شعر

شعر

منذ أسبوع

شعر


وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزّمان عليه السّلام

قصيدة للشّيخ بهاء الدّين العامليّ

الأبيات التالية منتخبة من قصيدة للشّيخ بهاء الدّين العاملي (ت: 1030 للهجرة) تُعرف بـ (الفوز والأمان في مدح صاحب الزّمان عجّل الله تعالى فرجه الشّريف)، وقد شرحَها في نهاية (الكشكول) للبهائي شارحُه أحمد بن علي المَنيني. يقول في مطلعها:

سَرَى البَرْقُ مِنْ نَجْدٍ فَجَدّدَ تَذْكَارِي

عُهُودَاً بِحُزْوَى وَالعَذيبِ وَذِي قَارِ


 

***

خَلِيفَةُ رَبِّ العَالَمِينَ وظِلُّهُ

عَلَى سَاكِنِ الغَبْراءِ مِنْ كُلِّ دَيَّارِ

هُوَ العُرْوَةُ الوُثْقَى الّذِي مَنْ بِذَيْلِهِ

تَمَسَّكَ لَا يَخْشَى عَظَائِمَ أَوْزَارِ

إِمَامُ هُدىً لَاذَ الزَّمَانُ بِظِلِّهِ

وَأَلْقَى إِلَيْهِ الدَّهْرُ مِقْوَدَ خوَّارِ

ومُقْتَدِرٍ لَوْ كَلَّفَ الصُّمَّ نُطْقَها

بِأَجْذارِها فَاهَتْ إِلَيْهِ بِأَجْذارِ

عُلُومُ الوَرَى فِي جَنْبِ أَبْحُرِ عِلْمِهِ

كَغَرْفَةِ كَفٍّ أَوْ كَغَمْسَةِ مِنْقَارِ

إِمَامُ الوَرَى طَوْدُ النُّهَى مَنْبَعُ الهُدَى

وصَاحِبُ سِرِّ اللهِ فِي هَذِهِ الدَّارِ

بِهِ العَالَمُ السُّفْلِيُّ يَسْمُو وَيَعْتَلِي

عَلَى العَالَمِ العُلْوِيِّ مِنْ دُونِ إِنْكَارِ

وَمِنْهُ العُقُولُ العَشْرُ تَبْغِي كَمَالَها

وَلَيْسَ عَلَيْهَا فِي التَّعَلُّمِ مِنْ عَارِ

هُمامٌ لَوِ السَّبْعُ الطِّباقُ تَطَابَقَتْ

عَلَى نَقْضِ مَا يَقْضِيهِ مِنْ حُكْمِهَ الجَارِي

لَنَكَّسَ مِنْ أَبْراجِهَا كُلَّ شَامِخٍ

وَسَكَّنَ مِنْ أَفْلَاكِهَا كُلَّ دَوَّارِ

وَلَانْتَثَرَتْ مِنْهَا الثَّوابِتُ خِيفَةً

وَعاف السُّرَى مِنْ سَوْرِها كُلُّ سَيَّارِ

أَيَا حُجَّةَ اللهِ الَّذِي لَيْسَ جَارِياً

بِغَيْرِ الّذِي يَرْضَاهُ سَابِقُ أَقْدَارِ

وَيَا مَنْ مَقَالِيدُ الزَّمَانِ بِكَفِّهِ

ونَاهِيكَ مِنْ مَجْدٍ بِهِ خَصَّه البَاري

أَغِثْ حَوْزةَ الإيمانِ واعمُرْ رُبُوعَهُ

فَلَمْ يَبْقَ فِيها غَيْرُ دَارِسِ آثَارِ

وأَنْقِذْ كِتَابَ اللهِ مِنْ يَدِ عُصْبَةٍ

عَصَوْا وَتَمَادَوْا فِي عُتُوٍّ وإِصْرَارِ

وأَنْعِشْ قُلُوباً فِي انْتِظَارِكَ قُرِّحَتْ

وأَضْجَرَهَا الأَعْدَاءُ أيَّةَ إِضْجَارِ

وخَلِّصْ عِبَادَ اللهِ مِنْ كُلِّ غَاشِمٍ

وَطَهِّرْ بِلَادَ اللهِ مِنْ كُلِّ كَفَّارِ

وَعَجِّلْ فَداكَ العَالَمُونَ بِأَسْرِهِم

وبَادِرْ عَلى اسْمِ اللهِ مِنْ غَيْرِ إنْظَارِ

تَجِدْ مِنْ جُنُودِ اللهِ خَيْرَ كَتَائِبٍ

وأَكْرَمَ أَعْوانٍ وَأَشْرَفَ أَنْصَارِ

بِهِم مِنْ بَنِي هَمْدَانَ أَخْلَصُ فِتْيَةٍ

يَخُوضُونَ أَغْمَارَ الوَغَى غَيْرَ فكّارِ

بِكُلِّ شَدِيدِ البَأْسِ عَبْلٍ شَمَرْدَلٍ

إلى الحَتْفِ مِقْدامٍ على الهَوْلِ مصبارِ

تُحَاذرُهُ الأَبْطالُ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ

وتَرهَبُهُ الفُرْسَانُ فِي كُلِّ مِضْمارِ

أَيَا صَفْوَةَ الرَّحْمَنِ دُونَكَ مِدْحَةً

كَدُرِّ عُقُودٍ في تَرايِب أبْكَارِ

إذا رُدِّدَت زادَتْ قَبُولاً كَأنَّها

أَحَادِيثُ نجدٍ لا تُمَلُّ بتَكْرارِ

 

 

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات