الاستغاثة
بالإمام المهدي عليه السلام
القيام عند ذكر «القائم»
ـــــــــــــــ
إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــــ
تقدّم «شعائر» في هذا
الباب أدبَين من آداب المؤمن في العلاقة بآخر أوصياء رسول الله صلّى الله عليه
وآله، الإمام المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف،
وقد تمّ اختيارهما من كتاب (آداب عصر الغَيبة) للشيخ حسين كوراني، بتصرّفٍ يسير.
الاستغاثة به عليه السّلام
لا يوجد أيّ مانع شرعيّ يمنع من التوسّل إلى الله تعالى
بنبيّه المصطفى وأهل بيته صلّى الله عليه وعليهم، والاستغاثة بهم، فالغارقُ في
بحار الذنوب لا يُمكنه إلا أن يلتجئ إلى مَن أمَر الله تعالى بالرّجوع إليهم، وهذا
مبدأ قرآنيّ واضح، قال تعالى: ﴿.. وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا
رَحِيمًا﴾ النساء:64.
وقد وردت عدّة روايات في التوسّل إلى الله عزّ وجلّ بوليّه
المهديّ وآبائه عليهم السلام، (منها):
1) رسالة إليه عليه السلام
قال
المحدّث القمّي رحمه الله في (منتهى الآمال):
«رُوي
في (تحفة الزائر) للمجلسي و(مفاتيح النجاة) للسبزواري أنّ مَن كانت له حاجةٌ فليَكتب
في رسالة ما سيأتي نَصُّه، ثمّ يُلقيها في ضريح أحد الأئمّة عليهم السلام، أو يعلّقها
على الضريح، أو يطوي الرسالة ويغلّفها بطين طاهر ويرمي بها في نهر، أو بئر عميق،
أو غدير، فإنّها تصل إلى صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه، ويتولّى
هو بنفسه قضاء تلك الحاجة.
النصّ
الذي يُكتب:
(بسمِ
الله الرّحمن الرّحيم، كَتَبْتُ إلَيْكَ يا مَولايَ صَلَواتُ الله عَلَيكَ مُسْتَغِيثاً،
وشَكَوتُ ما نَزلَ بِي مُستَجِيراً باللهِ عَزَّ وجَلّ ثمَّ بِكَ من أمرٍ قَد دَهَمَني،
وأشغَلَ قَلبَي وأطالَ فِكْري، وسَلَبَني بَعضَ لُبّي، وَغَيّر خَطِيرَ نِعمَةِ اللهِ
عِنْدِي، أسلَمَني عِندَ تَخيُّلِ وُرُودِه الخَليلُ وَتَبرَّأَ مِنّي عِنَدَ تَرائي
إقْبالِهِ إليَّ الحِمِيمُ، وعَجَزَتْ عَن دِفَاعِهِ حِيلَتي وَخَانَني في تَحَمُّلِهِ
صَبْرِي وَقوَّتي، فَلَجَأتُ فِيهِ إلَيكَ وَتَوَكَّلْتُ في المسْألةِ للهِ جَلَّ ثَنَاؤهُ
عَلَيهِ وعَلَيكَ في دِفَاعِهِ عَنّي، عِلماً بِمَكَانِكَ مِنَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ
وَلِيّ التَّدْبِيرِ وَمَالِكِ الأُمورِ، وَاثِقاً بِكَ في المسارَعَةِ فِي الشّفَاعَةِ
إِلَيهِ جَلَّ ثناؤهُ في أمْري، مُتَيقِّناً لإجَابَتِهِ تَبَاركَ وَتَعالى إيّاكَ
بِإعْطَائي سُؤْلي. وأنتَ يا مَولايَ جَدِيرٌ بِتَحْقِيقِ ظَنّي وَتَصْدِيقِ أمَلِي
فِيكَ في أَمْرِ كذا (وتذكر
هنا حاجتك) فِيمَا لا طَاقةَ لِي بِحَمْلِهِ، ولا صَبْرَ لِي عَلَيهِ، وَإن كُنتُ
مُستَحِقّاً لَهُ وَلأضعَافِهِ بقَبيحِ أَفعَالِي وَتَفريطي فِي الواجِباتِ الّتي لِلّهِ
عَزَّ وجَلَّ (عَلَيَّ)، فأغِثْني يا مَولايَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيكَ عِندَ اللَّهفِ
وَقَدِّمِ المسْألةَ للهِ عَزَّ وجَلَّ في أمْرِي قَبلَ حُلولِ التَلَفِ وشماتَةِ الأعداءِ،
فَبِكَ بُسِطَتِ النّعْمَةُ عَلَيَّ، وَاسْأَلِ اللهَ جَلَ جَلالُهُ لِي نَصْراً عَزيزاً
وفَتْحاً قَريباً فِيهِ بلُوغُ الآمالِ وَخَيرُ المبَادِي وَخَواتِيمُ الأعمَالِ وَالأمنُ
مِنَ المخَاوفِ كُلِّها فِي كُلِّ حَالٍ، إنّهُ جَلَّ ثناؤهُ لِما يَشَاءُ فعّالٌ وَهُو
حَسبي وَنِعمَ الوكِيلُ في المبدءِ وَالمآلِ).
ثمّ تقف علي الماء الذي تريد إلقاء الرسالة فيه، وتنادي
أحد الوكلاء الأربعة باسمه، وهم:
1 – عثمان بن سعيد.
2 – محمّد بن عثمان.
3 – الحسين بن روح.
4 – عليّ بن محمّد السمّري.
وتقول:
يا فلان بن فلان – ثمّ تذكر اسمَ أحدهم – سلامٌ
عليكَ، أشهدُ أنّ وفاتَك في سبيلِ اللهِ، وأنّك حَيٌّ عندَ اللهِ مرزوقٌ، وقد
خاطبتُك في حياتك التي لكَ عند الله عزّ وجلّ، وهذه رُقعتي وحاجتي إلى مولانا عليه
السلام، فسلّمها إليه، وأنت الثقةُ الأمين.
ثمّ
تُلقي الرسالة في الماء.
2) زيارة سلام الله الكامل
قال
المحقّق السيّد علي خان رضوان الله عليه في (الكلِم الطيّب): «استغاثة إلى صاحب
الزمان. من حيث تكون تصلّي ركعتَين بالحمد وسورة، وقُم مستقبل القبلة تحت السماء
وقل: سَلامُ اللهِ الكاملُ التّامُّ الشّاِملُ...». إلى آخر الزيارة.
وهذه
الزيارة - الاستغاثة - موجودة في (مفاتيح الجنان) للمحدّث القمّي.
3) القيام عند
ذكر «القائم»
جاء
في كتاب (النّجم الثاقب) للمحدّث الميرزا النوري، ما ترجمتُه:
«السادس
– من الآداب – القيامُ تعظيماً عند سماع اسمه المبارك خصوصاً الإسم المبارك (القائم)
كما هي سيرة أوليائه ومحبّيه في جميع البلاد من العرب والعجم، وهذا وحده كاشفٌ عن
وجود أساسٍ شرعيّ لهذا العمل، رغم أنّني لم أعثرْ عليه، ولكن نُقل عن عدّة من
العلماء المتتبّعين أنّهم وجدوا ما يدلّ على ذلك، وقد نقَل بعضُهم أنّه سأل العالم
الجليل المتبحّر سبط المحدّث الجزائري عن ذلك فقال إنّه وجد حديثاً مفادُه أنّ
الإمام الصادق عليه السّلام كان في مجلسٍ، فذُكر اسمُ الإمام المهديّ عليه السلام،
فقام الإمام الصادق إجلالاً وتعظيماً له، عليهما السلام.
وقال
المحدّث القمّي في (منتهى الآمال) بعد نقل هذا الكلام، ما ترجمته:
«كان
هذا كلام شيخنا في (النّجم الثاقب)، لكن العالم المحدّث الجليل السيّد حسن الكاظمي
قال في (تكملة أمل الآمل) ما حاصله:
إنّ
أحد علماء الإمامية، وهو عبد الرضا بن محمّد، وهو من أولاد المتوكّل ألّف كتاباً
في وفاة الإمام الرضا عليه السلام سمّاه (تأجيج نيران الأحزان في وفاة سلطان
خراسان)، وممّا تفرّد به هذا الكتاب ما رواه أنّ دِعبل الخزاعيّ عندما أنشد الإمامَ
الرضا قصيدته التائيّة، ووصلَ إلى هذا البيت:
خروجُ إمامٍ لا محالةَ قائمٌ يقومُ على اسمِ اللهِ بالبَركاتِ
نهضَ
الإمام الرضا عليه السلام قائماً، وأحنى رأسَه المبارك، ووضعَ يدَه اليمنى على
رأسه، وقال: أللّهمّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَمَخْرَجَهُ، وَانْصُرْنَا بِهِ نَصْرَاً
عَزِيْزَاً».