مَا
للقلوبِ أُوارُها لم يَخمُدِ
|
وتنوحُ
مُعوِلةً لِهَولِ المشهدِ
|
رُزءٌ
له ضَجَّتْ ملائكةُ السَّما
|
فاجتاحَ
في نَكَباتِه قلبَ الصَّدِي
|
وانهارَ
قُطبُ الكائناتِ ولم يَزَلْ
|
جبريلُ
في نَعْيِ الإمامِ الأمجدِ
|
قد
باتَ دامي الطَّرفِ مِن فَرطِ العَنا
|
فتراهُ
مُحتَسِباً كريمَ المَقصدِ
|
بِنَقيعِ
سُمٍّ قُطِّعتْ أحشاؤهُ
|
وتَمزَّقَتْ
فانْهَدَّ رُكنُ المَسجِدِ
|
وهوى
كَطَودٍ شامخٍ غَوثُ الوَرى
|
يَلقى
المَنونَ بِوجهِهِ المُتَوَرِّدِ
|
قد
جَرَّعُوه الحَتْفَ وهو مُقَيَّدٌ
|
مَن
كانَ للإصلاحِ خَيرَ مُجَدِّدِ
|
بِرحيلِهِ
قد فُتَّ قلبُ المُصطفَى
|
يا
لِلفَجيعةِ والمُصابِ الأَنكَدِ!
|
عَجباً
لِذاكَ البَدرِ غُيِّبَ في الثَّرى
|
حازَ
العُلى وسَمَا بِأزكَى مَحْتِدِ
|
يا
غُرّةً فاقتْ على شمسِ الضُّحى
|
نوراً
بِه يَجلو الدُّجى كَالفرقدِ
|
وَرِثَ
الشّهامةَ عـن أبـيـهِ وجدِّهِ
|
يـا
قـلـبُ ذُبْ كَـمَدَاً لأَكرَمِ سيّدِ
|
للهِ
من خَطْبٍ عَرَا كلَّ الوَرى
|
مـن
كـلِّ وَاشٍ خَـانَـه أَو مُلْحِدِ
|
يَـزهُو
بهِ الشّرَفُ الأثِيلُ كما زَها
|
قـَمَـرٌ عـلى أَوْجِ العُلَى والسُّؤْدَدِ
|
صَرْفُ
الرّدَى أودَى بِـأَنْبَلِ صَادقٍ
|
ودَهَى
الـزمـانُ بكلِّ قَـرْمٍ أَصْيَدِ
|
مُـقَـلُ
السّماءِ بَكَتْ بِدَمـعٍ ساخنٍ
|
مَن
كـانَ منهلُ عـلـمِـه لَم يَنْفَدِ
|
الـطِّـبُّ
والـتـاريخُ والفقهُ الذي
|
قـد
جـاءَ مـن ديـنِ النبيِّ محمّدِ
|
هـو
نقطةُ الـعـلمِ الغزيرِ ومَن لهُ
|
عِـلـمُ
الكتابِ وبـالمكارمِ يَرتدي
|
سَمَتِ
العقيدةُ فيهِ وَالـفِكـرُ ازدَهى
|
في
كـلِّ نادٍ بـالـبـيـانِ ومَعهدِ
|
اللهُ
أكبرُ أيّ صرحٍ قـَد هَوى
|
يـا
حَسْرَتا مَن للورى مِن مُرشِدِ؟
|
فَلْتَبْكِهِ
العَليـاءُ عِـلـمَـاً زاخِـراً
|
ملأَ
الفضا كـالـكـوكـبِ المتوَقِّدِ
|