُ يَتْبَعُ
|
بَلْ
فيكَ جِبْريلٌ وَميكالُ وَإِسْـ
|
رافيلُ
وَالمَلَأُ المُقَدَّسُ أَجْمَعُ
|
بَلْ
فيكَ نورُ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ
|
لِذَوي
البَصائِرِ يُسْتَشَفُّ وَيَلْمَعُ
|
فيكَ
الإِمامُ المُرْتَضى فيكَ الوَصِيُّ
|
المُجْتَبى
فيكَ البَطينُ الأَنْزَعُ
|
هَذا
ضَميرُ العالَمِ المَوْجودُ عَنْ
|
عَدَمٍ
وَسِرُّ وُجودِهِ المُسْتَوْدَعُ
|
هذا
هُوَ النُّورُ الّذي عَذَباتُهُ
|
كانَتْ
بِجَبْهَةِ آدَمٍ تَتَطَلَّعُ
|
وَشِهابُ
موسى حَيْث أَظْلَمَ لَيْلُهُ
|
رُفِعَتْ
لَهُ لَأْلاؤُهُ تَتَشَعْشَعُ
|
يا
مَنْ لَهُ رُدَّتْ ذُكاءُ وَلَمْ يَفُزْ
|
بِنَظيرِها
مِنْ قَبْلُ إِلّا يوشَعُ
|
يا
هازِمَ الأَحْزابِ لا يُثْنيهِ عَنْ
|
خَوْضِ
الحِمامِ مُدَجَّجٌ وَمُدَرَّعُ
|
يا
قالِعَ البابِ الّذي عَنْ هَزِّهِ
|
عَجَزَتْ
أَكُفٌّ أَرْبَعونَ وَأَرْبَعُ
|
لَوْلا
حُدوثُكَ قُلْتُ إِنَّك جاعِلُ
|
الأَرْواحِ
في الأَشْباحِ وَالمُنْتَزِعُ
|
لَوْلا
مَماتُكَ قُلْتُ إِنَّكَ باسِطُ
|
الأَرْزاقِ
تَقْدِرُ في العَطا وَتُوسِعُ
|
ما
العالَمُ العُلْوِيُّ إِلّا تُرْبَةٌ
|
فيها
لِجُثَّتِكَ الشَّريفَةِ مَضْجَعُ
|
ما
الدَّهْرُ إِلّا عَبْدُكَ القِنُّ الّذي
|
بِنُفوذِ
أَمْرِكَ في البَرِيَّةِ مُولَعُ
|
أَنا
في مَديحِكَ أَلْكَنٌ لا أَهْتَدي
|
وَأَنا
الخَطيبُ الهِبْرِزِيُّ المِصْقَعُ
|
أَأَقولُ
فيكَ سُمَيْدَعٌ كَلَّا وَلا
|
حاشا
لِمِثْلِكَ أَنْ يُقالَ سُمَيْدَعُ
|
بَلْ
أَنْتَ في يَوْمِ القِيامَةِ حاكِمٌ
|
في
العالَمينَ وَشافِعٌ وَمُشَفَّعُ
|
وَلَقَدْ
جَهِلْتُ وَكُنْتُ أَحْذَقَ عالِمٍ
|
أَغِرارُ
عَزْمِكَ أَمْ حُسامُكَ أَقْطَعُ
|
وَفَقَدْتُ
مَعْرِفَتي فَلَسْتُ بِعارِفٍ
|
هَلْ
فضلُ عِلمِكَ أم جنابُك أَوْسَعُ
|
لي
فيكَ مُعْتَقَدٌ سَأَكْشِفُ سِرَّهُ
|
فَلْيُصْغِ
أَرْبابُ النُّهى وَلْيَسْمَعوا
|
هِيَ
نَفْثَةُ المَصْدورِ يُطْفي بَرْدُها
|
حَرَّ
الصَّبابَةِ فَاعْذِلوني أَوْ دَعُوا
|
وَاللهِ
لَوْلا حَيْدَرٌ ما كانَتِ
|
الدُّنْيا
وَلا جَمَعَ البَرِيَّةَ مَجْمَعُ
|
مِنْ
أَجْلِهِ خُلِقَ الزَّمانُ وَضُوِّئَتْ
|
شُهُبٌ
كَنَسْنَ وَجَنَّ لَيْلٌ أَدْرَعُ
|
عِلْمُ
الغُيوبِ إِلَيْهِ غَيْرُ مُدافَعٍ
|
وَالصُّبْحُ
أَبْيَضُ مُسْفِرٌ لا يُدْفَعُ
|
وَإِلَيْهِ
في يَوْمِ المَعادِ حِسابُنا
|
وَهُوَ
المَلاذُ لَنا غَداً وَالمَفْزَعُ
|
هَذا
اعْتِقادي قَدْ كَشَفْتُ غِطاءَهُ
|
سَيَضُرُّ
مُعْتَقِداً لَهُ أَوْ يَنْفَعُ
|
يا
مَنْ لَهُ في أَرْضِ قَلْبي مَنْزِلٌ
|
نِعْمَ
المُرادُ الرَّحْبُ وَالمُسْتَرْبعُ
|
أَهْواكَ
حَتّى في حَشاشَةِ مُهْجَتي
|
نارٌ
تَشُبُّ عَلى هَواكَ وَتَلْذَعُ
|
وَتَكادُ
نَفْسي أَنْ تَذوبَ صَبابَةً
|
خُلُقاً
وَطَبْعاً لا كَمَنْ يَتَطَبَّعُ
|
وَرَأَيْتُ
دينَ الاعْتِزالِ وَإِنَّني
|
أَهْوَى
لِأَجْلِكَ كُلَّ مَنْ يَتَشَيَّعُ
|