تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

منذ 3 أيام

تاريخ و بلدان

يعفو عن قاتل أبيه!

لما أفضتِ الخلافة إلى بني العبّاس اختفتْ رجالُ بني أميّة، وكان في من اختفى إبراهيم بن سليمان المرواني، حتى أخذ له داود بن عليّ من أبي العباس الأمان.

قال له أبو العباس ذات يوم: حدّثني عمّا مرّ بك في اختفائك. قال: كنتُ مختفياً بالحِيرة، فبينما أنا على ظَهْرِ بيتٍ ذات يوم إذ نظرت إلى أعلامٍ سُود قد خرجتْ من الكوفة تريد الحيرة، فوقع في نفسي أنها تريدني. فخرجت من الدار متنكّراً حتى دخلت الكوفة ولا أعرف بها أحداً أختفي عنده. فإذا أنا ببابٍ كبير ورحبةٍ واسعة، وإذا رجلٌ وسيمٌ حَسَنُ الهيئة، فقال لي: من أنت وما حاجتك؟ فقلت: رجلٌ مختفٍ يخاف على دمه قد استجارَ بمنزلك.

فأدخلني منزله، فمكثتُ عنده لا يسألني عن شيءٍ من حالي، ويركب كلّ يوم ركبة، فقلت له يوماً: أراك تُدمن الركوبَ ففيمَ ذلك؟ فقال لي: إن إبراهيم بن سليمان قتل أبي صبراً، وقد بلغني أنه مختفٍ، فأنا أطلبه لأدرك منه ثأري.

فكثُر تعجبّي إذ ساقني القدر إلى الاختفاء في شملِ مَن يطلب دمي، فكرهتُ الحياة، وقلت له: يا هذا، قد وجب عليّ حقُّك، ومن حقِّك أن أقرّب عليك الخطوة. قال: وما ذاك؟

قلت: أنا إبراهيم بن سليمان قاتلُ أبيك، فخُذ بثأرك. قال: أحسبُ أنّك رجلٌ قد مللتَ الاختفاء فأحببتَ الموت. قلتُ: بل الحقَّ ما قلتُ لك، أنا قتلتُه يوم كذا بسبب كذا.

فلمّا عرف أنّي صادقٌ اربدَّ وجهُه واحمرّت عيناه وأطرقَ مليّاً، ثمّ رفع رأسه إليّ، وقال: (أما أنت فستلقى أبي فيأخذ منك حقّه، وأما أنا فغيرُ مُخفِرٍ ذمّتي، فاخرجْ عنّي فلستُ آمَنُ نفسي عليك)، وأعطاني ألف دينارٍ فلم أقبلها، وخرجتُ من عنده. فهذا أكرمُ رجلٍ رأيتُه.

(تاريخ دمشق لابن عساكر: 6/416 – 417، مختصر)

 

 


حِراء

حِراء، اسمُ جبلٍ في مكّة المكرّمة، وكان من دَأْبِ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل مبعثه الشريف العِزلةُ عن أهل الجاهلية والاعتكاف في مغارةٍ منه للتبتُّل والعبادة والانقطاع إلى الله تعالى، فسُمِّي بـ«غار حِراء»، وفيها كُوشف بالرسالة وأُنزل عليه الوحي، فعُرِفَ الجبلُ من ثَمّ بـ«جبل النور».

يقعُ هذا الجبل شمال شرق مكّة المكرّمة، على ثلاثة أميالٍ من المسجد الحرام، ويُطلُّ على مِنى، وهو مخروطيُّ الشَّكل، ينفردُ عن سائر الجبال المطلّة على مكّة، وبعد التمدّد العمرانيّ في العقود الأخيرة أصبح محاطاً بالأبنية السكنية. يرتفع 650م عن سطح البحر، قمّته مسطّحة مساحتها أربعون م2، وهو جبلٌ أجرد لا عُشْبَ فيه.

مدخلُ الغار ناحيةَ بيت المقدس، ومنتهاها يُطلّ على الكعبة المشرَّفة، وينفد ضوء الشمس إلى داخل الغار من الطلوع إلى الغروب.

ورد ذكر «حِراء» في بعض قصائد المولى أبي طالب عليه السلام، وأوّلُ مَن تعبّد فيه هو عبد المطّلب جدّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، ورُوي أنّ النبيّ آدم عليه السلام بنى الكعبة من أحجار خمسة جبال؛ منها جبلُ حِراء. وقِيل إنه جبلُ فاران المذكور في توراة موسى عليه السلام. ذكر بعضُ الفقهاء ضمن نوافل الحجّ زيارةَ غار حِراء. (انظر: الشهيد الأول، الدروس الشرعية: 1/468)

(عدّة مصادر)

 

 

اخبار مرتبطة

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ 3 أيام

إصدارات عربية

  آداب وسُنن

آداب وسُنن

نفحات