كلُّ
عبدٍ مُتْرَف فهو ميّت...
من مواعظ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
رُوي عن النبيّ صلّى
الله عليه وآله وسلّم، قال: «خمسةٌ يُفسِدون القلبَ.
قيل: وما هُنّ يا رسولَ
الله؟
قال: تَرادُفُ الذّنْبِ
على الذَّنْب، ومجاورةُ الأحمق، وكَثرةُ مناقشةِ النساء، وطولُ ملازمةِ المنزلِ
على سبيل الانفراد والوحدة، والجلوسُ مع الموتى.
قيل: يا رسولَ الله،
وما الموتى؟
قال: كلُّ عَبْدٍ مُتْرَفٍ
فهو مَيِّت، وكلُّ مَن لا يعملُ لآخرتِه فهو مَيِّت».
***
وعنه صلّى الله عليه
وآله: «ستّةٌ لا تُفارقهم الكآبة: الحَقود، والحَسود، وحديثُ عَهْدٍ بغِنى، وغنيٌّ
يَخشى من الفقر، وطالبُ زينةٍ يَقصُرُ عنها قدْرُه، وجليسٌ لأهلِ الأدب وليسَ منهم».
*
(الكراجكي، معدن الجواهر: ص 48 و 53)
من أمثال العرب
* «غيرَ الوَهْي ترقعين وأنتِ مُبصِرة».
يُضرب مثلاً للرجل
يأتي الخطأ على بصيرة، و«الوَهي» الشقّ في الثوب. وتمثّل به عليٌّ عليه السلام في
صفّين، لمّا قال له بعضُ أصحابه: يا أميرَ المؤمنين، سمعتُ عمرو بن العاص يقول:
أضرِبُكم
ولا أرى أبا حسنٍ * كفى بهذا حزناً من الحزنِ.
فضحك
عليٌّ عليه السلام، ثمّ قال: أما واللهِ لقد حادَ عُدَيُّ اللهِ عنّي، وإنّه بمكاني
لَعالم، ولكنّه كما قال الأول: «غيرَ الوَهْي ترقعين وأنتِ مُبصرة».
* «كأنّما قُدَّ سَيرُه
الآن».
يُضرب مثلاً للشيخ في
خلقة الأحداث أو مَن كان دائمَ الشباب. والقدّ القطعُ طولاً، والقَطّ القطعُ عرضاً،
وفي حديث ابن عبّاس: «كانت ضرباتُ عليٍّ أبكاراً، إنِ اعتلى قَدَّ، وإنِ اعترضَ قَطَّ».
* «أنا
تَئِق وصاحبي مَئِق فكيف نتّفق؟».
«التَّئق» السريعُ إلى
الشرّ أو الممتلئ غضباً، و«المَئِق» السريعُ البكاء. يُضرب مثلاً لسوء الموافقة في
الأخلاق. وأصلُه أنّ رَجلين كانا في سفرٍ فساءتْ أخلاقُهما، فقال أحدهما ذلك. وسُمِّيَ
السّفرُ سَفَرَاً لأنّه يُسفر عن الأخلاق، أي يكشف عنها، وقال عليٌّ عليه السلام: «السَّفَر
ميزانُ القوم».
(انظر: جمهرة الأمثال للعسكري: 1/106، 1/157،
2/159، مختصر)