أحبَّ اللهُ مَن أحبَّ الحسَين
بقلم:
الشّيخ حسين كَوراني
أمهاجرٌ أنت مع الحسين؟
أم أنّك غارقٌ في بحر الظّلمات اللُّجّيّ واليزيديّ، تحسبُ أنّك تُحسن صُنعاً؟
العلامة الفارقة، موقفك من اليهود، وتَموضعِهم.
هل طرق سمْعَ القلب ولامس الشّغاف، القولُ الفصل:
﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ المائدة:82.
وهل أسّستَ بنيان هجرتك على ﴿تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ﴾ التّوبة:109،
أم أسّستَه على «رِيبَةٍ في الصّدر» تقوم على ﴿شَفَا جُرُفٍ هَارٍ﴾؟
الدّليل هو الرّقيم النّبويّ:
«حُسَينٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَين». «أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَينَاً». «حُسَينٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ». [خرّجه أبو حاتم وسعيد بن منصور].
***
هذه عاشوراء الحسين قد أطلّت، فهل تستحمُّ بالسَّنا؟
إن كنتَ محمديّاً كما تزعم، فأين «تَقَلُّبُ وَجْهِكَ فِي السّمَاءِ»، أين؟
﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ
إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ * قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾ سبأ:46-49.
تَطهّر. إنّ الله ﴿يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ التّوبة:108.
أحدِث لله تعالى توبةً لتُبصر:
﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ
يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ * إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ هود:3-4.
واتِر الذّكر وأكثِر، لتغادر الغفلة، وتبلغ سربَ ﴿..
الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾ الأحزاب:35، فترى الأمور كما هِيَه.
﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ * إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾ الأعراف:205-206.
لا تحجبك الكثرة ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾! يوسف:106
لا تغرّنّك بهارج «يوم الزّينة» الفرعونيّ، ولا
زينة «قارون» ولا ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ﴾ القصص:76، ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ
الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ الرّوم:60.
***
تأمّل في مسار المشهد السّياسيّ في مطلع السّنة الهجريّة الجديدة (1437).
«إسرائيل» - وهي حجر سنمار الغرب - في مأزق. الغرب - بالتّالي - مأزوم.
الأمّة وكلّ أحرار العالم يعيشون زَهو أوّل انتصار على «إسرائيل» وجيشها الذي قُهر ودُحر إلى حدّ أنّ «غزّة» المحاصرة تتحدّاه فيتعاظم قهره واندحاره.
وتغرق المنطقة فجأة في بحر من الدّم.
مسرحُ بركان المجازر هو الجغرافيا الأخطر على الغرب وثكنته الصّهيونيّة.
أدوات التّنفيذ - أنظمةً محليّةً وأفراداً - لم يرموا حجراً على «إسرائيل» منذ «النّكبة»، ولا عُرفَ عنهم أنّهم حملوا سيفاً يوماً أو رموا بسهم على غير شعوب الأمّة.
كالفِطر نبتتْ واجهاتٌ وتنظيماتٌ وجبهات، وسالت دماء، لو كان بعضها في الاتّجاه الصّحيح «زوال إسرائيل» لكانت المنطقة اليوم تنعم بالأمن النّفسيّ والسّياسيّ والاجتماعيّ.
وينكشف المُخَبَّأ!!
الشّيخ القرضاوي يُطمْئن أميركا بأنّ «المجاهدين!» إذا انتصروا في سوريا فلن ينصرفوا إلى مواجهة «إسرائيل»، ويقول: مَن قال لكم إنّنا سنحارب «إسرائيل»؟
ويصدر عن الشّخص الثّاني في «داعش»
آلِ سعود واليهود، «أبو بكر ناجي» تنظيرٌ للداعشيّة في كتاب باسم (إدارة التّوحّش، أخطر مرحلة تمرّ بها الأمّة).
وتنحدر «جامعة الدّول العربيّة» - بقيادة شيخ مشايخ النّفط والخِزي والعار - إلى أسفل سافلين، لتحدّد أنّ عدوّ الأمة هو «إيران» وليس «إسرائيل»!!
***
في هذا السّياق تَفاقم خطر «دواعش» آل سعود، واستشرى.
المنطلق، الدّفاع عن الهيمنة الغربيّة وعن مدماكها في الشّرق «إسرائيل».
والمضمار، الثّأر من كلّ مقاوم، أو يحدّث نفسه بالمقاومة.
والسّياسة المعتمدة، نشر «التّوحّش».
من «وحشيٍّ» قاتل الحمزة عمّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله إلى «توحّش» الرّياض والدّرعيّة وعموم نجد، وصولاً إلى تعميم مجازر «الدّرعيّة» في سوريا والعراق ثمّ غيرهما، نمطُ افتراسٍ «أمويٍّ» واحد يقوم على التّرهيب بقطع الرّؤوس بالفؤوس، والتّفنّن في تعميق الذّعر والرّعب.
* يؤكّد «أبو بكر ناجي»
في كتابه (إدارة التّوحّش) على أنّ التّغيير يمرّ بثلاث مراحل هي:
1) مرحلة شوكة النّكاية والإنهاك
2)
مرحلة إدارة التّوحّش
3)
مرحلة التّمكين
يقول: وأخطرها مرحلة
إدارة التّوحّش.
ويضيف
معاون البغداديّ في كتابه هذا وفي (ص 11) بالتّحديد:
«تعرّف إدارة التّوحّش باختصار شديد بأنّها: إدارة الفوضى المتوحّشة»!!!
ويضيف
أيضاً في نفس الصّفحة أنّ منطقة إدارة التّوحّش هي
«منطقة تخضع لقانون الغاب بصورته البدائيّة. يتعطّش أهلها،
الأخيار منهم بل وعقلاء الأشرار، لمن يدير هذا التّوحّش، بل ويقبلون أن يدير هذا التّوحّش أيّ تنظيم، أخيارًا كانوا أو أشرارًا،
إلّا أنّ إدارة الأشرار لهذا التّوحّش من الممكن أن تحوّل هذه المنطقة إلى مزيد من التّوحّش».
***
ويريدنا الغرب وآل سعوده و«إسرائيله» أن نصدّق أنّ «دولة»
الدّواعش السّعوديّة الإسرائيليّة الأميركيّة والغربيّة بالعموم، قد تشكّلت رغماً
عنهم.
نعم، وهي تبيع النّفط وتستورد الأسلحة المتطوّرة،
وتدير حركة الأموال، وتنقل الآلاف المؤلّفة عبر المطارات العالميّة، وتعبر الحدود السّياديّة
بدباباتها والمدافع والصّواريخ. كلّ ذلك «بالتّهريب»!!
«الحمدُ لله الذي جعلَ أعداءَنا من الحَمقى».
يستغبون الشّعوب إلى هذا الحدّ الذي كشف زيفهم وعرّاهم.
ويُمعنون في الاستغباء، فإذا التّحالف الدّوليّ
لمحاربة «داعش» يحرّك الأساطيل الجوّيّة ليتضح أنّها تحرس «الدّواعش»
وتزوّدهم بالسّلاح والمؤن والإحداثيّات.
ويبالغون في الإمعان في الاستغباء لإيهامنا بالفصل بين
«داعشيّة» آل سعودهم الإسرائيليّة والأميركيّة في العراق والشّام وبين «داعشيّتهم»
في البحرين، واليمن، وكوارث البيت الحرام، والبلد الحرام، والمشعر الحرام.
لا يكاد ينقضي العجب - منتهى العجب - ممّن لم يفقه بعد:
أ) أنّ أدوات نَصب العداء للأمة – سنةً وشيعة - والتّوحيد
والنّبوّة والقرآن وفلسطين، هي ثلاثة: أميركا، وآل سعود، و«إسرائيل».
ب) أنّ نصر الأمة قادمٌ لا محالة. هذا وعدُ الله ﴿لَا
يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ الرّوم:6.