الإمام المهدي، في المنام:
أُكتُب هذا الكتاب. واكتُبه بالعربيّة واجعل اسمه: 
«مكيال المكارم في

الإمام المهدي، في المنام: أُكتُب هذا الكتاب. واكتُبه بالعربيّة واجعل اسمه: «مكيال المكارم في

03/07/2011


قراءة: سلام ياسين

الكتاب: «مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم».
المؤلف: الميرزا السيّد محمّد تقي الموسوي الأصفهاني (1301-1348 هجريّة).
تحقيق: السيد علي عاشور.
الناشر: «مؤسسة الأعلمي للمطبوعات»، بيروت.

 
 

***

يقول المرجع الديني الشيخ لطف الله الصافي دام ظلّه عن هذا الكتاب: «الكتاب الذي يُعرب عن طول باع مؤلّفه وسَعة تتبُّعه وتفكيره، لم نعرف له نظيراً في بابه، ولم نطّلع في ما كُتب حول المهدويّة على كتاب مُفرَدٍ في آداب الدعاء للمهديّ عليه السلام وفوائده غير هذا الكتاب ".." [وهو] وإنْ صُنّف في فوائد الدعاء لمولانا القائم أرواحنا فداه، ولكنّه موسوعة كبيرة في كلّ ما يتعلّق به سلام الله تعالى عليه".." ولو سمّاه (موسوعة الإمام المهدي) أو (موسوعة المهديّ المنتظَر) لكان أيضاً بذلك جديراً، ووَقع الإسم على المسمّى».        
           

درّة نفيسة من دُرر المكتبة المهدويّة الزاخرة بالمؤلفات من شتّى عصور ما بعد الغيبة الصغرى، ولمؤلّفين من مختلف طوائف الأمّة وفِرَقها، هو كتاب (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم) للسيّد محمّد تقي الموسوي الأصفهاني (1301-1348 هجريّة) حاز هذا الكتاب الشهرة الواسعة، وتنافست المؤسّسات العلميّة على تحقيقه وطباعته باللّغتين العربية والفارسية، فقد طُبع في المرّة الأولى بأصفهان بعد وفاة مؤلّفه بحوالى العشرين عاماً، ثم طُبع في قمّ المقدّسة مرّاتٍ عدّة، وهو عبارة عن مُجلّدين، ويقرب عدد صفحاته من الألف صفحة.

مؤلِّف الكتاب

المؤلّف هو السيّد محمّد تقي الموسوي الأصفهاني، من كبار علماء أصفهان وساداتها الأجلّاء النُجباء والفقهاء الأدباء. كان ممّن اتخذوا طريق العرفان والسير والسلوك، خطيباً بارعاً وواعظاً بليغاً، وهو صاحب المؤلّفات الكثيرة على قِصَر عمره البالغ 47 سنة، ومنها (أبواب الجنّات في آداب الجُمُعات)، وتفسير للقرآن الكريم.
ذكر عارفوه أنّه كان كثير الإشتغال بجمع الأخبار والآثار الواردة في الإمام المهديّ عليه السلام، لذلك ألّف مجموعة من الكتب التي تُعنى بهذا الأمر هي: (وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام)، و(نور الأبصار في فضيلة الإنتظار)، و(كنز الغنائم في فضل الدعاء للقائم)، وهذا الكتاب الذي نحن بصدده: (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم).

شهادات في الكتاب

* آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي قال في كتابه (مُنتَخب الأثر في الإمام الثاني عشر): «إن كتاب (مكيال المكارم) كتاب كبير حسن نافع، لم أرَ مثله في موضوعه، أفرده مصنّفه قدّس سرّه لذكر فوائد الدعاء للقائم عليه السلام، وما ورد في الأدعية له ولِفَرَجه، وما يُتقرّب به إليه، وقد جمع فيه أدعية كثيرة جليلة من الكتب المفيدة، وذكر فيه من الآداب والفوائد، أو الجهات المُوجبة للدعاء له، والآثار المترتبة عليه، والأوقات والحالات والأماكن التي يتأكّد فيها الدعاء له ما لا يتّسعه هذا الكتاب».
وقال دام ظلّه في رسالة بعنوان (من لهذا العالَم؟) جعلها مقدّمة على كتاب (مكيال المكارم): «..الكتاب الذي يُعرب عن طول باع مؤلّفه وسعة تتّبعه وتفكيره، لم نعرف له نظيراً في بابه، ولم نطّلع في ما كُتب حول المهدويّة على كتاب مُفرَدٍ في آداب الدعاء للمهدي عليه السلام وفوائده غير هذا الكتاب، ولقد أدّى مؤلّفه العلّامة حقّ التأليف والتنقيب حول ذلك، وبيّن تكاليف الرعيّة بالنسبة إليه عليه السلام. وهذا الكتاب الشريف وإن صُنِّف في فوائد الدعاء لمولانا القائم أرواحنا فداه، ولكنّه موسوعة كبيرة في كلّ ما يتعلّق به.. ولو سمّاه (موسوعة الإمام المهدي) أو (موسوعة المهديّ المنتظر) لكان أيضاً بذلك جديراً ووقع الإسم على المسمّى».
* العلامة السيد محمد علي الروضاتي ذكر في (رسالة آثار التقوى): «الكتاب الذي ألَّفه مؤلُّفه الجليل المذكور، في الدعاء للإمام المنتظر عليه السلام، ووجد قبولاً تامّاً في الأوساط العلميّة، وطُبع مكرّراً، وأقبل على قراءته العلماء والفضلاء».
* الفقيه السيد أبو القاسم الدهكردي. قال في إجازته للمؤلف: «كتابٌ قيِّمٌ جليلٌ مُبتكَر، يستعرض المؤلّف فيه كثيراً من المسائل المتعلّقة بعقيدة المهدويّة وموضوع الحُجّة المنتظر عليه آلاف الصلاة والسلام، تحت عنوان الدعاء له والتضرّع إلى الله تعالى لحفظه من المكاره والآفات».

سبب تأليف الكتاب

إنّ محبّة المؤلّف العارمة للإمام المنتظر عليه السلام، وتعلُّقَه به في حِلّه وترحاله، والأُنس بذكره ومناجاته، دَعَتْه إلى العزم على تأليف كتاب يُعنى بخصوص الدعاء له والتعجيل بفرجه الشريف، ولكنْ حالت الظروف والمشاغل دون إتمام ذلك، إلى أن جاءه صاحب العصر عجّل الله تعالى فرجه في المنام، وشدّ له عزمه للشروع في الكتاب مسمّياً له إيّاه (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم) ومرشداً له ليصنّفه باللّغة العربية.
يقول المؤلّف قدّس سرّه في مقدّمته للكتاب: «إنّ أحقّ الأمور وأوجبها عقلاً وشرعاً أداءُ حقّ مَن له حقّ عليك، ومكافأة من أحسن إليك، ولا ريب أنّ أعظم الناس حقّاً علينا وأوفرهم إحساناً إلينا، وأكثرهم مِنناً ونعماً لدينا، مَن جعل الله تعالى معرفته تمام ديننا، والإذعان له مُكمّلَ يقيننا، وانتظار فرجه أفضل أعمالنا، وزيارته غاية آمالنا، أعني «صاحب الزمان» وحامل راية العدل والإحسان ".." وحيث إنّا لا نقدر على أداء حقوقه على التحقيق، وشُكْرِ وُجُوْدِهِ وَجُوْدِهِ كما يليق، وجب علينا الإستباق إلى الميسور، فإنّه لا يسقط بالمعسور، وأفضل الأمور في زمان غيبته انتظار فرجه والدعاء له، والمسابقة إلى ما يسرُّه، ويُزلف لديه، ويُتقرّب به إليه. وقد ذكرتُ في الباب الثامن من كتاب (أبواب الجنّات في آداب الجُمُعات) نيّفاً وثمانين فائدة من الفوائد الدنيويّة والأخروية المترتّبة على الدعاء لفرجه صلوات الله عليه، ثم سنح لي أن أُفرد لذلك كتاباً يشتمل على تلك الفوائد، وينظم فيه تلك الفرائد، فعاقني عن ذلك نوائب الزمان، وتوارد الأحزان، حتى تجلّى لي في المنام مَن لا أقدر على وصفه بالقلم والكلام، أعني مولاي وإمامي المنتظر، وحبيب قلبي المنكسر. وقال لي ببيان أبهج من وَصْلِ الحبيب، وأهْيَج من صوت العندليب، ما لفظُه: «اين كتابرا بنويس وعربي هم بنويس ونام اورا بگذار مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم = [أُكتُب هذا الكتاب واكتُبه بالعربيّة واجعل اسمه مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم]». فانتبهتُ كالعطشان، وأسفتُ أسفَ اللّهفان، وعزمتُ إطاعة أمره الأعلى، وقلتُ كلمةُ الله هي العليا..».

محتوياته

قسّم المؤلّف كتابه إلى ثمانية أبواب بعدد أبواب الجنّة على ما صرّح في مقدّمته، والأبواب هي:
1- في وجوب معرفة إمام الزمان، وأنّه لا يتحقّق الإيمان بدون تلك المعرفة.
2- في إثبات أنّ إمام الزمان هو المهديّ بن الحسن الزكيّ عليهما السلام.
3- في نبذة من حقوقه عليه السلام على العباد.
4- في الجهات المجتمعة فيه عليه السلام الموجبة للدعاء له على الأنام. وقد رتّب المؤلّف قدّس سرّه هذه الجهات على حروف الهجاء فكانت 114 جهة، وعلى سبيل المثال: في حرف الألف: انتقامه من أعداء الله، وفي حرف الباء: بركاته عليه السلام، وفي حرف التاء: تجديده الإسلام بعد اندراسه وهكذا.. وفي كلّ حرف عناوين كثيرة على هذا النسق، يستقصي المؤلّف تحتها المرويّات التي تؤيّد هذا المعنى.
5- في ذكر المكارم التي تحصل للإنسان بالدعاء بالفرج للإمام عليه السلام. وهذا الباب هو المقصود الأصلي لتأليف الكتاب على ما صرّح به المؤلف، وعلى ما يُفيده عنوانه (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم). وفي هذا الباب، يعدّد المؤلف المكارم والفوائد المترتّبة على الدعاء للإمام، فإذا هي تسعون مكرمة منها: ازدياد النعم. إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام. شفاعة الإمام. أداء أجر الرسالة. زوال الغمّ... ثم يأتي تفصيل كلّ مَكرُمة بما يرتبط بها من أدلّة عقلية وروائية، بذل المؤلف جهوداً كبيرة في تحقيقها واستقصائها.
6- في ذكر الأوقات والحالات التي يتأكّد فيها الدعاء للإمام. وعدّ منها: بعد صلاة الفريضة. ليلة الجمعة ويوم الجمعة. في الشدائد والبليّات...
7- ويتعلّق بآداب الداعي للإمام. ومنها أن يكون من المُداومين والمُكثرين من الدعاء للإمام الحجة لقوله عليه السلام: «..وأَكْثِروا الدعاء بتعجيل الفَرَج..»، ومنها تهذيب الداعي لنفسه عمّا يمنع من قبول العبادة، ومنها ما يرتبط بكيفية الدعاء.
8- وهو الأخير، وخصّصه المؤلف لسائر ما يُتقرّب به إلى الإمام ويسرُّه من تكاليف العباد نحوه، وجعلها ثمانين تكليفاً، منها على سبيل المثال: رعاية الأدب بذكر الإمام، بأنْ لا يذكره إلّا بألقابه الشريفة. انتظار فرجه وظهوره. إظهار الشوق للقائه.
الحضور في المجالس التي تُذكر فيها فضائله. التصدّق نيابة عنه ولسلامته.
تجديد البيعة له. زيارته. البكاء على مصيبة سيد الشهداء. وآخر ما ذكره المؤلّف في تلك القائمة الطويلة من التكاليف المتوجّهة للمؤمن في عصر الغيبة، إعداد النفس عسكريّاً وجهاديّاً لِنُصرته عند ظهوره المبارك. والمُتأمّل في ما أورده المؤلّف مُستهدياً بالنصوص الشريفة، يجد أنّ القيام بحقّ الإمام يعني الإلتزام بكلّ التكاليف التي أوجبها الله عزّ وجلّ على عباده، مشفوعةً بالمحبّة والإقبال، والإستعداد بل البذل للمال والنفس في سبيل الله عزّ وجلّ.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

03/07/2011

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

03/07/2011

  كتب عربية

كتب عربية

03/07/2011

نفحات