عَلِيٌّ
حَبَاهُ اللهُ شَطْرَ صِفاتِهِ
|
وَلولا
غُلُوٌّ قُلْتُ: فيهِ تَمامُها
|
به
اتّضَحَ الإيمانُ والدِّينُ والهُدى
|
نَهارٌ
تجلّى فيه عنّا ظَلامُها
|
تَحَيّرتِ
الألبابُ في كُنهِ ذاتِه
|
وهامَتْ،
وحقّاً كانَ فيهِ هُيامُها
|
ومَا
بَعْثةٌ إلّا وَعنْهُ انْبِعاثُها
|
وما
عِصْمةٌ إلّا وفيه اعتِصامُها
|
وما
شِرْعةٌ للهِ إلّا أَقامَها
|
فقدْ
قامَ فيه بَدؤُها وخِتامُها
|
فلَولاهُ
ما قامَ النَّبيُّ محمّدٌ
|
بِدَعوتِهِ
إذ كانَ فيهِ قِوامُها
|
وَلا
سُطِحتْ أرْضٌ ولا رُفِعتْ سَما
|
وَلا
لَبِسَتْ ثوبَ الوجودِ أَنَامُها
|
وَلا
ظَهرَتْ أَحْكامُ دِينِ محمّدٍ
|
وَلا
بانَ منها حِلُّها وحَرامُها
|
وَلا
حَجّ بَيتَ اللهِ دانٍ وَشاحِطٌ
|
ولا
اجتَمعَتْ فيهِ العِراقُ وشامُها
|
بهِ
اللهُ أَحيا الدّينَ بَعد مَماتِهِ
|
حياةً
على مَرّ الدُّهورِ دَوامُها
|
تَرى
النّاسَ أفواجاً على بابِ عِزّهِ
|
قِياماً،
وحقّاً كان فيه قِيامُها
|
وتَنْزِلُ
أَملاكٌ وتَصْعَدُ مِثلُها
|
وَيدخُلُ
فيها لِلسّلامِ نِسامُها
|
تَزاحمُ
تِيْجانُ المُلُوكِ بِبابِهِ
|
رَجاءً
وخَوفاً، والرَّجاءُ إمامُها
|
إذا
ما رَأتْهُ مِنْ بَعيدٍ تَرَجّلتْ
|
رَجاءَ
لأنْ يَعلو هُناك مَقامُها
|
تَرجّل
عَنْ وَحْيٍ مَنَ اللهِ مُنْزَلٍ
|
وإنْ
هِيَ لمْ تَفْعلْ تَرَجّل هامُها
|
تَروحُ
وتَغدو الوافِدونَ ببابِ مَنْ
|
بِهِ
الدّينُ والدّنيا استقام نِظامُها
|
فليسَ
لها بَعدَ النّبيّ وَسيلةٌ
|
إلى
اللهِ يومَ الحشر إلّا إمامُها
|