من
وصايا أمير المؤمنين عليه السلام
واعْلَمُوا أَنَّ الهَالِكَ مَنْ هَلَكَ دِينُه
عن الإمام أبي عبد
الله الصّادق عليه السلام أنّه قال:
«كَانَ فِي وَصيّةِ أَمِيرِ
المُؤْمِنينَ، عَلَيهِ السَّلامُ، لأَصْحَابِه:
* اعْلَمُوا أَنَّ الْقُرْآنَ
هُدَى اللَّيْلِ والنَّهَارِ، ونُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ
وفَاقَةٍ.
* فَإِذَا حَضَرَتْ
بَلِيَّةٌ فَاجْعَلُوا أَمْوَالَكُمْ دُونَ أَنْفُسِكُمْ.
* وإِذَا نَزَلَتْ
نَازِلَةٌ فَاجْعَلُوا أَنْفُسَكُمْ دُونَ دِينِكُمْ.
* واعْلَمُوا أَنَّ الْهَالِكَ
مَنْ هَلَكَ دِينُه، والْحَرِيبَ مَنْ حُرِبَ دِينُه. [الحَريب:
مَن أُخِذَ جميعُ ماله]
* أَلَا وإِنَّه لَا
فَقْرَ بَعْدَ الْجَنَّةِ.
* أَلَا وإِنَّه لَا
غِنَى بَعْدَ النَّارِ، لَا يُفَكُّ أَسِيرُهَا، ولَا يَبْرَأُ ضَرِيرُهَا».
(الكليني، الكافي: ج 2/ ص 216)
ز
ي ن
زين: الزَّاي وَالْيَاءُ
وَالنُّونُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى حُسْنِ الشَّيْءِ وَتَحْسِينِهِ؛ يُقَالُ
زَيَّنْتُ الشَّيْءَ تَزْيِينًا. وتَزَيَّنَتِ الأَرْضُ بِالنَّباتِ... أَي حَسُنَتْ
وَبَهُجَتْ، وَحَسَّنَهَا عُشْبُهَا؛ وَفي التَّنْزيلِ العَزيزِ: ﴿... حَتَّى إِذَا
أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ...﴾. [يونس:24]
وَفي حَديثِ الاسْتِسْقاءِ:
«اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنا في أَرْضِنا زِينَتَها» أَيْ نَباتَها الّذي
يُزَيِّنُها.
وَالزِّينَةُ وَالزُّونَةُ: اسْمٌ جامِعٌ لِكُلِّ
شَيْءٍ يُتَزَيَّنَ بِهِ. وَزَيْنُ العابِدينَ لَقَبُ الإِمامِ عَلِيِّ بْنِ
الحُسَيْنِ عليهما السلام؛
قالَ مَالِكُ بنُ أَنَسِ: «سُمِّيَ زَيْنَ الْعَابِدِينَ لِكَثْرَةِ عِبَادَتِهِ».
وَفي الحَديثِ: «زَيِّنُوا
القُرْآنَ بِأَصْواتِكُمْ» يَدُلُّ عَلى ما يُزَيّنُ مِنَ التَّرْتيلِ وَالتَّدَبُّرِ
وَمُراعاةِ الإعْرابِ، أي مَعْناهُ الحَثُّ عَلى التَّرْتيلِ الّذي أَمَرَ بِهِ في
قَوْلِهِ تَعالى: ﴿...وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾. [المزمّل:
4]
وَالزَّيْنُ خِلافُ الشَّيْنِ،
وَجَمْعُهُ أَزْيانٌ. وقالَ الرَّاغبُ الأصفهانيُّ: «الزِّينَةُ الحَقيقيَّةُ ما لا
يُشِينُ الإِنْسانَ في شَيْءٍ مِنْ أَحْوالِهِ لا في الدُّنْيا ولا في الآخِرَةِ...
والزِّينَةُ بِالقَوْلِ المُجْملِ ثَلاثٌ: زِينَةٌ نَفْسيَّةٌ كالعِلْمِ والاعْتِقادَاتِ
الحَسَنَةِ، وزِينَةٌ بَدَنيَّةٌ كالقُوَّةِ وَطولِ القامَةِ وحُسْنِ الوَسَامَةِ،
وزِينَةٌ خارِجِيَّةٌ كَالمالِ والجاهِ».
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ...﴾. [القصص:
79] جاء في تَفْسيرِ القُمّيِّ: أَيْ في الثِّيابِ المُصَّبَغاتِ
يَجُرُّها بِالأَرْضِ. وَقالَ الزَّجَّاجُ: أي خَرَجَ هُوَ وَأَصْحابُهُ وَعَلَيْهِمْ
وَعَلى الخَيْلِ الأُرْجُوَانُ، وَقيلَ كانَ عَلَيْهِمْ وَعَلى خَيْلِهِمِ الدِّيباجُ
الأَحْمَرُ.
وَيَوْمُ الزِّينَةِ: العيدُ.
والمُزَيِّنُ:
الحَجَّامُ.
(لسان العرب؛
مفردات الراغب)