«جون فيلبي» أو «الشيخ عبد الله»

مشيّد البلاط السعودي وعرّاب تهجير الفلسطينيين

إعداد: «شعائر»

هاري سانت جون بريدجر فيلبي، ويُعرف أيضاً باسم «جون فيلبي» أو «الشيخ عبد الله»، هو مستعرب، وضابط استخبارات بمكتب المستعمرات البريطاني. لعب دوراً محورياً في إزاحة العثمانيين عن المشرق العربيّ، خاصة عن شبه الجزيرة العربية، ثم قام بإنشاء الدول المعاصرة فيه، ومنها: السعودية والعراق والأردن والكيان الصهيوني.

انتُدب من قِبل الاستخبارات البريطانية إلى الرياض عام 1917م، وعمل بصفة مستشار للملك عبد العزيز سعود للشؤون الخارجية، كما لعب دوراً محورياً في نهب النفط العربي من خلال تأسيسه شركة «آرامكو».

تظاهر باعتناق الإسلام (العقيدة الوهابية) ليتمكّن من الدخول إلى مكّة علناً، فدخلها، بل وألقى خطبة الجمعة في الحرم المكّي، وتحدّث فيها عن فضائل آل سعود على الهاشميين!

في شباط 1939، بينما كانت ثورة فلسطين الكبرى تضطرم مطالبةً بإيقاف الهجرة اليهودية، عرض جون فيلبي في مقابلة بلندن مع كلٍّ من بن غوريون ووايزمان، موافقة السعودية على رفع كبير لمستوى الهجرة اليهودية إلى فلسطين، إذا وافق المسؤولان اليهوديان على دعم فيصل بن عبد العزيز كملك لفلسطين. وبعد عدة شهور، مصحوباً بمسؤول الخارجية السعودية، فؤاد بك حمزة، اقترح فيلبي على وايزمان وموشيه شاريت، أن يدفعوا لابن سعود مبلغ 20 مليون جنيه استرليني لاستخدامها في إعادة توطين عرب فلسطين في مكان آخر.

وحسب فيلبي، فإنّ القيادة الصهيونية قبلت هذا المقترح في مطلع تشرين الأول 1939، إلا أنه بسبب الوضع الخاص للملكة العربية السعودية كمقرّ الحرمين الشريفين، تمّ تكذيب الخطة عندما تسرّبت تفاصيلها.

يلخّص جون فيلبي في مذكّراته مهمّته في الحجاز بالقول: «... عَلَيّ العمل بكل وسيلة تمكّنني من دحر خصوم ابن سعود... تلك هي مهمّة الدعم، والتمويل، والتخطيط، لانجاح عبد العزيز آل سعود، وإعادة تنظيم جيشه، وتمويله، وتسليحه، وإيحاء الأفكار الوهابية، والقيام بإيجاد أنصار له في كلّ بلدة، وقبيلة، وقرية من أنحاء جزيرة العرب...».

في أيلول 1960، مات جون فيلبي في العاصمة اللبنانية بيروت، عن 75 عاماً، ودُفن في مقابر المسلمين (الباشورة، حي البسطة).