مقامات
الأولياء وشفاعتهم
بين جحود الوهّابيّة وإيمان أهل السنّة
والجماعة
_____ عبد الرحمن البكري ____
يتضمّن هذا التحقيق مختصر ما كتبه الشيخ
عبد الرحمن البكري، الذي نبذ الفكر التكفيري الوهّابي، وتحوّل نحو فكر أهل السنّة
والجماعة، في كتابه (داعش ومستقبل العالم: ص 353 - 360) بشأن الدفاع
عن فكر أهل السنة والجماعة قبال الوهّابيين، الذين يتّهمون أهل السنة بالشرك بسبب اعتقادهم
بالشفاعة وزيارتهم قبر الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقبور الأولياء
والصالحين.
والمؤلّف عبد
الرحمن البكري حائز على شهادة الماجستير في علوم الحديث من كلية الشريعة في جامعة بغداد
عام 1975م، عمل لفترة طويلة في المجال «الدّعَوي» في دول الخليج، وفي العديد من بلدان
جنوب شرق آسيا، وانخرط في تنظيم (منظمة الشبّان المسلمين) ذي التوجّهات السلفية في
سنغافورة.
تفرّغ في السنوات
الأخيرة، بعد نبذه الفكر السلفي، إلى الكتابة والتأليف، ومن أبرز مؤلّفاته كتابه المشار
إليه (داعش ومستقبل العالم)، الصادر في ألمانيا عن «دار الغرباء»، في تشرين الأول
2014م.
قال رسول الله صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم: «إذا كفّر المسلمُ أخاه المسلم، فقد كفَرَ أحدُهما».
إنّ اتّهام الوهّابيين
لأهل السنّة والجماعة بالكفر والضلال والشرك بسبب إيمانهم بالشفاعة، وزيارتهم قبرَ
الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وقبور الأولياء، وإيمانهم بتنزيه الله عن
مشابهة خلقه، ونفي الصفات البشرية عنه كاليد والرجل والأصابع، هو دليلٌ على كفر
أحدهما، إمّا الوهّابيين وإمّا أهل السنّة والجماعة، فما هي أدلّة كلّ فريق على
صواب رأيه وصحّة اعتقاده؟
الوهّابية
تُبيح سَبي ذرية القائل بالشفاعة!
أمّا أدلة الوهّابيين
فلا تستند إلّا إلى تفاسير وتأويل الآيات المتشابهة، كقوله تعالى: ﴿..للهِ الشَّفَاعَةُ
جَمِيعًا..﴾ الزمر:44، حيث يستندون إلى هذه الآية لإثبات ما يلي:
1) أنّ لله تعالى الشفاعة وحده، ولا يستطيع
أن يشفع أحدٌ لأحدٍ، ففي الرسالة الثانية من (رسائل الهديّة السنيّة) لحفيد ابن
عبد الوهاب: «لا يقال: يا رسول الله، أو يا وليّ الله أسألك الشفاعة أو غيرها،
فإذا طلبتَ ذلك أيّام البرزخ كان من أقسام الشِّرك».
2) أنّ كلّ مَن يعتقد أنّ النبيّ صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم، أو غيره من الأولياء والأنبياء يتشفّعون للمؤمنين في حياتهم أو
مماتهم، فإنّ هذه العقيدة هي الشرك بذاته. ففي الرسالة الأولى من (رسائل الهدية
السنيّة) لحفيد ابن عبد الوهّاب: «الالتجاء إلى غير الله مقبلاً على شفاعته طالباً
لها من النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، أو غيره، فهذا بعينه فعلُ المشركين
واعتقادهم».
3) دماء هؤلاء المسلمين الذين يؤمنون
بالشفاعة - المشركين بحسب قول الوهّابيين - مستباحة يجب قتلهم، وأموالهم مستحَلّة
يجب نهبها، وذراريهم رقيق يجب سبيهم واستعبادهم، فقد قال الصنعاني في (تطهير
الاعتقاد): «ومَن فعل ذلك، أي طلب الشفاعة لمخلوق، فهذا شرك في العبادة وصار
الفاعل عابداً لذلك المخلوق، وإن أقرّ بالله وعبدَه فإنّه إقرارُ المشركين بالله
وتقرّبهم إليه، أي إلى الله، لم يُخرجه عن الشرك وعن وجوب سفك دمائهم وسَبي
ذراريهم ونهْب أموالهم».
4) أنّ شرك المسلمين المعاصرين هو أعظم من
شرك المشركين في عصر الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فقد قال ابن عبد الوهاب
في (كشف الشبهات): «إنّ شرك الأوّلين أخفّ من شرك أهل زماننا بأمرين:
(أحدهما) إنّ الأولين لا يشركون إلّا في
الرخاء، وأمّا في الشدة فيُخلصون.
(والثاني) إنّ الأولين
يدعون مع الله أحجاراً وأشجاراً مطيعة وليست عاصية، وأهل زماننا يدعون مع الله
أناساً من أفسق الناس».
5) ويقول محمّد بن عبد الوهاب في (الجواهر
المضيئة) بِشأن القبّة على قبر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: «وإنّ ما
عليه أهل القباب هو الشِّرك».
﴿..يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾
يعتقد المسلمون بأنّ
الشفاعة لله جميعاً، ولا يشفع أحد عند الله إلّا بإذنه لقوله تعالى: ﴿..مَنْ ذَا الَّذِي
يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ..﴾ البقرة:255،
ويعتقد المسلمون أنّ الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، يشفع للمؤمنين في حياته
ومماته، وهذه العقيدة لا يدّعيها المسلمون انطلاقاً ممّا تشتهيه أنفسهم، وإنّما هم
تابعون لِما أمرهم به الله ورسوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، لقوله تعالى في
كتابه الكريم: ﴿..وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا
اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ النساء:64.
وقوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا
أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ
لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ يوسف:97-98،
حيث يؤمن المسلمون بأنّ الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، يشفع لأمّته في حياة
البرزخ بعد وفاته.
إجماع
المفسّرين على جواز طلب الشفاعة
* قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ..﴾ المائدة:35،
فالله سبحانه وتعالى يأمر بابتغاء الوسيلة إليه لبلوغ مغفرته ونيل ثوابه، والوسيلة
بالنسبة للمؤمنين هم الأنبياء الذين يتوسّل بهم العباد - وذلك ما أجمع عليه المفسّرون
- ليشفعوا لهم عند الله لنيل مغفرته ورضوانه.
* ﴿..وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ النساء:64، فاستغفار الرسول هنا للمسلمين
في حياته كاستغفاره لهم بعد وفاته، فالرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، غير ميّت
بل حيّ عند ربّه يرزق، لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا
آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ..﴾
آل عمران:169-170.
والرسول صلّى الله عليه
[وآله] وسلّم، كما لا يخفى أعظم منزلة من الشهداء، بل هو سيّد الشهداء، بل سيّد
الخلق أجمعين، وقد ورد عن الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: «الأنبياءُ
أحياءٌ في قبورهم».
الترمذي:
حديث التوسّل برسول الله صلّى الله عليه وآله حسَنٌ صحيح
هناك العشرات من
الأحاديث المتواترة والمتضافرة بالأسانيد الصحيحة وفي كتب الصّحاح التي تؤكّد أنّ
النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، يشفع لأمّته حين وفاته. وأدناه غيضٌ من فيضٍ
من الأحاديث الواردة في الصّحاح والتي تثبت شفاعة الرسول صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم لأمته في حياة البرزخ:
1) روى البنّاء واسماعيل القاضي بسندٍ صحيح
عن أبي هريرة، عنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: «مَن صلّى عليَّ عند قبري وكّلَ
اللهُ بها ملَكاً يبلِّغني، وكُفيَ له أمرُ آخرته ودنياه، وكنتُ له شهيداً وشفيعاً».
2) أخرج النسائي والترمذي وابن ماجة عن عثمان
بن حنيف، أنّ الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم علّم بعضَ أصحابه أن يدعو فيقول:
«اللّهمّ إنّي أسألك وأتوّسلُ إليك بنبيّ الرحمة، يا محمّدُ يا رسولَ الله، إنّي
أتوسّل بك إلى ربّي في حاجتي ليقضيها لي، فشفِّعه فيَّ»، وقال الترمذي هذا
حديثٌ حسَنٌ صحيح.
3) أخرج البزّار، ورجاله رجالُ الصحيح، قال
رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: «حياتي خيرٌ لكم؛ تحدّثون ويحدَّث لكم.
ووفاتي خيرٌ لكم؛ تٌعرَض عليَّ أعمالكم، فما رأيتُ من خيرٍ حمدتُ الله عليه، وما
رأيتُ من شرٍّ استغفرتُ لكم». وأخرجه ابن سعد في (طبقاته) وآخرون، وصحّحه
السيوطي.
إنّ الذي يقرأ هذه
الأحاديث المروية عن الرسول في كتب الصحاح، لا يبقى لديه شكّ في أنّ أوّل من عرّف
الناس بشفاعة الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في حياته وبعد مماته، وعرّف
الناس بما يحتملُ التأويلَ من آيات القرآن الحكيم، هو الرسول الأعظم صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم نفسه، فلا يبقى شكّ بعد ذلك لقائلٍ يقول: إنّ طلب الشفاعة
والتوسّل بالرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، هي بدعة ابتدعها المسلمون، أو
المشركون بحسب ادّعاء الوهّابية، قبل دعوة الوهّابية بأكثر من ألف عام، فهل يمكننا
تأويل حديث الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في قوله: «وفاتي خيرٌ لكم؛ تُعرَضُ
عليَّ أعمالكم، فما رأيتُ من خيرٍ حمدتُ الله عليه، وما رأيتُ من شرٍّ استغفرتُ
لكم»، ولو كانت هذه الشفاعة في الآخرة كما يقولون، لما قال صلّى الله عليه
[وآله] وسلّم: «وفاتي خيرٌ لكم»، كما أنّه في الآخرة لا تُعرَض الأعمال
وحدها، بل يُعرَض الناس للحساب مع أعمالهم.
مالك
بن أنس: النبيّ وسيلة آدم إلى الله يوم القيامة
أكثرُ الناس معرفةً
بموقف الإسلام من طلب الشفاعة هم أصحاب الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم الذين أخذوا
عنه وتعلّموا القرآن منه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وبذلك فإنّ مواقفهم حجّةٌ
علينا، لأنّ فعلهم نابع من معرفتهم بهذا الأمر من الرسول صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم مباشرة، ولو رجعنا لوجدنا أنّ أوّل مَن طلب الشفاعة من الرسول صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم هو أبو بكر....
1) أخرج صاحب (السيرة
الحلبية) في سيرته أنّه لمّا توفّي الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، أقبل أبو
بكر... فكشف عن وجهه ثمّ أكب عليه فقبّله، وقال: «بأبي أنت وأمي؛ طبتَ حياً وميتاً،
اذكرنا يا محمّد عند ربّك، ولْنَكُنْ في بالك».
2) روى الطبراني في (الكبير)
والترمذي وآخرون، عن عثمان بن حنيف، أنّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان... في
حاجة له، وكان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي ابن حنيف فشكى إليه، فقال له
ابن حنيف: إئتِ المسجدَ فصلِّ ركعتين، ثمّ قل: (اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك
بنبيّنا محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، نبيّ الرحمة، يا محمّد إنّي أتوجّه بك
إلى ربّك أن تقضي حاجتي)، وتذكر حاجتك. وانطلق الرجل فصنع ما قال، ثم أتى باب
عثمان فأُدخل عليه فأجلسه وقضاها له.
3) في (سُنن)
الدارميّ، قال: «قحط أهل المدينة قحطاً
شديداً، فشكوا إلى عائشة... فقالت: فانظروا قبر النبيّ صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم، فاجعلوا منه كوّةً إلى السماء حتّى لا يكون بينه وبين السماء سقف. ففعلوا،
فمُطِروا حتّى نبت العشب وسمنت الإبل حتّى تفتّقت من الشحم، فسُمّي عامَ الفَتْق».
قال زين المراغي: واعلم
أنّ فتح الكوّة عند القبر سُنّة أهل المدينة حتّى الآن.
4) قال السمهودي في (وفاء
الوفا): «..ناظر أبو جعفر [المنصور الدوانيقي]... مالكاً في مسجد رسول الله صلّى
الله عليه [وآله] وسلّم، فقال مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد،
فإنّ الله تعالى أدّب قوماً، فقال: ﴿..لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ
النَّبِيِّ..﴾ الحجرات:2،
وإنّ حرمته ميتاً كحُرمته حيّاً، فاستكان لها أبو جعفر، فقال: يا مالك، أستقبلُ
القبلةَ وأدعو، أم استقبلُ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟
فقال: لمَ تصرفُ وجهَك
عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدمَ عليه السلام إلى الله يوم القيامة، بل استقبله
واستشفعْ به فيشفع لك عند الله، قال الله تعالى: ﴿..وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ..﴾ النساء:64».
ابن
تيميّة يحرّم زيارة قبر الرسول مطلقاً
بالنسبة إلى زيارة قبر
الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فإنّنا نجد أنّ مقولات الوهّابيين تتراوح بين
تحريم زيارة قبر الرسول الأعظم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فضلاً عن قبور
الصالحين، أو جواز الزيارة ولكن تحريم تعظيم الرسول أو مناجاته، بالإضافة إلى
تحريم شدّ الرحال لزيارة قبر الرسول العظيم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وتحريم
زيارة النساء لقبور الأنبياء والصالحين.
حيث يذكر القسطلاني في
(إرشاد الساري) وابن حجر الهيتمي في (الجوهر المنظم) عن ابن تيمية واضع اللّبِنة
الأولى لأفكار الوهّابية بأنه: «منَعَ عن زيارة قبر النبيّ صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم، وحرّمها مطلقاً، فضلاً عن زيارة غيره».
ابن
عبد الوهّاب يشبّه قبر الرسول بالوثن!
أمّا ابن عبد الوهّاب
فلم يحرّم زيارة قبر الرسول الأعظم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بهذا الشكل، ولكنه
يحرّم تعظيم قبر الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، ويشبّه قبر الرسول صلّى الله
عليه [وآله] وسلّم بالوثن، حيث يقول بالنصّ: «.. وواحدٌ يعبد الأوثان... حيث يعظّم
قبرَ النبيّ ويقف عنده كما في الصلاة، واضعاً يده اليمنى على اليد اليسرى، ويقول:
يا رسول الله أسألك الشفاعة، يا رسول الله أدعُ الله في قضاء حاجتي، ويناديه
ويعتقد نداءه سبباً لحصول مراده، ويعظّم آثاره ومشاهده ومجالسه وداره، حتّى اتّخذوا
الآثار مسجداً، وكلّ ذلك من الأوثان، من نبيّ كان أو وليّ، من اللات أو العزّى من
المسيح أو العُزير، فإنّ الصّنم في الشرع هو المصوَّر، والوثَن غير المصوّر»!
ويجوّز ابن عبد الوهاب
زيارة قبر الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، ولكنّه يحرّم السفر إلى قبر الرسول
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بنيّة زيارته، حيث يجب أن تكون النية زيارة مسجد
الرسول، وليس قبر الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.
يقول بالنص في الرسالة
الثانية من (رسائل الهدية السنية): «تُسَنّ زيارة قبر النبيّ صلّى الله عليه
[وآله] وسلّم، إلّا أنّه لا يُشدّ الرحال إلّا لزيارة المسجد والصلاة فيه».