من المخبيّات
الخروج من الدّنيا خالصاً من الذّنوب
إعداد: أسرة التحرير
تواصل «شعائر» اختيار لُبابٍ من الفرائد التي امتازت بوفرة المضامين المختصرة والمفيدة.
ما يلي، فرائد ممّا ورد في (وسائل الشيعة) للحرّ العاملي، و(مكارم الأخلاق) للشيخ الطبرسي، و(ميزان الحكمة للريشهري)، تليها باقة من توجيهات شيخ الفقهاء العارفين، الشيخ بهجت قدّس سرّه.
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «من أحبَّ أن يخرج من الدُّنيا وقد خلُص من الذُّنوب كما يخلُص الذَّهبُ لا كَدَر فيه، وليس أحد يطالبُه بِمَظلمة، فَلْيَقرأ في دبر الصلوات الخمس، نسبة الله عزَّ وجلَّ: [قل هو الله أحد] إثنتي عشرة مرّة، ثمَّ يبسط يده ويقول: أللّهمَّ إنّي أسألك باسمك المكنون المخزون، الطَّاهر الطُّهر المبارك، وأسألك باسمك العظيم، وسلطانك القديم، يا واهبَ العطايا، يا مُطلِقَ الأسارى، يا فكَّاكَ الرِّقاب من النَّار، صلِّ على محمّد وآل محمّد، وفكَّ رقبتي من النَّار، وأَخرجني من الدُّنيا آمناً، وأدخلني الجنَّة سالماً، واجعل دعائي أوّله فلاحاً، وأوسطه نجاحاً، وآخره صلاحاً، إنّك أنت علَّام الغيوب. ثمَّ قال عليه السلام: هذا من المَخبيّات، ممّا علّمني رسول الله صلّى الله عليه وآله وأمرني أن أُعلِّم الحسن والحسين». (مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي)
أُذكر عيْش رسول الله
قال رجل: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: إني لا ألقاك إلَّا في السنين فأوصني بشيءٍ حتى آخذ به؟ فقال عليه السلام: «.. وكفى بما قال اللَّه عزَّ وجلَّ لرسول اللَّه صلّى الله عليه وآله: ﴿ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا..﴾ طه:131، وقال تعالى: ﴿فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم..﴾ التوبة:55، فإن خفْتَ ذلك فاذكُر عَيْش رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله، فإنَّما كان قُوته من الشَّعير، وحلواه من التَّمر، ووقوده من السّعف إذا وَجَده، وإذا أُصِبتَ بمصيبة في نفسك أو مالك أو وُلدك فاذكُر مصابك برسول اللَّه، فإنَّ الخلائق لم يُصابُوا بمثلِه قطّ». (وسائل الشيعة، الحر العاملي)
شيعةُ عليِّ
قال الإمام الكاظم عليه السلام لموسى بن بكر الواسطي: «لو ميَّزتُ شيعتي لم أجدْهُم إلَّا واصفة، ولو امتحنْتُهُم لما وجدتُهم إلَّا مُرتَدِّين، ولو تَمحَّصتُهُم لما خَلُص من الألف واحد، ولو غَربَلتُهُم غربلةً لم يبقَ منهم إلَّا ما كان لي، إنَّهم طال ما اتَّكأوا على الأرائك فقالوا: نحن شيعةُ عليّ، إنّما شيعة عليّ مَنْ صَدَّق قولَه فعلُه». (ميزان الحكمة، الرّي شَهري)
مع شيخ الفقهاء العارفين، الشيخ بهجت
* إيّاكم والغفلة! فلا خلاصَ إلّا بالتوسُّل واللجوء إلى الله تعالى. فَلْيَكُن القرآن الكريم معكم في يد، وبِاليَد الأخرى خذوا بحُجزة العترة من أهل البيت عليهم السلام. إنّ معارف عترة النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله مودعة في مثل (نهج البلاغة)، وعباداتهم في مثل (الصحيفة السجادية)، وتكاليفهم الفقهيّة في مثل هذه الرسائل العمليّة.
***
* الله تعالى يعلم كم من الآثار المعنوية للصلاة الواحدة على محمّد وآل محمّد التي يدعو بها المرء هنا ويُهدي ثوابها للميت، وأيّ صورة وحقيقية لهذه الصلوات نفسها. علينا أن لا نكترث للكميّة، بل للكيفيّة.
أذا أنفق المرء شيئاً من ماله -ولو كان زهيداً- لوجه الله تعالى، وأنفق في المقابل القناطير من الذهب والفضة دون أن يكون ذلك لله، فذاك -أي ما كان لله- من الباقيات، بينما هذا -ما كان لغير الله- فهو من الفانيات.