فرائد : تعظيمُ الذَّنب، تعظيمٌ لحقِّ الله وسرور الدُّنيا القناعة

فرائد : تعظيمُ الذَّنب، تعظيمٌ لحقِّ الله وسرور الدُّنيا القناعة

03/07/2011

  إعداد: أسرة التحرير

على عادتها في كل عدد تقدِّم «شعائر» للقارئ الكريم باقة جديدة من فرائد الكَلِم والقصص، وقد تمَّ اختيارها لهذا العدد من كتابَي (كشكول) الشيخ البهائي، و(خزائن) الشيخ أحمد النراقي رحمهما الله تعالى.

عن أمير المؤمنين عليه السلام:
* «إذا عظَّمتَ الذنب، فقد عظَّمتَ حقَّ الله، وإذا صغَّرْتَه فقد صَغَّرْتَ حقَّ الله، وما مِن ذنبٍ عظَّمته إلَّا صَغُر عند الله؛ وما من ذنب صغَّرْتَه إلَّا عَظُم عند الله».
* «لو وجدتُ مؤمناً على فاحشة لسترتُه بثوبي».
* «مَن اشترى ما لا يحتاج إليه، باعَ ما يحتاج إليه».

إنّه ليس محبّاً، ولكنّه مُدَّعٍ

* روي أنّ سليمان على نبيِّنا وآله وعليه السلام رأى عصفوراً يقول لعصفورة: لِمَ تمنعين نفسك منِّي؟ ولو شئتُ أخذتُ قبَّة سليمان بمنقاري، فألقيتُها في البحر، فتبسَّم سليمان عليه السلام من كلامه، ثمَّ دعا بهما، وقال للعصفور: أَتُطيق أن تفعل ذلك؟ فقال: يا رسول الله: لا، ولكنَّ الواحد قد يزيِّن نفسه ويعظِّمها عند زوجته، والمُحِبُّ لا يُلام على ما يقول، فقال سليمان للعصفورة: لِمَ تمنعيه من نفسك وهو يحبُّك؟ فقالت: يا نبيَّ الله إنَّه ليس مُحبّاً، ولكنّه مُدَّعٍ لأنَّه يحبُّ معي غيري، فأثَّر كلام العصفورة في قلب سليمان عليه السلام، وبكى بكاءً شديداً، واحتجب عن الناس أربعين يوماً يدعو الله أن يُفرِّغ قلبه لمحبّته، وأن لا يخالطها بمحبَّة غيره.

إبليس يصنِّف النّاس

* قيل إنَّّ إبليس عليه اللّعنة تمثّل ليحيى عليه السلام، فقال له: أنصحُك؟ فقال: لا أريد ذلك، ولكن أخبرني عن بني آدم. قال: هم ثلاثة أصناف عندنا، صنف منهم معصومون مثلك ونحن في راحةٍ منهم ليأسنا عنهم، وصنف آخر الذين هم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم، نتلقّفهم كيف شئنا، قد كفونا أنفسهم ونحن في راحةٍ منهم أيضاً. وصنف ثالث وهم أشدّ الأصناف عندنا؛ نُقبل إلى أحدهم فنبذل جهدنا في فتنته وتغريره حتّى نغرّه ونتمكّن منه ونفتنه في دينه، ثمّ يفزع إلى الإستغفار والتوبة فيُفسد علينا كلّ شيءٍ فعلناه، ثمّ نعود إليه فيعود، فلا نحن نيأس منه ولا ندرك منه حاجتنا، فنحن منه في عناء.

أعاد صلاة ثلاثين سنة

* قال بعض الفضلاء: «أعدتُ صلاة ثلاثين سنة كنتُ أُصلّيها في الصفّ الأوّل، لأنّي تخلّفتُ يوماً لعذرٍ فما وجدتُ موضعاً في الصفّ الأوّل فوقفت في الصفّ الثاني، فوجدتُ نفسي تستشعر خجلاً من نَظَر الناس إليّ وقد سُبقت بالصفّ الأوّل، فعلمتُ أنّ جميع صلواتي كانت مشوبة بالرياء، ممزوجة بلذّة نظر الناس إليّ، ورؤيتهم إيّاي من السابقين إلى الخيرات».

سلمان الفارسي يتحسَّر

* رُوي أنّ سلمان الفارسي رضوان الله عليه، تحسَّر عند موته، فقيل له: علام تأسُّفك يا أبا عبد الله؟ فقال: ليس تأسُّفي على الدنيا، ولكنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله عهد إلينا، وقال: ليَكُن بلغة أحدكم كزاد الراكب، وأخاف أن نكون قد جاوزنا أمره، حولي هذه الأشياء، وأشار إلى ما في بيته، وإذا هو سيف، ودست، وجفنة.

سرور الدُّنيا أن تقنع بما رُزِقت

* قال بعض الحكماء: «إنَّ الرجل ينقطع إلى بعض ملوك الدُّنيا، فيرى عليه أثره، فكيف من انقطع إلى الله سبحانه»، وقال: «نحن نسأل أهل زماننا إلحافاً وهم يعطوننا كرهاً، فلا هم يُثابون ولا نحن يُبارك لنا، سرور الدُّنيا أن تَقنع بما رُزقت، وغمّها أن تَغتمَّ لما لم تُرزق».

رقعة جالينوس

* لمّا مات جالينوس وُجد في جيبه رقعة، مكتوب فيها: أَحمق الحُمقاء من يملأ بطنه من كلِّ ما يجد، فما أَكلتَه فَلِجسمك، وما تصدَّقتَ به فَلِروحك، وما خلَّفته فَلِغيرك، والمُحسن حيٌّ وإنْ نُقل إلى دار البلى، والمُسيء مَيْتٌ وإنْ بَقي في الدنيا، والقناعة تستر الخلّة، وبالصبر تُدرك الأمور، وبالتدبير يَكثر القليل، ولم أرَ لابن آدم شيئاً أنفع من التوكُّل على الله تعالى.


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

03/07/2011

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

03/07/2011

  كتب عربية

كتب عربية

03/07/2011

نفحات