صلاة جليلة في ليلة النصف من شعبان
اجعَلني في هذه الليلة ممّن
نظرتَ إليه فرَحِمتَه
_____ رواية الشيخ الطوسي قدّس سرّه
_____
في (مصباح المتهجّد) للشيخ الطوسي قدّس
سرّه، ومن ضمن أعمال ليلة النصف من شعبان، صلاة بكيفية خاصّة مرويّة عن الإمام الصادق
عليه السلام، علّمها بعض أصحابه. قال عليه السلام:
«إذا صَلّيْتَ العِشَاءَ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ:
تَقْرَأُ في الأولى (الحَمْد)، و(سُورَةَ
الجُحدِ). [سورة
الكافرون]
وفي الثّانية (الحَمْد)، و(سُورَةَ
التَّوحِيدِ).
فإذا سَلَّمْتَ قُلْتَ: (سُبْحانَ اللهِ)
ثلاثاً وثَلاثِين مَرَّةَ، و(الحَمْدُ للهِ) ثلاثاً وثلاثين، و(اللهُ أكْبَرُ)
أربعاً وثلاثين، ثمّ قل:
يا مَنْ إِلَيْهِ مَلْجَأُ الْعِبادِ
فِي الْمُهِمّاتِ، وَإِلَيْهِ يَفْزَعُ الْخَلْقُ فيِ الْمُلِمّاتِ، يا عالِمَ
الْجَهْرِ وَالْخَفِيّاتِ، وَيا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خَواطِرُ الأوْهامِ، وَتَصَرُّفُ
الْخَطَراتِ، يا رَبَّ الْخَلايِقِ وَالْبَرِيّاتِ، يا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الأَرَضينَ
وَالسَّماواتِ، أَنْتَ اللهُ لا إِلـهَ إِلَّا أَنْتَ، أَمُتُّ إِلَيْكَ بِلا
إِلـهَ إِلَّا أَنْتَ، فَبِلا إِلـهَ إِلَّا أَنْتَ، اجْعَلْني في هِذِهِ اللَّيْلَةِ
مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ، وَسَمِعْتَ دُعاءَهُ فَأَجَبْتَهُ،
وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَأَقَلْتَهُ، وَتَجاوَزْتَ عَنْ سالِفِ خَطيئَتِهِ،
وَعَظيمِ جَريرَتِهِ، فَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبي، وَلَجَأْتُ إِلَيْكَ
في سَتْرِ عُيُوبي، أللّـهُمَّ فَجُدْ عَلَيَّ بِكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ، وَاحْطُطْ خَطايايَ
بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ، وَتَغَمَّدْني في هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسابِغِ كَرامَتِكَ، وَاجْعَلْني
فيها مِنْ أوْلِيائِكَ الَّذينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطاعَتِكَ، وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِكَ،
وَجَعَلْتَهُمْ خالِصَتَكَ وَصَفْوَتَكَ.
أللّـهُمَّ اجْعَلْني مِمَّنْ سَعِدَ جَدُّهُ،
وَتَوَفَّرَ مِنَ الْخَيْراتِ حَظُّهُ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ،
وَفازَ فَغَنِمَ، وَاكْفِني شَرَّ ما أَسْلَفْتُ، وَاعْصِمْني مِنَ الازدِيادِ في
مَعْصِيَتكَ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ طاعَتَكَ، وَما يُقَرِّبُني مِنْكَ، وَيُزْلِفُني
عِنْدَكَ.
سَيِّدي إِلَيْكَ يَلْجَأُ الْهارِبُ،
وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطّالِبُ، وَعَلى كَرَمِكَ يُعَوِّلُ الْمُسْتَقيلُ
التّائِبُ، أَدَّبْتَ عِبادَكَ بالتَّكرُّمِ، وَأَنْتَ أَكْرَمُ الأكْرَمينَ، وَأَمَرْتَ
بِالْعَفْوِ عِبادَكَ، وَأَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ، أللّـهُمَّ فَلا تَحْرِمْني
ما رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ سابِـغِ نِعَمِكَ، وَلا تُخَيِّبْني
مِنْ جَزيلِ قِسَمِكَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ لأهْلِ طاعَتِكَ، وَاجْعَلْني في
جُنَّةٍ مِنْ شِرارِ بَرِيَّتِكَ.
رَبِّ إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِ
ذلِكَ، فَأَنْتَ أَهْلُ الْكرَمِ وَالعَفْوِ وَالمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَليَّ بِما أَنْتَ
أَهْلُهُ لا بِما أسْتَحِقُّهُ، فَقَدْ حَسُنَ ظَنّي بِكَ، وَتَحَقَّقَ رَجائي لَكَ،
وَعَلِقَتْ نَفْسي بِكَرَمِكَ، فَأَنْتَ أرْحَمُ الرّاحِمينَ، وَأَكْرَمُ الأكْرَمينَ.
أَللّـهُمَّ وَاخْصُصْني مِنْ كَرَمِكَ
بِجَزيلِ قِسَمِكَ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَاغْفِر لِيَ
الذَّنْبَ الَّذي يَحْبِسُ عَلَيَّ الْخُلُقَ، وَيُضَيِّقُ عَلَيَّ الرِّزْقَ،
حَتّى أَقُومَ بِصالِحِ رِضاكَ، وَأنْعَمَ بِجَزيلِ عَطائِكَ، وَأسْعَدَ بِسابِغِ
نَعْمائِكَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ، وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ، وَاسْتَعَذْتُ
بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ، فَجُدْ بِما سَألْتُكَ،
وَأَنِلْ مَا الْتَمَسْتُ مِنْكَ، أَسْألُكَ بِكَ لا بِشَيْءٍ هُوَ أَعْظَـمُ
مِنْـكَ.
ثُمّ تَسجُدُ وتَقولُ: (يا رَبّ) عشرين
مرَّةً، (يا الله) سَبْعَ مَرّات، (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) سَبْعَ
مَرّات، (ما شاءَ اللهُ) عَشْرَ مَرّات، (لا قُوّةَ إِلَّا بِاللهِ) عَشْرَ مَرّات،
ثُمّ تُصَلّي على النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وتَسْأَل حَاجَتَكَ، فَوَاللهِ لَو سَأَلْتَ بِها بِعَدَدِ القَطْرِ لَبَلَّغَكَ
اللهُ عزَّ وجَلَّ إيّاها بِكَرَمِه وفَضْلهِ».