أيها العزيز
البعثة النبويّة، أعظم النِّعم
على مرّ التاريخ
إنَّ بعثة النّبي الأكرم صلّى الله عليه وآله، تُعتبر
حركة عظيمة في تاريخ البشرية، عبر إنقاذها للإنسان، وتهذيب النفس والروح والأخلاق
البشرية.
***
* إنّ مَن خاطبه الباري عزَّ وجلَّ وألقى عليه تلك المهمّة الكبرى
–ألا وهو رسول الله صلّى الله عليه وآله- هو أسمى ظاهرة في عالم الوجود ومظهرُ اسمِ
الله الأعظم، بل هو اسمُ الله الأعظم، لأنّ المسؤوليّة التي أُلقيت على عاتق هذا
الإنسان العظيم، وهي هداية الناس نحو النور، ورفع الأوزار الثقيلة عن كاهل
الإنسانية، كانت مهمّة في غاية الخطورة.
* نعمة بعثة النّبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله على
البشريّة، أعظم النّعم الإلهيّة على مرِّ التّاريخ. إنّ يوم المبعث هو أسمى وأعظم
أيام السنة كلّها وأكثرها بركة، ويجب تقدير ذكرى هذا اليوم وتظهير عظمة البعثة،
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: «أرسلَه على حين فترةٍ من الرّسل، وطُولِ هَجْعَةٍ
من الأُمَم».
* إنّ «البعثة» للإنسان وفي سبيل الإنسان وهو بطبيعته
كائنٌ غير متناهٍ، وذو أبعاد شاسعة، ولا ينحصر في إطار الجسم والمادة، ولا في نطاق
الأيام المعدودة التي يعيشها في الحياة الدنيا، جاءت «البعثة» من أجل هذا الإنسان
ومن أجل مصيره ومن أجل هدايته. والمنتدَب لهذه المهمّة هو الأعظم من بين النّاس،
والمهمّة التي انتُدب لها أكبر وأعظم المهامّ. إذاً، فهذا اليوم أكبر وأعزّ يوم
على مدى التاريخ.
* انتفع العالم برمّته من بركات الوجود المقدّس للنّبيّ الأكرم صلّى الله
عليه وآله، وسيبقى ينتفع. رُقيّ البشر والتّقدّم العلميّ والمعارف المتنوّعة
والاكتشافات العظيمة في العالم ببركة ظهور نور الإسلام في تلك البرهة العجيبة من
التّاريخ. وهذه نعمة وُضعت تحت تصرّف البشريّة. ولو كان للبشريّة وعيٌ أكبر وأكثر
ومعرفة أعمق، ولو عرفت الرّسول الأكرم والإسلام وأدركت، لَكانت صفحة التّاريخ
البشريّ اليوم صفحةً أخرى.
(نقلاً عن نشرة المحراب)