اجلِس في التنوّر!!

«..عن مأمون الرَّقيّ، قال: كنتُ عند سيّدي الصادق عليه السلام، إذ دخل سهلُ بن الحسن الخراسانيّ فسلّم عليه ثمّ جلس، فقال له:

يا ابنَ رسول الله، لكم الرأفةُ والرحمةُ، وأنتم أهلُ بيتِ الإمامة. ما الذي يمنعُك أن يكون لكَ حقٌّ تقعد عنه وأنت تجدُ مِن شيعتِكَ مئة ألف يضربون بين يديك بالسيف؟!

فقال له عليه السلام: اجلسْ يا خراسانيّ، رعى الله حقّك. ثمّ قال: يا "حنيفة" (اسم الجارية)، أسْجِري التنوّر. فسجّرته حتّى صار كالجمرة وابيضّ عُلوّه، ثمّ قال: يا خراسانيّ! قُم فاجلِس في التنوّر.

فقال الخراسانيّ: يا سيّدي يا ابنَ رسول الله، لا تعذّبني بالنار، أقِلني أقالك الله.

قال: قد أقلتُك.

فبينما نحن كذلك إذ أقبل هارون المكّيّ، ونعلُه في سبّابته، فقال: السلامُ عليكَ يا ابنَ رسول الله.

فقال له الصادق عليه السلام: ألقِ النّعلَ مِن يَدِك، واجلسْ في التنوّر.

قال: فألقى النّعلَ من سبّابته ثمّ جلس في التنوّر. وأقبل الإمام عليه السلام، يحدّث الخراسانيّ حديثَ خراسان حتّى كأنه شاهدٌ لها، ثمّ قال: قُم يا خراسانيّ وانظُر ما في التنوّر.

قال: فقمتُ إليه فرأيته متربّعاً، فخرج إلينا وسلّم علينا.

فقال له الإمام عليه السلام: كَم تَجِدُ بِخُراسان مثل هذا؟

فقال: والله ولا واحداً.

فقال عليه السلام: لا واللهِ ولا واحداً... أما إنّا لا نخرجُ في زمانٍ لا نجدُ فيه خمسةَ مُعاضِدين لنا، نحنُ أعلمُ بالوقت».

(بحار الأنوار: ج 47، ص 123 عن: مناقب آل أبي طالب، لابن شهرآشوب)

ألبانيا

* جمهورية ألبانيا إحدى دول منطقة البلقان، تقع في جنوب شرق قارة أوروبا، عاصمتها تيرانا، والديانة الرسمية فيها الإسلام، وهي عضوٌ في «منظمة المؤتمر الإسلامي».

* تُعتبر ألبانيا أفقر دول أوروبا على الإطلاق بالرغم من ثرواتها المعدنية والطبيعية، وفي مقدمتها الغابات التي تغطّي ثلث مساحتها. تحاذي جمهورية الجبل الأسود وكوسوفو ومقدونيا، واليونان.

* دخلها الإسلام في القرن الثالث الهجري عقب سيطرة الجيش العباسي على جُزر الأرخبيل اليوناني وجزر صقلية وسردينيا. كما تأثّر سكّان البلاد بالتجّار المسلمين في الأندلس، وفي فترة لاحقة خضعت البلاد للحكم العثماني طيلة خمسة قرون.

* يشكّل المسلمون 70% من مجمل سكّانها. نصفهم، وفق تقديرات محايدة، من الشيعة الإمامية، لكن نسبة كبيرة منهم، ولعوامل تاريخية، متأثّرون بالطُّرق الصوفية.

* قيل إن التشيّع لآل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله في ألبانيا سببُه هجرة عدد من السادة العلويّين - الذين ينتهي نسبهم إلى الإمام الكاظم عليه السلام - إلى تلك البلاد.

* يحرص المسلمون الألبان، لا سيما الشيعة منهم، على إحياء مراسم عاشوراء، وبالقرب من العاصمة تيرانا جبلٌ يُعرَف باسم «جبل عبّاس علي»، شُيّد فوقه تمثال يصوّر أبا الفضل العباس عليه السلام على صهوة جواد، وقد أُودعت في أعلى الجبل كمية من تراب كربلاء المقدّسة جُلبت إلى البلاد قبل قرون. ومن عادة أهل ألبانيا أن يقصدوا هذا الجبل بالزيارة في شهر آب بالتحديد، كما أنه مقصدٌ معروف لأصحاب الحوائج على مدار السنة.