..قولوا كما قال الله تعالى
سَلامٌ عَلى آلِ يس
______ رواية الشيخ الطبرسي ______
زيارة (آل يس) إحدى الزيارات المشهورة التي يُزار بها الإمام
صاحب العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، رواها أبو جعفر محمّد بن عبد الله الحِمْيَري
القمّي الذي عاصرَ أواخر الغَيبة الصغرى، وهذه الزيارة وصلت إليه توقيعاً من الإمام
المهديّ صلوات الله عليه.
رواها الشّيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي في (الاحتجاج:
2/316) عن أبي جعفر المذكور، كما أوردها العلامة المجلسي في غير موضعٍ من (بحار الأنوار)،
وذكر ابن المشهدي في مزاره سنداً متّصلاً لهذه الزيارة، مع شيء من الاختلاف في ألفاظها.
ومحمّد بن عبد الله الحميري، فقيه محدّث ثقة، أثنى عليه العلماء،
وهو شيخُ بعض مشايخ الصدوق كما في (رجال) الشيخ الطوسي، وعنه روى الشيخ الكليني، وأبوه
عبد الله مصنّف كتاب (قُرب الإسناد) المعروف، وهو من أصحاب العسكريّين عليهما السلام.
«شعائر»
قال الشيخ الطبرسي: «عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري،
أنّه قال: خرج التوقيع من الناحية المقدسة حرسها الله، بعد المسائل:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، لا لأمْرِهِ تعْقِلوُنَ،
(ولا مِن أولِيائِه تَقبلونَ)، حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِي النُّذُرُ عن قوم لا
يؤمنون. السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصَّالِحِينَ.
إذا أردتُم التوجّه بنا إلى الله وإلينا، فقولوا كما قال
الله تعالى:
سَلامٌ عَلى آلِ يس،
السَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ الله وَرَبَّانِيَّ آياتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ
الله وَدَيَّانَ دِينِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ الله وَناصِرَ حَقِّهِ،
السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَدَلِيلَ إِرادَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ
كِتابِ الله وَتَرْجُمانَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ فِي آناءِ لَيْلِكَ وَأَطْرافِ نَهارِكَ،
السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِيثاقِ
الله الَّذِي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ الله الَّذِي ضَمِنَهُ،
السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَلَمُ المَنْصُوبُ، وَالعِلْمُ المَصْبُوبُ، وَالغَوْثُ
وَالرَّحْمَةُ الواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ.
السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ
تَقُومُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِيْنَ تَقْعُدْ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ،
السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّي وَتَقْنُتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ
وَتَسْجُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ
تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي، السَّلامُ
عَلَيْكَ فِي اللَيْلِ إِذا يَغْشى، وَالنَّهارِ إِذا تَجَلّى، السَّلامُ عَلَيْكَ
أَيُّها الإمام المَأْمُونُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُقَدَّمُ المَأْمُولُ،
السَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلامِ.
أُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ
أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ لا حَبِيبَ إِلاّ هُوَ وَأَهْلُهُ، وَأُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ
أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ المُوْمِنِينَ حُجَّتُهُ، وَالحَسَنَ حُجَّتُهُ، وَالحُسَيْنَ
حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ،
وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَمُوسى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ
بْنَ مُوسى حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَعَلِيِّ بْنَ مُحَمَّدٍ
حُجَّتُهُ، وَالحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ الله. أَنْتُمْ
الأوَّلُ وَالآخِرُ، وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقُّ لا رَيْبَ فِيه، يَوْمَ لا يَنْفَعُ
نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً،
وَأَنَّ المَوْتَ حَقٌّ، وَأَنَّ ناكِراً وَنَكِيراً حَقٌّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ
حَقٌّ، وَالبَعْثَ حَقٌّ، وَأَنَّ الصِّراطَ حَقٌّ، وَالمِرْصادَ حَقٌّ، وَالمِيزانَ
حَقٌّ، وَالحَشْرَ حَقٌّ، وَالحِسابَ حَقٌّ، وَالجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ،
وَالوَعْدَ وَالوَعِيدَ بِهِما حَقٌّ.
يا مَوْلايَ شَقِيَ مَنْ
خالَفَكُم وَسَعِدَ مَنْ أَطاعَكُم؛ فَاشْهَدْ عَلى ما أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، وَأَنا
وَلِيُّ لَكَ بَرِيءٌ مِنْ عَدُوِّكَ، فَالحَقُّ ما رَضَيْتُمُوهُ، وَالباطِلُ ما أَسْخَطْتُمُوهُ،
وَالمَعْرُوفُ ما أَمَرْتُمْ بِهِ، وَالمُنْكَرُ ما نَهَيْتُمْ عَنْهُ، فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ
بِالله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ وَبِأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَبِكُمْ
يا مَوْلايَ أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتِي مُعَدَّةٌ لَكُمْ وَمَوَدَّتِي خالِصَةٌ
لَكُمْ آمِينَ آمِينَ.
الدعاء بعد الزيارة
«اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحْمَتِكَ، وَكَلِمَةِ نُورِكَ، وَأَنْ تَمْلأَ
قَلْبِي نُورَ اليَّقِينِ، وَصَدْرِي نُورَ الإيمانِ، وَفِكْرِي نُورَ النِّيَّاتِ،
وَعَزْمِي نُورَ العِلْمِ، وَقُوَّتِي نُورَ العَمَلِ، وَلِسانِي نُورَ الصِّدْقِ،
وَدِينِي نُورَ البصائِرِ مِنْ عِنْدِكَ، وَبَصَرِي نُورَ الضِّياءِ، وَسَمْعِي نُورَ
الحِكْمَةِ، وَمَوَدَّتِي نُورَ المُوالاةِ لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ،
حَتّى أَلْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَمِيثاقِكَ، فَتُغَشِّيَنِي رَحْمَتُكَ
يا وَلِيُّ يا حَمِيدُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى
مُحَمَّدٍ حُجَتِّكَ فِي أَرْضِكَ، وَخَلِيفَتِكَ فِي بِلادِكَ، وَالدَّاعِي إِلى سَبِيلِكَ،
وَالقائِمِ بِقِسْطِكَ، وَالثَّائِرِ بِأَمْرِكَ، وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ، وَبَوارِ
الكافِرِينَ، وَمُجَلِّي الظُّلْمَةِ، وَمُنِيرِ الحَقِّ، وَالنَّاطِقِ بِالحِكْمَةِ
وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ فِي أَرْضِكَ، المُرْتَقِبِ الخائِفِ، وَالوَلِيِّ
النَّاصِحِ، سَفِينَةِ النَّجاةِ، وَعَلَمِ الهُدى، وَنُورِ أَبْصارِ الوَرى، وَخَيْرِ
مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى، وَمُجَلِّي العَمى، الَّذِي يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً
كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى
وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ، وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ،
وَأذْهَبْتَ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً، اللّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ
بِهِ لِدِينِكَ، وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِياءَكَ وَأَوْلِياءَهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ
وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ.
اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ
شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَمِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ
يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ
مِنْ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولُكَ وَآلَ رَسُولِكَ، وَأَظْهِرْ
بِهِ العَدْلَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِرِيهِ، وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ،
وَاقْصِمْ قاصِميهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الكُفَّارَ
وَالمُنافِقِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها
بَرِّها وَبَحْرِها، وَأَمْلأ بِهِ الأرْضَ عَدْلاً، وَأظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ
صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْنِي اللّهُمَّ مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ
وَأَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ، وَأَرِنِي فِي آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ السَّلامُ ما يَأْمَلُونَ،
وَفِي عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ، إِلهَ الحَقِّ آمِينَ يا ذا الجَلالِ وَالإكْرامِ
يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».