من
أقوال أمير المؤمنين عليه السلام
أحرزَ الحظّين.. وملَكَ الدّارَين
* رُوي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب
عليه السلام أنه قال:
«النَّاسُ فِي الدُّنْيَا عَامِلَان:
عَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا،
قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ، يَخْشَى عَلَى مَنْ يَخْلُفُهُ الْفَقْرَ،
ويَأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَيُفْنِي عُمُرَهُ فِي مَنْفَعَةِ غَيْرِهِ!
وعَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا،
فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ، فَأَحْرَزَ الحَظَّيْنِ مَعاً،
ومَلَكَ الدَّارَيْنِ جَمِيعاً، فَأَصْبَحَ وَجِيهاً عِنْدَ اللهِ؛ لَا يَسْأَلُ اللهَ
حَاجَةً فَيَمْنَعُهُ».
* وقال صلوات الله عليه:
«إِنَّ تَقْوَى اللهِ حَمَتْ أَوْلِيَاءَ اللهِ
مَحَارِمَهُ، وأَلْزَمَتْ قُلُوبَهُمْ مَخَافَتَهُ، حَتَّى أَسْهَرَتْ لَيَالِيَهُمْ،
وأَظْمَأَتْ هَوَاجِرَهُمْ، فَأَخَذُوا الرَّاحَةَ بِالنَّصَبِ، والرّيَّ بِالظَّمَأِ،
واسْتَقْرَبُوا الأَجَلَ فَبَادَرُوا الْعَمَلَ، وكَذَّبُوا الأَمَلَ فَلَاحَظُوا الأَجَلَ..».
(نهج البلاغة)
وتر
* قوله تعالى في سورة الفجر: ﴿والشَّفْعِ
والْوَتْرِ﴾.
قيل: الشَّفْع يومُ الأضحى، والوَتْرُ يومُ
عَرَفة.
وقيل: الوَتْرُ الله تعالى، والشَّفْعُ
الخلقُ؛ خُلِقوا أزواجاً..
وقيل: الصلاة؛ منها شفعٌ ومنها وَتر.
وقرأ أهل الكوفة «الوترَ» بكسر الواو،
والباقون بالفتح.
* والوِتر بالكسر:
الفرد. والوَتر بالفتح: الذَّحْل؛ أعني الثأر. قال الجوهريّ: وهذه لغة أهل
العالية، فأمّا لغة أهل الحجاز فبالضمّ منهم، وأمّا تميم فبالكسر فيهما.
* وفي الحديث: «مَن كانَ يؤمِنُ باليومِ
الآخِر فلا يَبيتَنَّ إلّا بِوِترٍ»، يريد الركعتَين من جلوس بعد العشاء
الآخرة، لأنّهما يعدّان بركعة وهي وِتر، فإنْ حدث بالمصلّي حدَثٌ قبل إدراك آخر
الليل وقد صلّاهما، يكون قد بات على وتر.
* والتِّرَةُ:
النقص، وقيل التبِعة. وفي الخبر: «مَن جلسَ مجلساً لم يَذْكُرِ اللهَ فيهِ كانَ
عليه تِرَةً»، أي نقصاً ولائمة.
* والوَتيرة:
طلب الثار. والمَوتور: الذي قُتل له قتيلُ فلم يدرَك بدمه. أو الذي لا أهلَ
له ولا مال في الجنّة؛ وهو الذي ضيّع صلاة العصر كما في النبويّ الشريف.
* ويقال وتره يَتره وتراً وتِرَةً، ومنه
حديث الأئمّة عليهم السلام: «بكُم يُدرِكُ اللهُ تِرَةَ كلّ مؤمنٍ يطلبُ بها».
* وفي الحديث: «إنّ رسولَ الله صلّى الله
عليه وآله وسلّم، وَتَرَ الأقربِين والأبعدِين في الله»؛ أي قطعهم وأبعدهم عنه
في الله تعالى.
(الطريحي، مجمع البحرين - مختصر)