| أَعِد ذكرَهُم في كَربَلا إنَّ ذكرَهُم |
طَوَى جَزَعاً طَيَّ السِّجلِّ فؤادِيا |
| وَدَعْ مُقلتَي تَحْمَرُّ بعد ابْيِِضاضِها |
بِعَدِّ رزايا تَتْرُكُ الدَّمعَ داميا |
| سَتَنسَى الكَرَى عيني كأنَّ جفونَها |
حَلَفْنَ بِمَن تَنْعاهُ أنْ لا تَلاقيا |
| وتُعطي الدُّموعَ المُستهِلَّاتِ حَقَّها |
مَحاجرُ تَبْكي بالغَوادي غَوادِيا |
| وأعْضاءُ مَجْدٍ ما تَوزَّعَت الضُّبا |
بِتَوزيعِها إلَّا النَّدى والمَعالِيا |
| لئن فرَّقتها آلُ حربٍ فلم تَكُن |
لِتَجمع حتَّى الحشرِ إلَّا المخازِيا |
| وممَّا يُزيلُ القلبَ عن مُستَقَرِّه |
ويتركُ زندَ الغيظِ في الصَّدرِ وارِيا |
| وقوفُ بناتِ الوَحيِ عند طَليقِها |
بحالٍ بها يُشْجينَ حتّى الأعادِيا |
| لقد ألزَمت كفُّ البتولِ فؤادَها |
خُطوبٌ يَطيحُ القلبُ منهنَّ واهيا |
| وغودِر منها ذلك الضِّلعُ لَوْعةً |
على الجَمْرِ مِن هذي الرَّزيّة حانِيا |
| أبا حَسَنٍ حربٌ تَقاضتك دينَها |
إلى أن أَساءت في بَنيك التَّقاضيا |
| مضوا عطري الابرادِ يأرجُ ذكرهم |
عبيراً تهاداه اللَّيالي غوالِيا |
| غداة َ ابنُ أمّ الموت أجرى فِرنده |
بِعَزْمِهم ثمَّ انتضاهم مواضيا |
| وأسْرى بهم نحو العراق مُباهيا |
بأوجههم تحت الظَّلام الدّراريا |
| تناذرتِ الأعداءُ منة ابن غابةٍ |
على نشزاتِ الغيل أَصْحَر طاوِيا |
| تُساوره أفعى من الهمِّ لم يجد |
لسورتها شيئاً سوى السَّيفِ راقِيا |
| وأَظمأهُ شوقٌ إلى العزِّ لم يَزَل |
لِورد حياضِ الموتِ بالصِّيدِ حادِيا |
| فصمَّم لا مُستعدياً غيرَ همّةٍ |
تفلّ له العضبَ الجرازَ اليَمانِيا |
| وأقدَم لا مُستسقياً غيرَ عزمةٍ |
تعيد غِرارَ السَّيف بالدمّ راوِيا |
| بيومٍ صَبَغنَ البيضُ ثوبَ نهارِهِ |
على لابسي هَيْجاه أَحمَر قانِيا |
| ترقت به عن خطة الضَّيْم هاشم |
وقد بلغت نفس الجبان التَّراقِيا |
| لقد وقفوا في ذلك اليوم مَوْقفاً |
إلى الحَشْرِ لا يزداد إلَّا معاليا |
| همُ الرَّاضِعون الحربَ أول درِّها |
ولا حلم يرضعن إلَّا العوالِيا |
| بكلّ ابنِ هيجاءٍ تربّى بحجرها |
عليه أبوه السَّيفُ لا زال حانِيا |
| طويلِ نجاد السيف فالدرع لم يكن |
ليلبسه إلَّا مِن الصَّبر ضافِيا |
| يرى السمر يحملن المنايا شوارعاً |
إلى صدره أنْ قدْ حَمَلنَ الأمانِيا |
| هم القوم أقمارُ النَّديّ وجوههم |
يضِئْنَ مِن الآفاقِ ما كان داجِيا |
| مناجيدُ طلاعينَ (طلاعون) كلّ ثنيّةٍ |
يَبيتُ عليها ملبد الحَتْف جاثِيا |
| ولم تدرِ إن شدّوا الحُبى أَحُباهم |
ضَمَّنْ رجالاً أَم جبالاً رواسِيا |
| |
|