الإسلام
﴿صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً..﴾
_____
إعداد: «شعائر» _____
﴿إِنَّ
الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ..﴾ آل عمران:19،
فكيف عرّف أهل بيت النبوّة عليهم السلام، الإسلامَ، ومن هو المسلم؟
في
ما يلي أحاديث شريفة في تعريف الإسلام وصفات المسلم، يليها شرح لرواية عن الإمام
الباقر عليه السلام في بعض صفات المسلم والمؤمن.
عن
أبي عبد الله الصّادق عليه السلام، فِي قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿صِبْغَةَ اللهِ
وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً..﴾ البقرة:138،
قَالَ: «الصِّبْغَةُ هِيَ الإِسْلَامُ».
ما
هو الإسلام؟
*
أمير المؤمنين عليه السلام: «..إِنّ الْإِسْلَامَ هُوَ التَّسْلِيمُ، والتَّسْلِيمَ هُوَ الْيَقِينُ،
وَالْيَقِينَ هُوَ التَّصْدِيقُ، وَالتَّصْدِيقَ هُوَ الْإِقْرَارُ،
وَالْإِقْرَارَ هُوَ الْعَمَلُ، وَالْعَمَلَ هُوَ الْأَدَاءُ..».
* وعنه عليه السلام: «إِنَّ هَذَا الإِسْلَامَ دِينُ اللهِ
الَّذِي اصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، واصْطَنَعَهُ عَلَى عَيْنِهِ، وأَصْفَاهُ خِيَرَةَ
خَلْقِهِ، وأَقَامَ دَعَائِمَهُ عَلَى مَحَبَّتِهِ، أَذَلَّ الأَدْيَانَ بِعِزَّتِهِ
ووَضَعَ الْمِلَلَ بِرَفْعِهِ، وأَهَانَ أَعْدَاءَهُ بِكَرَامَتِهِ وخَذَلَ مُحَادِّيهِ
بِنَصْرِهِ، وهَدَمَ أَرْكَانَ الضَّلَالَةِ بِرُكْنِهِ، وسَقَى مَنْ عَطِشَ مِنْ حِيَاضِهِ».
* عَنْ سُفْيَانَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ: «سَأَلَ رَجُلٌ
أَبَا عَبْدِ الله (الصادق) عليه السلام عَنِ الإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ، مَا
الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا، فقال له: الإِسْلَامُ هُوَ الظَّاهِرُ الَّذِي
عَلَيْهِ النَّاسُ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ
لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ
الزَّكَاةِ، وَحِجُّ الْبَيْتِ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَهَذَا الإِسْلَامُ،
وَقَالَ: الإِيمَانُ مَعْرِفَةُ هَذَا الْأَمْرِ مَعَ هَذَا، فَإِنْ
أَقَرَّ بِهَا وَلَمْ يَعْرِفْ هَذَا الْأَمْرَ، كَانَ مُسْلِماً وَكَانَ ضَالًّا».
* قَالَ القاسم الصيرفي: «سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (الصادق)
عليه السلام، يَقُولُ: الإِسْلَامُ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ، وتُؤَدَّى بِهِ الأَمَانَةُ،
وَتُسْتَحَلُّ بِهِ الفُرُوجُ، وَالثَّوَابُ عَلَى الإِيمَانِ».
ومن هو المسلم؟
عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال:
«يَا سُلَيْمَانُ أتَدْرِي مَنِ الْمُسْلِمُ؟ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْتَ
أَعْلَمُ، قَالَ: الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِه ويَدِه،
ثُمَّ قَالَ: وتَدْرِي مَنِ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ،
قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ مَنِ ائْتَمَنَه الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ،
والْمُسْلِمُ حَرَامٌ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَظْلِمَه، أَوْ يَخْذُلَه، أَوْ يَدْفَعَه
دَفْعَةً تُعَنِّتُه».
قال العلماء
* «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِه
ويَدِه»: أي من شرّه، وإنّما خصّ اليد واللسان بالذكر لأنّهما أظهر الجوارح في
الكسب، وليس المقصود حصرَ المسلم على الموصوف
بالصفة المذكورة، ونفيَ الإسلام عن غيره، لأنّ المعنى على الفضل والكمال لا على الحصر.
* «إِنَّ الْمُؤْمِنَ مَنِ ائْتَمَنَه الْمُسْلِمُونَ عَلَى
أَمْوَالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ»: لأنّه عُرف بالأمانة والديانة والصلاح وكمال الإيمان
بالتجربة، واشتُهر بها حتى صار أميناً عندهم في أموالهم وأنفسهم .
«أَوْ يَدْفَعَه دَفْعَةً تُعَنِّتُه»: كأنّ المراد:
يدفعُه عن خير ويردّه إلى شرٍّ يوجب عنَتَه، وهو الفساد، والإثم، والمشقّة، والشدّة،
والعناء، والهلاك، والوهي، والانكسار، والخطاء.
(شرح أصول الكافي، المازندراني)