استأْنِف
العمل..
ثواب مَن خرجَ ماشياً أو خائفاً لزيارة سيّد الشهداء عليه
السلام
ـــــــــــــــــــــــــــ
إعداد: «شعائر» ـــــــــــــــــــــــــــ
في
ما يلي مجموعة من الروايات الشريفة فيمن زار الإمام الحسين عليه السلام مشياً أو
حال الخوف، نتبرّك بمضامينها في أجواء زيارة الأربعين، وعلى أبواب انطلاق حشود
الموالين راجلين للتشرّف بزيارة سيد الشهداء عليه السلام. يليها كلمات تبيّن حرص
علمائنا على إحياء الشعائر الحسينية المهجورة.
رُوي
عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال:
*
«مَنْ خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ يُريدُ زِيارَةَ قَبْرِ الحُسَين بنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِما
السَّلام، إِنْ كانَ مَاشِياً كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خطوةٍ حَسَنَةٌ ومُحِيَ عَنهُ سَيِّئةٌ...
حَتَّى إذا أَرادَ الانْصِرافَ أَتاهُ مَلَكٌ فقالَ له:
إنَّ
رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عليهِ وآلِهِ وسلّم، يُقْرِئُكَ السَّلامَ ويقولُ لك:
استَأْنِفِ العَمَلَ فَقَد غَفَرَ اللهُ لَكَ ما مَضَى».
*
«مَنْ أَتَى قَبْرَ الحُسَينِ عَلَيْهِ السَّلام ماشِياً، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ
خُطوةٍ وَبِكُلِّ قَدَمٍ يَرفَعُها ويَضَعُها عِتْقُ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسمَاعِيلَ،
وَمَنْ أَتاهُ بِسَفِينَةٍ فَكَفَتْ بِهِم سَفِينَتُهُم، نادَى مُنادٍ مِنَ السَّماءِ:
طِبْتُم وطابَتْ لَكُمُ الجَنَّةُ».
*
«..فَإذَا أَتَاهُ – أي من خرج ماشياً إلى كربلاء - وَكَّلَ اللهُ به مَلكَيْنِ
يَكْتُبانِ ما خَرَجَ من فِيهِ من خَيْرٍ.. فَإِذا انْصَرَفَ وَدَّعُوهُ وَقالوا:
يا وَلِيَّ اللهِ مَغْفوراً لَكَ، أَنْتَ مِن حِزْبِ اللهِ وحِزْبِ رَسولِهِ وحِزْبِ
أَهْلِ بَيْتِ رَسولِهِ، واللهِ لا تَرى النّارَ بِعَيْنِكَ أبَداً، ولا تَراكَ
ولا تَطْعَمُكَ أبداً».
الثواب
على قدر الخوف
*
عن زرارة، قال: «قلتُ لأبي جعفر الباقر عليه السلام: ما تقولُ فيمَن زار أباك على
خوفٍ؟
قال:
يُؤمِنُهُ اللهُ يَوْمَ الفَزَعِ الأكبرِ، وَتَلْقاهُ المَلائِكةُ بِالبِشارَةِ،
ويُقالُ لَهُ: لا تَخَفْ ولا تَحْزَنْ، هَذا يَوْمُكَ الّذِي فَيهِ فَوْزُكَ».
*
وسأل عليه السلام محمّدَ بن مسلم: «هل تَأتِي قَبرَ الحُسَينِ عليه السَّلام؟
قال:
نعم، على خَوفٍ ووَجَلٍ.
فقال
عليه السلام: ما كانَ مِن هَذا أشدّ، فالثّوابُ فيه على قَدرِ الخَوْفِ، ومَن
خافَ في إتيانِهِ آمنَ اللهُ رَوعتَه يومَ يَقومُ النّاسُ لِرَبِّ العالمين،
وانْصَرَفَ بِالمَغْفِرَةِ، وسَلَّمَتْ عليهِ المَلائِكَةُ، وَزارَهُ النّبيُّ
صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ..».
*
وعن الإمام الصادق عليه السلام، لابن بُكَير عندما أخبره أنّه يزور الإمام الحسين
عليه السلام وقلبه وجِلٌ مُشْفِق:
قال:
«يا ابنَ بُكَيْرٍ، أمَا تُحِبُّ أنْ يَراكَ اللهُ فِينا خائِفاً؟ أمَا تَعْلَمُ
أنَّهُ مَنْ خَافَ لِخَوفِنَا أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ، وكانَ مُحَدِّثُهُ
الحُسينَ عليه السَّلام، تَحتَ العرشِ، وآمَنَهُ اللهُ مِن أفزاعِ يَومِ القِيامةِ؛
يَفزَعُ النّاسُ ولا يَفزَعُ، فإنْ فزِعَ وَقَّرَتْهُ (قوَّته) المَلائِكةُ، وَسَكَّنَتْ
قَلْبَهُ بِالبِشارَة».
قال
العلماء
عُرف
عن المُحدّث الشيخ حسين الطبرسيّ رضوان الله عليه (صاحب المستدرك) عنايته الشديدة
بالشعائر الحسينيّة؛ ومنها الخروج لزياة سيّد الشهداء عليه السلام مشياً على
الأقدام، وحول ذلك كتب تلميذه العلّامة الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ في ترجمته
لأستاذه ما يلي: «.. وممّا سنّه في تلك الأعوام: زيارة سيّد الشهداء عليه السلام
مشياً على الأقدام، فقد كان ذلك في عصر الشيخ (مرتضى) الأنصاريّ من سُنن الأخيار
وأعظم الشعائر، ولكنْ تُرِكَ في الأخير وصار من علائم الفقر وخصائص الأدنين من
الناس، فكان العازم على ذلك يتخفّى عن الناس.... فلمّا رأى شيخنا ضعف هذا الأمر
اهتمّ به والتزمه..».
(مقدّمة
مستدرك وسائل الشيعة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مصادر الروايات:
(ثواب الأعمال) للصدوق؛ (كامل الزيارات) لابن قولويه؛ (وسائل الشيعة) للحرّ
العامليّ.