الأعمش
وأبو حنيفة وحبّ عليٍّ عليه السلام
«عن شريك بن عبد الله النخعيّ القاضي، قال: كنّا عند
الأعمش في مرضِه الذي ماتَ فيه، فدخل عليه أبو حنيفة وابنُ أبي ليلى وابن شبرمة،
فالتفت أبو حنيفة وكان أكبرَهم، وقال له:
يا أبا محمّد، اتّقِ الله! فإنّك في أول يومٍ من أيام
الآخرة، وآخر يومٍ من أيام الدنيا، وقد كنتَ تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديثَ
لو أمسكتَ عنها، لكان خيراً لك.
فقال الأعمش: لِمثلي يقال هذا؟! أَسْنِدوني أَسْنِدوني.
حدّثني أبو المتوكّل الناجي، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه
وآله وسلّم:
(إذا كان يوم القيامة، قال الله عزّ وجلّ لي
ولعليّ بن أبي طالب: أدخِلا النارَ مَن أبغضَكما، وأدخِلا الجنّةَ مَن أحبَّكما،
وذلك قولُه تعالى: ﴿أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ
كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ﴾). (ق:24)
فقام أبو حنيفة، وقال: قوموا، لا يجيءُ بما هو أطمُّ
من هذا.
قال (شريك): فوَاللهِ ما جزنا بابَه حتّى ماتَ الأعمش،
رحمة الله عليه».
(منتجب الدين بن بابويه،
الأربعون حديثاً: ص52)
أسفرايين
- البرمكيّة
* أَسْفَرايِين:
«بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان، واسمها القديم مهرجان،
سمّاها بذلك بعض الملوك لخضرتها ونضارتها، ومهرجان قريةٌ من أعمالها.
قيل :أصلُها من (أسبرايين)، و(أسبر)
بالفارسية هو التّرس، و(آيين) هو العادة، فكأنّهم عُرفوا قديماً بحمل التّراس
فسُمّيت مدينتهم بذلك.
وقيل: بناها إسفنديار [قائد
عسكري وابن أحد أكاسرة الفرس ومن الشخصيات الرئيسة في الشاهنامه] فسُمّيت به، ثمّ
غيِّر لتطاول الأيام، وتشتمل ناحيتها على أربعمائة وإحدى وخمسين قرية».
* البرمكية:
«محلّةٌ ببغداد، وقيل: قريةٌ من قراها، يقال: هي المعروفة بالبرامكة، وهذه الأخيرة
كأنّها نسبةٌ إلى آل برمك الوزراء، كالمهالبة والمرازبة».
(معجم
البلدان للحموي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البرامكة:
أصلهم مجوسٌ من بلخ، والنسبة إلى جدّهم «برمك»، وكان سادناً لأحد معابدهم. دخلوا الإسلام
وتولّوا الوزراة للعبّاسيّين، وعظُمت سطوتهم في بلاط هارون، حتّى قيل إنهم شاركوه
في مُلكه، فقد كان يحيى البرمكي مؤدّباً لهارون، وسعى في قتل أخيه موسى ليمهّد له
سلطانه. وكان البرامكة شديدي العداوة للإمام الكاظم عليه السلام، وهم الذين حرّضوا
هارون العبّاسي على قتله. وكان الإمام الرضا عليه السلام يُكثر الدعاء عليهم، حتّى
استجاب الله تعالى دعاءه في يوم عرفة، بأن انقلب عليهم هارون من غير سببٍ معلوم،
وفتك بهم وشرّدهم في ما عُرف تاريخيّاً بـ«نكبة البرامكة». ولا يزال المؤرّخون
مختلفين في علّة نكبتهم، ولهم فيها أقاويل.