بسملة

بسملة

01/08/2016

﴿.. سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾


﴿.. سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾

بقلم: الشيخ حسين كَوراني

يتلّخصُ المشهدُ السياسيّ الراهن في منطقتنا، بمعاودة الكَرّةِ في تقسيم المقسَّم، وإعادة تركيبه «كما يَحلو للشيطان» الأميركيّ الذي يظنّ أنه ما يزال «القُطب الأوحد».

بعد الزلزال الخمينيّ، وتداعياته، وأبرزها حرب تمّوز وحَربا غزّة، قلّب الأميركيُّ تَرِكَة «سايكس - بيكو». وَرِثَها واستثمرَها. تقاذفها تَقاذُفَ الكُرة. حوّلها عبر «الاستعمار الجديد» لُقمةً سائغة. تأمّلَ في مناخات تَكوُّنِها. أبرزُ المكوّنات مشروعان. الوطن القوميّ اليهوديّ. والوطن القوميّ السعوديّ - الوهّابيّ. ولا سواء. المشروعان - بالتدبّر- واحدٌ بوجهَين. الغدّة السرطانيّة بوجهَيها الصهيونيّ المُعلَن، والصهيو- سعوديّ- أو الصهيو- ديّ- المُضمَر.

كانت مرحلة «سايكس – بيكو» وما قبله – وهو ذاته ما قبل ثَني الوسادة للهيمنة الأميركيّة - قضتْ بثُنائيّة الوجهَين المُضمَر والمُعلَن للمشروع الصهيو– ديّ. لكنّ مرحلة «ما بعدَ، ما بعدَ حيفا» تُحتّم طيّ المراحل في إعلان المُضمَر، حفظاً للمُعلَن وإن أدّى إلى احتراق المضمَر.

***

في هذا السياق، أطلقت أميركا «إدارة التوحّش» السعوديّ - الوهّابيّ. أنّى كانت ساحة المعارك المتوحّشة. في اليمن، أو العراق، أو الشام، أو تخوم لبنان، أو غيرها. إنقاذ المشروع الصهيونيّ – حجرِ «سنمّار» الغرب في الشرق - هو الهاجس. احتواءُ مفاعيل حرب تمّوز، هو الهدف.

مبكّراً جداً، كان تطمين «الشيخ القرضاوي» لأميركا. «إسرائيل ليست هدفنا بعد سوريا. مَن قال لكم ذلك؟».

تزامن ذلك مع فتح بوّابة الجولان المحتلّ بين الدواعش والكيان الصهيونيّ.

لم تأتِ محاولات «تركي الفيصل» أو «أنور عشقي» من فراغ. تتسارع وتيرة كشف التحالف الصهيو- ديّ، – بل التماهي- بالتناسب مع الوقائع الميدانيّة. كلّما اشتدّت حلقةُ الحصار على الوجه المُعلَن من «الغدّة السرطانيّة»، تعالى صراخُ الوجه الذي كان مضمَراً، وتبدّى.

***

وفي الحديث عن «فِقْه» هذه المجريات وفلسفتها، تجليّاتُ عظيمِ صُنْعِ الله تعالى، في ثلاثٍ من السُّنَن الكونيّة:

1-   الاستدراج:

* ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ الأعراف:182-183.

* ﴿فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ القلم:44-45.

2-   الهزيمة:

* ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ الأنفال:34-36.

3-   الفضيحة:

* ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ الأنفال:37.

تريد أميركا.. ويريدُ الله. هذا أوانُ الفَرْز النهائيّ: ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ..﴾.

***

تَقصُر المدّة أو تطول؟ يتوقّف ذلك على تنامي إدراكِ حقيقة آل سعود، والوهّابيّين عموماً: دورهم، والمهمّة. آل سعود ليسوا «سُنّة». آل سعود أمويّون «بُغاة» تسلّلوا إلى زعامة الأمّة والمنطقة، كما تسلّل «معاوية» فأسّس أمبراطوريّة «الألف شهر».

«تحالفَ الشيخ محمّد عبد الوهّاب سنة 1157 هجريّة = 1744م مع الأمير محمّد بن سعود على أن يكون الأمير صاحبَ السيف ".." وأن يستمرّ الشيخ في الجَهر بدعوته».

توفّي «محمّد بن سعود» عام 1179 هجريّة = 1766م. تولّى الحكم بعده ولدُه «عبد العزيز». دامت سلطته (39 عاماً). أثناء سِنيّ سلطته توفّي «محمّد بن عبد الوهّاب» عام 1206 هجريّة. خَلَفَه ابنُه الشيخ عبدالله.

***

من الغارات – الداعشيّة - الأمويّة، السعوديّة – الوهّابيّة - التي شُنَّت خلال تسلّط عبد العزيز بن محمّد آل سعود، وبمساندة عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب:

«تمّ احتلال الإحساء سنة 1207 هجريّة = 1792م، وهُدمت المشاهد والقِباب، كما تكرّرت الإغارة على "قَطَر"، وعلى بني عتبة "العتوب" في السنة التالية 1208هجريّة = 1793م، وعلى الكويت في الأعوام 1213 هجريّة = 1789م، و1223هجريّة = 1808م، وطالتْ جميع الأطراف الشرقيّة للجزيرة. أمّا في عام 1209 فقد [تجدّد] الهجوم على "قَطر" وإحلال السلب والنهب في البلد، كما تمّ الهجوم على جزيرة "العماير" سنة 1211 هجريّة = 1769م». ( مقدّمة كتاب منهج الرشاد لمَن أراد السداد للإمام كاشف الغطاء. تحقيق د. جودت القزوينيّ).

***

عمر «داعشيّة» آل سعود وإدارة توحّشهم، يربو – إذاً - على قرنَين ونصف من الزمن! أكثر ضحاياه من «أهل السُّنّة والجماعة». يدّعي آل سعود زوراً أنّهم يمثّلونهم، ويرتكبون المجازر بحقّنا نحن «الشيعة» دفاعاً عن «السُّنّة»!!

هل تتمكّن «أميركا» من إعادة تركيب المنطقة على عصب «داعشيّة آل سعود»؟

أم أنّ «الاستدراج» الإلهيّ، سيرفدُ وعيَ الأمّة والعالمين؟

تَمسُّ الحاجةُ إلى حُسن الإصغاء لخطاب الإمام الخامنئيّ. يُواصِلُ توكيدَ الثوابت الخمينيّة حرفاً بحَرف، ونفَساً بنفَس.

لا يكادُ ينقضي العجبُ كيف لم تُصْغِ الأمّةُ والأجيالُ إلى خطاب الإمام الخمينيّ في جميع مراحل نهضته، محذّراً من مركزيّة خطر آل سعود والوهّابيّين.

***

بعضُ الهدير الخمينيّ، الذي صُمّت عن سماعه أكثرُ الآذان - وما تزال:

* «ألا يَرى المسلمون أنّ مراكز الوهّابيّة في العالم تحوّلت إلى مراكز فتنة وجاسوسيّة وهي تُروّج لإسلام "الأعيان"!، إسلام أبي سفيان، إسلام الملالي القَذِرين، إسلام أدعياء القداسة عديمي الشعور في الحوزات العلميّة والجامعات، إسلام الذُّلّ والنكبة، إسلام المال والقوّة، إسلام الخداع والمساومة والاستعباد، إسلام حاكميّة الرأسمال والرأسماليّين على المظلومين والحُفاة، وبكلمة: الإسلام الأمريكيّ!

ومن جهة أخرى تسجدُ على أعتاب سيّدتها أمريكا آكِلَةِ العالم! لا يعرف المسلمون إلى مَن يشكون هذا الألم».

* «الأيدي الملوّثة التي تزرعُ الشِّقاق بين الشيعة والسنّة في هذه الدول، لا شيعيّة هي ولا سنّيّة».

* «.. يُخطّط (المستعمرون) منذ قرون لتحطيم هذا السدّ (الإسلام) بحِيَل مختلفة ".." وتارةً عن طريق إيجاد المذاهب الباطلة وترويج البابيّة والبهائيّة والوهّابيّة».

* «الوهّابيّة مذهبٌ ملؤه الخرافات، يسوقُ الشعوبَ الغافلة إلى (أحضان) القوى العظمى عبر استغلال الإسلام العزيز والقرآن الكريم».

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

01/08/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات