لا يُخلِفُ الله
تعالى ظنّ عبدِه المؤمن
«قال
رَسُولَ الله صلّى الله عليه وآله وهُوَ عَلَى مِنْبَرِه: والَّذِي لَا إِلَه إِلَّا
هُوَ،
مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا
والآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّه بِالله ورَجَائِه لَه وحُسْنِ خُلُقِه والْكَفِّ
عَنِ اغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ، والَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، لَا يُعَذِّبُ الله
مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ والِاسْتِغْفَارِ إِلَّا بِسُوءِ ظَنِّه بِالله وتَقْصِيرِه
مِنْ رَجَائِه وسُوءِ خُلُقِه واغْتِيَابِه لِلْمُؤْمِنِينَ، والَّذِي لَا إِلَه إِلَّا
هُوَ لَا يَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِالله إِلَّا كَانَ اللهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِه
الْمُؤْمِنِ، لأَنَّ الله كَرِيمٌ بِيَدِه الْخَيْرَاتُ يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُه
الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِه الظَّنَّ ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّه ورَجَاءَه، فَأَحْسِنُوا
بِالله الظَّنَّ وارْغَبُوا إِلَيْه».
(الكليني، الكافي)
وصيّةُ الإمام الرضا عليه السلام لأوليائه وشيعته
«عن
عبد العظيم الحسنيّ رضي الله عنه، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: يا عبدَ
العظيم،
أبلِغ
عنّي أوليائيَ السّلام، وقلْ لهم أن لا يجعلوا للشّيطان على أنفسِهم سبيلاً، ومُرْهُم
بالصّدق في الحديث، وأداءِ الأمانة، ومُرْهُم بالسّكوت، وتركِ الجدال في ما لا يَعنيهم،
وإقبال بعضِهم على بعض، والمُزاورة، فإنّ ذلك قربةٌ إليّ، ولا يشغلوا أنفسهم
بتمزيق بعضِهم بعضاً، فإنّي آليتُ على نفسي أنّه مَن فعل ذلك وأسخطَ وليّاً من
أوليائي دعوتُ الله ليعذّبه في الدنيا أشدّ العذابِ، وكان في الآخرةِ من الخَاسرين».
(الشيخ عباس القمّي، الأنوار البهيّة)
إِنَّ الله عَزَّ
وجَلَّ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ
عَنْ
أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام، قَالَ: «أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ أُعْطُوا حَظَّهُمْ
مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ، والرِّفْقُ فِي تَقْدِيرِ
الْمَعِيشَةِ خَيْرٌ مِنَ السَّعَةِ فِي الْمَالِ، والرِّفْقُ لَا يَعْجِزُ عَنْه شَيْءٌ
والتَّبْذِيرُ لَا يَبْقَى مَعَه شَيْءٌ، إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ رَفِيقٌ يُحِبُّ
الرِّفْقَ».
(الكليني، الكافي)
من الذنوب التي لا
تُغفَر
«عن
أبي هاشم قال: سمعت أبا محمّد عليه السلام يقول: «من الذّنوبِ التي لا تُغفَرُ قولُ
الرّجل: لَيتني لا أُؤاخَذ إلّا بهذا».
فقلت
في نفسي: إنّ هذا لَهُو الدقيق، وقد ينبغي للرّجلِ أن يتفقّد من نفسه كلّ شيء.
فأقبل
عليّ أبو محمّد، فقال: «صدقتَ يا أبا هاشم، الزمْ ما حدّثتْك به نفسُك، فإنّ الإشراكَ
في الناسِ أخفى من دَبيبِ الذّرّ على الصّفا في اللّيلة الظّلماء، ومن دَبيبِ الذرّ
على المِسح الأسود».
(الشيخ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى)
الإصرار على
الصغيرة يُلحقها بالكبيرة
«..يُعتبر
اجتنابُ الكبائر كلّها وعدمُ الإصرار على الصّغائر، فإنّ الإصرار عليها يُلحقها
بالكبيرة، ومن ثمّ ورد: (لا صغيرةَ مع الإصرار، ولا كبيرةَ مع الاستغفار).
والمرادُ
بالإصرار الإكثارُ منها، سواء كان من نوعٍ واحد أم من أنواعٍ مختلفة. وقيل:
المداومةُ على نوعٍ واحدٍ منها. ولعلّ الإصرار يتحقّق بكلٍّ منهما».
(الشهيد الثاني، مسالك الأفهام)