جوهرةُ
القُدْسِ من الكَنزِ الخَفيْ
|
بدَتْ
فأَبدتْ عالياتِ الأحْرُفِ
|
وقد
تجلّى من سماءِ العظَمهْ
|
مِن
عالَم الأسماءِ أسمى كلمهْ
|
بل
هي أمُّ الكلماتِ المُحكمَهْ
|
في
غَيب ذاتها نُكاتٌ مُبهَمهْ
|
أُمُّ
أئمّةِ العقولِ الغُرِّ بلْ
|
أمُّ
أبيها وهو عِلّةُ العِلَلْ
|
روحُ
النبيّ في عظيمِ المنزلهْ
|
وفي
الكَفاء كُفوُ من لا كُفْوَ لَهْ
|
تمثّلتْ
رقيقةَ الوجودِ
|
لطيفةٌ
جلّتْ عن الشُهودِ
|
تطوّرتْ
في أفضلِ الأطوارِ
|
نتيجةَ
الأدوارِ والأكوارِ
|
تصوّرتْ
حقيقةَ الكمالِ
|
بصورةٍ
بديعةِ الجمالِ
|
فإنّها
الحوراءُ في النُّزولِ
|
وفي
الصعودِ مِحْورُ العقولِ
|
يُمثّلُ
الوجوبَ في الإمكانِ
|
عَيانُها
بأحسنِ البيانِ
|
فإنّها
قطبُ رَحى الوجودِ
|
في
قوسَيِ النُّزولِ والصعودِ
|
وليس
في محيطِ تلك الدائرهْ
|
مَدارُها
الأعظمُ إلّا الطاهرهْ
|
مَصونةٌ
عن كلّ رسْمٍ وَسِمَهْ
|
مَرموزةٌ
في الصُحُفِ المُكرَّمَهْ
|
صِدّيقةٌ
لا مِثلُها صِدّيقهْ
|
تُفْرِغُ
بالصِّدقِ عن الحقيقهْ
|
بدا
بذلكَ الوجودِ الزاهرِ
|
سِرُّ
ظهورِ الحقّ في المَظاهرِ
|
هي
البتولُ الطُّهرُ والعذراءُ
|
كَمَريمِ
الطّهرُ ولا سَواءُ
|
فإنّها
سيّدةُ النساءِ
|
ومريمُ
الكبرى بِلا خَفَاءِ
|
وحُبُّها
من الصفاتِ العاليهْ
|
عليه
دارتِ القرونُ الخاليهْ".."
|
مفطومةٌ
من زلَلِ الأهواءِ
|
مَعصومةٌ
عن وَصمةِ الأخطاءِ
|
مُعرِبةٌ
بالسِّترِ والحياءِ
|
عن
غَيبِ ذاتِ بارئِ الأشياءِ
|
راضيةٌ
بكلّ ما قضى القضا
|
بما
يَضيقُ عنه واسعُ الفضا
|
زكيّةٌ
من وَصمةِ القيودِ
|
فهي
غنيّةٌ عن الحدودِ
|
يا
قِبلةَ الأرواح والعقولِ
|
وكَعبةَ
الشّهودِ والوصولِ
|
مَن
بقدومِها تشرّفتْ مِنى
|
ومَن
بها تُدرَكُ غايةُ المُنى
|