تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

منذ 5 أيام


تاريخ

أنا أبو الحسن

من خُطَبةٍ لأمير المؤمنين عليه السلام نقلها ابن أبي الحديد في (شرح النهج) عن شيخه الأسكافي، لمّا أظهروا الطَّلَب بِدَمِ عثمان، قال: «فخرج عليٌّ عليه السلام فدخل المسجد، وصعد المنبر، مرتدياً بطاق، مُؤتزِراً بِبُرْد قطَريّ، متقلِّداً سيفاً، مُتوكِّياً على قَوْس، فقال عليه السلام: أمّا بعد، فإنّا نَحمدُ اللهَ ربّنا وإلهنا ووليّنا ووليَّ النِّعَم علينا، الذي أَصبحتْ نِعَمُه علينا ظاهِرةً وباطِنة، امتناناً منه بِغَير حَوْلٍ مِنَّا ولا قُوَّة، لِيَبلُوَنا أَنَشْكُرُ أَمْ نَكفُرُ، فَمَن شَكَرَ زادَه ومن كَفَر عذَّبَه. فأفضلُ النَّاس عند الله مَنزِلةً وأَقربُهُم من الله وسيلةً أَطْوَعُهُم لِأَمرِه، وأَعْمَلُهم بِطاعتِه، وأَتْبَعُهم لِسُنَّة رسُولِه، وأَحياهُم لِكتابِه، ليس لِأَحَدٍ عندنا فَضْلٌ إلَّا بطاعةِ اللهِ وطاعةِ الرَّسول. هذا كتابُ الله بين أَظْهُرِنا وعَهْدُ رسول الله وسيرَته فينا، لا يجهل ذلك إلّا جاهلٌ عاندٌ عن الحقّ مُنْكِر. قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ..﴾ الحجرات:13. ثمّ صاح بأعلى صوته: أَطيعوا الله وأَطيعوا الرسول، فإنْ تولَّيتُم فإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الكافرين. ثمّ قال: يا مَعْشَر المُهاجرين والأنصار، أَتَمُنُّونَ على الله ورسوله بإسلامكم، بَلِ اللهُ يَمُنُّ عليكم أنْ هداكُم للإيمان إنْ كنتم صادقين. ثمّ قال: أنا أبو الحسن، وكان يقولها إذا غضب، ثمّ قال: ألا إنَّ هذه الدنيا التي أصبحتُم تَمنَّوْنَها وتَرغَبون فيها، وأصبحت تُغضِبكم وتُرضيكم، ليست بِدارِكُم ولا مَنزلكم الذي خُلِقْتُم له، فلا تَغُرَّنَّكُم فقد حُذِّرتُموها، واستَتِمُّوا نِعَمَ اللهِ عليكم بالصبر لِأنفسكم على طاعةِ الله، والذُّلِّ لِحُكمه جلَّ ثناؤه. فأمّا هذا الفَيْئ فليس لأحدٍ على أحدٍ فيه إثرة، وقد فرغ الله من قِسمته، فهو مالُ الله وأنتم عبادُ الله المسلمون. وهذا كتابُ الله به أقرَرْنا وله أَسلَمْنا، وعَهْدُ نَبِيِّنا بين أَظهرِنا، فَمَن لمْ يَرْضَ به فَلْيَتَولَّ كيف شاء، فإنّ العامِل بِطاعة الله والحاكمَ بِحُكم الله لا وحشةَ عليه، ثمَّ نزل».



بلدان

طُور: بالضمّ ثمّ السكون، وآخره راء، والطُّور في كلام العرب: الجبل، وقال بعض أهل اللُّغة: لا يُسمَّى طوراً حتّى يكون ذا شَجَر، ولا يُقال لِلأَجرد طُور، وقيل: سُمِّيَ طوراً بـ «بطور بن إسماعيل» عليه السلام، أُسقطت باؤه للإستثقال، ويقال لجميع بلاد الشام: الطُّور، "..". وقال أهلُ السِّيَر: سُمِّيت «بطور بن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام»، وكان يَملكها فَنُسِبت إليه. وقد ذَكر بعض العلماء أنَّ الطُّور هو هذا الجبل المُشرِف على نابلس ولهذا يَحجُّه السامرة. وأمَّا اليهود، فلهم فيه اعتقاد عظيم ويزعمون أنَّ إبراهيم أُمِر بذبح إسماعيل فيه، وعندهم في التوراة أنَّ الذَّبيح إسحاق عليه السلام.
وبالقرب من مصر عند موضع يُسمَّى مدين جبل يُسمَّى الطُّور، ولا يَخلو من الصَّالِحين، وحجارته كيف كُسرت خَرجَ منها صورة شجرة العُلَّيق، وعليه كان الخطاب الثاني لموسى عليه السلام عند خروجه من مصر ببني إسرائيل.
وبلسان النَّبط: كلُّ جبل يُقال له طور، فإذا كان عليه نبت وشَجَر قيل طُور سَيناء.
والطُّور: جبلٌ بِعَيْنِه مُطِلٌّ على طبريَّة الأردن، بينهما أربعة فراسخ.
(معجم البلدان، الحموي)




 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 5 أيام

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

منذ 5 أيام

  كتب عربية

كتب عربية

منذ 5 أيام

نفحات