سلسلة اعتداءات على
المسلمين الشيعة في نيجيريا
القوات الأمنية تقتحم مجالس عاشوراء مدعومة بالميليشيات
السلفية
ــــــــــــــــــــــــــ
إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــــــــــــ
أعلنت السلطات
النيجيرية في الثامن عشر من تشرين أول/ أكتوبر الفائت حظر «الحركة الإسلامية في
نيجيريا» التي يترأسّها العلامة الشيخ إبراهيم الزكزاكي المعتقل مع زوجته في مكان
مجهول منذ كانون الأول/ ديسمبر 2015م.
وأعلنت حاكمية ولاية
كادونا، حيث المقرّ الرئيسي للحركة، أن قرار الحظر يأتي عقب اعتبار الحركة غير
قانونية وتشكّل تهديداً للأمن القومي.
وفي أول تعليق لها،
أدانت «الحركة الإسلامية في نيجيريا» قرار الحظر وأكّدت أنها ستستأنفه أمام
المحاكم المحلية، وقال الشيخ إبراهيم موسى المتحدّث باسم الحركة: «لسنا متفاجئين
بخطوة حكومة ولاية كادونا... ماذا يمكن أن تنتظر من شخص يهاجمك في دارك ويقتل
الناس بالمئات، ويدمّر المنازل بلا سبب».
وكانت القوات الأمنية
والعسكرية النيجيرية شنّت سلسلة من الاعتداءت ضدّ تجمّعات المسلمين الشيعة يومي
الحادي عشر والثاني عشر من تشرين الأول، أثناء إحيائهم لمراسم عاشوراء من شهر
محرّم الماضي، أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، واعتقال عشرات
المواطنين، فضلاً عن الخسائر المادية في الممتلكات.
من جهتها أصدرت «الحركة الإسلامية في نيجيريا» تقريراً يوثّق
حصيلة الاعتداءات وعدد الشهداء الذين سقطوا جرّاء الهجوم الذي شنّته قوات الأمن
النيجيرية، مدعومة من الميليشيات السلفية، في عدة مناطق من البلاد.
وجاء في هذا في التقرير الذي تمّ إعداده بناء على المعلومات الواردة من
ممثّلي الحركة في الولايات، وصدر عقب ثلاثة أيام من هذه الاعتداءات:
1) ولاية جوس: عشرة
جرحى، وستّون معتقلاً؛ بينهم خمسة وعشرون امرأة، وستة عشر شخصاً من القصَّر دون
السن القانونية. كما تم هدم المركز التابع للحركة بالولاية من قبل غوغاء السلفية.
2) قضاء فنتوا في
ولاية جوس: أحد عشر شهيداً، واعتقال خمسين شخصاً، ورفضت الشرطة المحلية تسليم
جثمان أحد الشهداء لذويه.
3) ولاية كادونا:
ثلاثة شهداء، لم يتم استلام جثامينهم حتى تاريخ صدور التقرير، واعتقال عدد غير
معروف من المعزّين، كما تم هدم المركز التابع للحركة من قبل بلطجية السلفية.
4) منطقة زاريا
التابعة لولاية كادونا: تم اعتقال عدد كبير من المواطنين، على الرغم من أنها لم
تشهد تنظيم احتفالات أو مسيرات.
5) ولاية كانو: شهيد
واحد قُتل على أيدي غوغاء السلفية الذين كانوا برفقة رجال الشرطة، كما تمّ هدم
«مدرسة الفودية» التابعة للحركة في إحدى ضواحي الولاية. وجرى اعتقال أكثر من مائة
وخمسة وثلاثين (135) شخصاً، وجُرح ستة وثلاثون (36) آخرون.
6) ولاية سكتو: شهيد
واحد، وأربعة جرحى، أحدهم ما زال معتقلاً بالرغم من إصابته.
وختم تقرير الحركة
بالإشارة إلى مساعي الحكومة لاستفزاز المسلمين الشيعة وجرّهم إلى المواجهة مع
«بلطجية السلفية»، لإظهار الأمر على أنه مواجهات مسلحة بين الشيعة وعامة المواطنين
الغاضبين من نشاطات وفعاليات الحركة، وأن تدخّل الحكومة هو لفضّ النزاع بين
الفريقين ولصدّ «تعدّي المسلمين الشيعة» على المواطنين. إلا أن هذا الأمر فشل –
تابع بيان الحركة - عندما أقلّت سيارات الشرطة والجيش البلطجية إلى مسيرات
المسلمين الشيعة، وقدمت الحماية للسلفية في تعدّيهم على ممتلكات الحركة من مراكز
ومدارس.
وكانت قوات الجيش
النيجيري نفّذت هجوماً إرهابياً على حسينية «بقية الله» في كانون الأول/ ديسمبر
2015م بمدينة زاريا الشمالية بولاية كادونا، أدت إلى استشهاد 384 شخصاً من أبناء
المدينة ومناصري الحركة، واعتقال العشرات وفي مقدّمتهم رئيس الحركة العلامة الشيخ
إبراهيم زكزاكي حيث اقتيد وزوجته إلى مكان مجهول، من دون أن توجّه له أيّ
اتّهامات.
واتهمت «منظمة العفو
الدولية» الجيش النيجيري بقتل أكثر من 350 مواطناً ودفن جثثهم في مقبرة جماعية في
نيسان/ أبريل الماضي. كما اتهمته بإتلاف الأدلة.
وفي فترة لاحقة حذّرت
تقارير محايدة من تردّي الوضع الصحي للشيخ الزكزاكي حيث فقد الرؤية في إحدى عينيه،
كما تعاني زوجته جراء إصابتها برصاصة اخترقت الجمجمة.
وتشهد عدد من المدن
النيجيرية مسيرات وتحرّكات سلمية تطالب بالإفراج عن الشيخ الزكزاكي، وكشف مصير
مئات المفقودين الذين يُساقون إلى معتقلات سريّة عقب عمليات الدهم العشوائية التي
تنفذها الشرطة النيجيرية منذ العام الماضي.
***
العدوان السعودي على اليمن
نظام صحّي على وشك الإنهيار وخسائر بقيمة 14
مليار دولار
كشف
تقرير سرّي، اطّلعت عليه ونشرت فقرات من محتوياته وكالة «رويترز»،
عن الجهود المطلوبة لإعادة بناء اليمن، والذي يعاني أكثر من نصف سكّانه من سوء
التغذية، أن الخسائر الناجمة عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والخسائر
الاقتصادية جرّاء العدوان السعودي تتجاوز 14 مليار دولار حتّى تاريخ جمع بيانات
التقرير أواخر العام 2015م.
وبحسب
موقع «القدس العربي» فقد أوضح التقرير الذي شارك في إعداده «البنك الدولي» و«الأمم
المتحدة» و«البنك الإسلامي للتنمية» و«الاتحاد الأوروبي»، أن العدوان «تسبّب حتّى
الآن في أضرار (لا تزال جزئية) تصل تكلفتها إلى نحو سبعة مليارات دولار وأضرار
اقتصادية بأكثر من 7.3 مليار دولار تتعلّق بالانتاج وتوفير الخدمات».
وتسبّب
العدوان السعودي في مقتل أكثر من 6500 شخص، وتشريد أكثر من 2.5 مليون مواطن يمني.
وأظهر
مسح أجرته «وزارة التعليم اليمنية»، وذكره التقرير، أن 1671 مدرسة في 20 محافظة
تعرّضت لأضرار، منها 287 مدرسة تحتاج لعمليات بناء رئيسية، وتُستغل 544 مدرسة أخرى
كمراكز إيواء للنازحين.
وقال
التقرير أيضاً نقلاً عن «وزارة الصحة العامة والسكان» إن 900 من بين 3652 منشأة
تقدّم خدمات التطعيم ضد الأمراض لم تكن تعمل في مطلع 2016. وهو ما تسبّب في ترك
2.6 مليون طفل تحت سن 15 عرضة للإصابة بالحصبة.
وفي
تعزّ، ثالث أكبر مدينة يمنية، بات النظام الصحي الحكومي على وشك الانهيار مع تعرّض
نصف المستشفيات العامة للدمار أو لأضرار يتعذّر معها دخولها.
وقال
التقرير إن هناك زيادة في نسبة انتشار المرض والوفيات بين المدنيّين كنتيجة غير
مباشرة لاستمرار العدوان.