لقد بَدا سِرُّ المليكِ الأكبرِ
|
في قائدِ الحقِّ الزّكيِّ العَسكري
|
سرُّ النبيّ في محاسِن الشِّيَمْ
|
ومَن يُشابِهْ أبه فما ظَلَمْ
|
بلْ هو في كلّ معانيهِ حَسَنْ
|
فإنّه سِرُّ النبيّ المؤتمَنْ
|
بلْ فيه سرُّ الحقِّ بالحقّ نَزَلْ
|
إذْ هو مُستودعُ ناموسِ الأَزَلْ
|
وأَصْلُهُ فاتِحَةِ الوجودِ
|
وفَرعُهُ خاتِمَةُ الشّهودِ
|
وقد تَجلّى نورُ وجهِه الحسَنْ
|
فانْدَكَّ فيه الطّورُ والنّورُ (ولَنْ)
|
وَكيفَ وَهْوَ أعظمُ الأنوارِ
|
وكيْفَ وَهْوَ نورُ وَجهِ الباري
|
وهْو َأَبو العُقولِ بالكُليّهْ
|
وكلُّها في ذاتِهِ مَطويَّهْ
|
إذْ هُوَ كاللّطيفَةِ القُدسيّهْ
|
مِن الحقيقَةِ المُحَمّديَّهْ
|
وقلبُه مشكاةُ نورِ الذّاتِ
|
مُجرَّداً عن التعَيُّناتِ
|
والغيبُ في مُحيطِه شُهودُ
|
لا بَل هُوَ الشَّاهِدُ والمَشْهودُ
|
لطائفُ الأسرارِ في لطيفَتهْ
|
دقائِقُ الأفكار ِفي صحيفَتِهْ
|
وفي سُوَيْداهُ بياضُ النّورِ
|
يَفوقُ نُورَ الطُّورِ في الظُّهورِ
|
فهو لِسانُ خاتَمِ الرسالهْ
|
في النُّطقِ والبيانِ والدَّلالَهْ
|
مَقامُه من النبيّ السّامي
|
منزلةُ المعنى من الكلامِ
|
له مَقام (لي) معَ اللهِ، ولا
|
أرفعَ منه في مَقاماتِ العُلا
|
فَهوَ قِوام الصُّحُفِ المُنزَلهْ
|
ومُجْمَلُ الصَّحائفِ المُفَصّلَهْ
|
لَهُ مِن المعروفِ والأيادي
|
ما هُوَ معْروفٌ بِكلّ نادي
|
إذ يدَهُ البيْضاءُ بالإعْطاءِ
|
حقّاً يدُ الباسِطِ بالعَطاءِ
|
وهيَ يَدُ الإحْسانِ والإنْعامِ
|
بَلْ يدُ ذي الجَلالِ والإكْرامِ
|
تلكَ يدُ اللهِ فَما أَقْواهَا
|
والأبحُرُ السَّبْعةُ مِنْ نَداها
|
فَلَيْس فَوقَها يدٌ في الجُودِ
|
والجودُ جودُ واجبِ الوجُودِ
|
وقلبُه مرآةُ ذاتِ الباري
|
في سِرِّهِ لطائفُ الأسرارِ
|
حازَ من النبيّ كُلّ مَكرُمهْ
|
فهي له بكلِّ معنى الكلمهْ
|
وهْوَ أبو المهدِيِّ وابنُ الهادي
|
فلا أحقَّ منهُ بالإرشادِ
|
فَهْوَ سليلُ خاتَم الرّسالهْ
|
وصاحبُ الرّفعةِ والجَلالهْ
|
وَهْوَ أبو الخاتم للولايهْ
|
مَن هو مأمولٌ لكلِّ غايهْ
|
|
|