مشهدُ
الإمام الرّضا عليه السلام
به تَهْبِطُ الأملاكُ بالأَمرِ للأرضِ
شعر:
الشّيخ علي الجشّي
الشّيخ عليّ بن حسن بن محمّد
الجشّي القَطيفي الحجازي، من علماء القطيف وشعرائها، ولد ليلة السّابع عشر من شهر
رمضان عام 1296 للهجرة/ الثّالث من أيلول 1879م. درس المقدّمات من نحو وصرف ومنطق
في القطيف، ثمّ غادر إلى النّجف الأشرف ونال مرتبة الاجتهاد عام 1355 للهجرة/1939م،
وقفل راجعاً إلى وطنهِ بعد رحيل العلاَّمة السيّد ماجد العواميّ ليحل محلّهُ عام 1367
للهجرة/ 1948م. تُوفّي في النصف من جمادى الأُولى عام 1376 للهجرة (1957م)؛ وقد ترك
ثروةً شعريةً قَصَرَها على النبيّ وأهل بيته عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.
* وممّا قاله في الإمام عليّ بن موسى الرِّضا عليه السلام
زُرِ الرِّضا مُخْلِصاً
للهِ في العَمْلِ
|
تَنَلْ مِنَ اللهِ فيهِ
غايَةَ الأَمَلِ
|
وَلْتَنْوِ إِنْ زُرْتَهُ
وَصْلَ النَّبِيِّ بِها
|
فَإِنَّهُ بِضْعَةٌ مِنْ
سَيِّدِ الرُّسُلِ
|
* وله أيضاً مخاطباً الرِّضا عليه السلام:
قَصَدْتُكَ يا بابَ الرَّجا
مَبْدَأَ الفَيْضِ
|
وَيا مَلِكَ الدَّارَيْنِ
في البَسْطِ وَالقَبْضِ
|
طَوَيْتُ بِصِدْقِ العَزْمِ
كُلَّ مَفازَةٍ
|
مِنَ الأَرْضِ لا أَثْني
العَزيمَةَ بِالنَّقْضِ
|
أَتَيْتُكَ شَوْقاً لا
لِشَيْءٍ سِوَى الوَلا
|
وَلَيْسَ غَناءٌ عَنْ
عَطائِكَ فَلْتَقْضِ
|
أَتَيْتُكَ مِنْ بُعْدٍ
وَطَرْفُ بَصيرَتي
|
لَكُمْ ناظِرٌ لا يُسْتَمالُ
إِلى الغَضِّ
|
أَتَيْتُكَ مِنْ بُعْدٍ
لِأَشْهَدَ مَشْهَداً
|
بِهِ تَهْبِطُ الأَمْلاكُ
بِالأَمْرِ لِلأَرْضِ
|
فَها أَنا ذا عَبْدٌ
بِبابِكَ واقِفٌ
|
فَلا تُخْلِني مِنْ نَظْرَةِ
اللُّطْفِ في العَرْضِ
|
فَلا فَرَّقَ الرَّحْمَنُ
بَيْني وَبَيْنَكُمْ
|
بِطَرْفَةِ عَيْنٍ مِنْ
جِوارِكُمُ المُرْضي
|
عَلَيْكَ مِنَ اللهِ
السَّلامُ كَما بَدا
|
يَعودُ، كَما دامَتْ
أَياديكَ بِالفَيْضِ
|
* وله أيضاً فيه:
بُشْرى لِمَنْ زارَ بِطُوس
الرِّضا
|
بِالأَمْنِ في الحَشْرِ
وَسُكْنى الجِنانْ
|
أهَلْ تَرى يَضْمَنُ
مِثْلُ الرِّضا
|
أَمْراً ولا يُوفي بِذاكَ
الضَّمانْ؟!
|
* وله كذلك:
أَنْتَ بابُ الإلَهِ
في الخَلْقِ، مَنْ لَمْ
|
يَأْتِهِ مِنْهُ آبَ
بِالحِرْمانِ
|
فَلَهُ الحَمْدُ حَيْثُ
مَنَّ عَلَيْنا
|
بِحلُولٍ في ساحَةِ الرِّضْوانِ
|
ساحَةٌ شُرِّفَتْ بِجِسْمِ
ابْنِ موسى
|
فَحَوَتْ فيهِ مُحْكَمَ
الفُرْقانِ
|
وَحَوَتْ فيهِ سَيِّدَ
الرُّسُلِ طَهَ
|
وَعَلَيِّاً وَسادَةَ
الأَكْوانِ
|
رَوْضَةٌ، أَيُّ رَوْضَةٍ
قَدْ تَدلَّتْ
|
ثَمَراتُ المُنى بِها
للجاني!
|
يا ابْنَ موسى الرِّضا
وَأَنْتَ عَليمٌ
|
بِضَميري وَما حَواهُ
جَناني
|
ما قَطَعْنا القِفارَ
إِلّا لَكُمْ، لا
|
لاشْتِياقٍ إِلى عَظيمِ
الضَّمانِ
|
قَدْ سَقاني مِنْ كَوْثَرِ
الحُبِّ رَبّي
|
فَدَعاني إِلَيْكُمْ
ما دَعاني
|
قد حَمِدْنا السُّرى
إِلَيْكَ وَعُدْنا
|
مِنْكَ يا ذا الجَميلِ
بِالإِحْسانِ
|
* وله هذه النّونيّة الرّائقة في الإمام عليه
السلام:
يا غَريباً بِأَرْضِ
طوسٍ تَرامَتْ
|
بِكَ أَيْدي النَّوَى
عَنِ الأَوْطانِ
|
وَأَرادَ الأَعْداءُ
إِطْفاءَ نورٍ
|
مِنْكَ قَد عَمَّ ساحَةَ
الإمْكانِ
|
فَأَبى اللهُ غَيْرَ
إِتْمام نورٍ
|
قَدْ تَجَلَّى بِهِ بِكُلِّ
مَكانِ
|
فَهَنيئاً للزَّائرينَ
مقاماً
|
هُوَ طَوْرُ الغُفْرانِ
وَالرِّضْوانِ
|
* وله في قبّة الإمام الرِّضا عليه السّلام:
وَلَمّا بَدَتْ بِالسَّنا
قُبَّةُ الرِّضا
|
وَجَدْتُ شُعاعاً في
البَصيرَةِ قَدْ أَضا
|
هِيَ القُبَّةُ النَّورا
الّتي حَوَتِ الهُدى
|
وَكَنْزُ عُلومِ اللهِ
مُذْ حَوَتِ الرِّضا
|
* وفي تلك القبّة يقول أيضاً:
قُبَّةٌ للرِّضا
حَوَتْ كُلَّ فَضْلٍ
|
إنَّما الفَضْلُ في
الرِّضا مَحْصورُ
|
وَاسْتَمَدَّتْ
مِنْها الكَواكِبُ نوراً
|
مُذْ حَوَتْ مَنْ
لَهُ بَهاءٌ ونورُ
|