قال العلامة المجلسي: إعلم أنه اتفقت الامامية إلا من شذ منهم على أن ولادته صلى الله عليه واله في سابع عشر شهر ربيع الاول ، وذهب أكثر المخالفين إلى أنها كانت في الثاني عشر منه ، واختاره الكليني رحمه الله على ما سيأتي إما اختيارا " ، أو تقية ، وذهب شاذ من المخالفين إلى أنه ولد في شهر رمضان ، فأما يوم الولادة فالمشهور بين علمائنا ومدلول أخبارنا أنه كان يوم الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
مولد النور
1425 هـ
الولادة:
قال العلامة المجلسي:إعلم أنه اتفقت الامامية إلا من شذ منهم على أن ولادته صلى الله عليه واله في سابع عشر شهر ربيع الاول ، وذهب أكثر المخالفين إلى أنها كانت في الثاني عشر منه ، واختاره الكليني رحمه الله على ما سيأتي إما اختيارا " ، أو تقية ، وذهب شاذ من المخالفين إلى أنه ولد في شهر رمضان، فأما يوم الولادة فالمشهور بين علمائنا ومدلول أخبارنا أنه كان يوم الجمعة[1]
وأورد عن السيد ابن طاوس قوله:
إن الذين أدركناهم من العلماء كان عملهم على أن ولادته المقدسة صلى الله عليه واله كان يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الاول في عام الفيل عند طلوع فجره[2]
قبل الخلق:
حول الآية المباركة: وعلم آدم الأسماء كلها، قال السيد الطباطبائي:
ويناسب المقام عدة من أخبار الطينة كما رواه في البحار عن جابر بن عبد الله قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أول شئ خلق الله ما هو ؟ فقال نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير ، ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ، ثم جعله أقساما ، فخلق العرش من قسم ، والكرسي من قسم ، وحملة العرش وسكنة الكرسي من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الحب ما شاء الله ، ثم جعله أقساما ، فخلق القلم من قسم ، واللوح من قسم ، والجنة من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الخوف ما شاء الله ، ثم جعله أجزاء فخلق الملائكة من جزء ، والشمس من جزء والقمر من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شاء الله ، ثم جعله أجزاء ، فخلق العقل من جزء والعلم والحلم من جزء ، والعصمة والتوفيق من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله ، ثم نظر إليه بعين الهيبة فرشح ذلك النور وقطرت منه مائة ألف واربعة وعشرون ألف قطرة ، فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول ، ثم تنفست أرواح الانبياء فخلق الله من أنفاسها أرواح الاولياء والشهداء والصالحين .
تعليق السيد الطباطبائي:
أقول : والاخبار في هذه المعاني كثيرة ، متظافرة وأنت إذا أجلت نظرة التأمل والامعان فيها وجدتها شواهد على ما قدمناه ، وسيجئ شطر من الكلام في بعضها . وإياك أن ترمي أمثال هذه الاحاديث الشريفة المأثورة عن معادن العلم ومنابع الحكمة بأنها من اختلاقات المتصوفة وأوهامهم فللخلقة أسرار، وهو ذا العلماء من طبقات أقوام الانسان لا يألون جهدا في البحث عن أسرار الطبيعة ، منذ أخذ البشر في الانتشار ، وكلما لاح لهم معلوم واحد بان لهم مجاهيل كثيرة ، وهي عالم الطبيعة أضيق العوالم وأخسها فما ظنك بما ورائها ، وهي عوالم النور والسعة .
* إقرار الأنبياء بنبوته:
* وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين * فمن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون 81 و 82 .
* عن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال :
إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل أن خلق السماوات والارض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار وقبل أن خلق آدم ونوحا " وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان عليهم السلام وكل من قال الله عزوجل في قوله : ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب ) إلى قوله : ( وهديناهم إلى صراط مستقيم ) وقبل أن خلق الانبياء كلهم بأربع مائة ألف سنة وأربع وعشرين ألف سنة ، وخلق عزوجل معه اثني عشر حجابا " : حجاب القدرة ، وحجاب العظمة ، وحجاب المنة ، وحجاب الرحمة ، وحجاب السعادة ، وحجاب الكرامة ، وحجاب المنزلة ، و حجاب الهداية ، وحجاب النبوة ، وحجاب الرفعة ، وحجاب الهيبة ، وحجاب الشفاعة . ثم حبس نور محمد صلى الله عليه وآله في حجاب القدرة اثني عشر ألف سنة ، وهو يقول : ( سبحان ربي الاعلى ) وفي حجاب العظمة إحدى عشر ألف سنة ، وهو يقول : ( سبحان عالم السر ) وفي حجاب المنة عشرة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان من هو قائم لا يلهو ) وفي حجاب الرحمة تسعة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان الرفيع الاعلى ) وفي حجاب السعادة ثمانية آلاف سنة وهو يقول : ( سبحان من هو دائم لا يسهو ) وفي حجاب الكرامة سبعة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان من هو غني لا يفتقر ) وفي حجاب المنزله ستة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان العليم الكريم) وفي حجاب الهداية خمسة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان ذي العرش العظيم) وفي حجاب النبوة أربعة آلاف سنة وهو يقول : ( سبحان رب العزة عما يصفون ) وفي حجاب الرفعة ثلاثة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان ذي الملك والملكوت ) وفي حجاب الهيبة ألفي سنة ، وهو يقول : ( سبحان الله وبحمده ) وفي حجاب الشفاعة ألف سنة ، وهو يقول : ( سبحان ربي العظيم وبحمده ) ثم أظهر اسمه على اللوح فكان على اللوح منورا " أربعة آلاف سنة ، ثم أظهره على العرش فكان على ساق العرش مثبتا " سبعة آلاف سنة ، إلى أن وضعه الله عزوجل في صلب آدم عليه السلام ، ثم نقله من صلب آدم عليه السلام إلى صلب نوح عليه السلام ، ثم من صلب إلى صلب حتى أخرجه الله عز وجل من صلب عبد الله بن عبد المطلب ، فأكرمه بست كرامات : ألبسه قميص الرضا ، ورداه برداء الهيبة ، وتوجه بتاج الهداية ".." . ثم قال : يا محمد اذهب إلى الناس فقل لهم : قولوا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ".." فقبل الله عزوجل توبة آدم عليه السلام بذلك القميص ، ورد خاتم سليمان عليه السلام به ورد يوسف عليه السلام إلى يعقوب عليه السلام به ، ونجى يونس عليه السلام من بطن الحوت به ، وكذلك سائر الانبياء عليهم السلام أنجاهم من المحن به ، ولم يكن ذلك القميص إلا قميص محمد صلى الله عليه وآله .
* أرسله الله تعالى إلى الأنبياء:
· : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا مفضل أما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وهو روح إلى الانبياء عليهم السلام وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام ؟ قلت : بلى ، قال : أما علمت أنه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته و اتباع أمره ووعدهم الجنة على ذلك ، وأوعد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار ؟ فقلت : بلى .
* معرفة أمم الأنبياء به صلى الله عليه وآله:
* الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون 147 . آل عمران.
* من مؤيدات هذه المعرفة، بحثهم عنه صلى الله عليه وآله:
سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : لما ولد النبي عليه السلام ولد ليلا " فأتى رجل من أهل الكتاب إلى الملا من قريش وهم مجتمعون : هشام بن المغيرة ، والوليد بن المغيرة ، و عتبة ، وشيبة ، فقال : أولد فيكم الليلة مولود ؟ قالوا : لا وما ذاك ، قال : لقد ولد فيكم الليلة أو بفلسطين مولود اسمه أحمد ، به شامة ، يكون هلاك أهل الكتاب على يديه ، فسألوا فأخبروا فطلبوه ، فقالوا : لقد ولد فينا غلام ، فقال : قبل أن انبئكم أو بعد ؟ قالوا : قبل ، قال : فانطلقوا معي أنظر إليه ، فأتوا امه وهو معهم فأخبرتهم كيف سقط ، و ما رأت من النور ، قال اليهودي : فاخرجيه ، فنظر إليه ، ونظر إلى الشامة فخر مغشيا " عليه ، فأدخلته امه ، فلما أفاق قالوا له : ويلك مالك ؟ قال : ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة ، هذا والله مبيرهم ، ففرحت قريش بذلك ، فلما راى فرحهم قال : والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل الشرق وأهل الغرب .[3]
· الخمسة حول العرش:
· عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام : لما خلق الله عز ذكره آدم ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته وزوجه حواء أمته فرفع طرفه نحو العرش فإذا هو بخمسة سطور مكتوبات ، قال آدم : يا رب من هؤلاء ؟ قال الله عز وجل له : هؤلاء الذين إذا تشفع بهم إلي خلقي شفعتهم فقال آدم : يا رب بقدرهم عندك ما اسمهم ؟ قال : أما الاول فأنا المحمود وهو محمد ، والثاني فأنا العالي الاعلى وهذا علي ، والثالث فأنا الفاطر وهذه فاطمة ، والرابع فأنا المحسن وهذا حسن ، والخامس فأنا ذو الإحسان وهذا حسين ، كل يحمد الله عز وجل .
لغة العلماء: يقول الفيلسوف والعالم الكبير الشيخ محمد حسين الغروي( بتقديم وتأخير) :
هو النبي حين لا آدم بل * ولا وجود غيره عزوجل
في كفه تسبح الحصاة * فهى لكل ممكن حياة
وما الكليم ما العصا وما الحجر * فهو بسبابته شق القمر
له لواء الحمد والنصر معه * فاز بظله غدا من تبعه
ولاية الله له على الورى * من غير حد اولا وآخرا
وكيف ؟ وهو ظله الممدود * انى له الحدود والقيود ؟
كل نبى هو تحت رايته * كل ولى هو في ولايته
وكل شئ خاضع لامره * وكل وصف هو دون قدره
طأطأ كل الانبياء لطاها * ذلك عز عز ان يضاهى
تقبلت توبة آدم الصفى * بيمنه اكرم به من خلف
وسجدة الاملاك لا لغرته * بل نور ياسين بدا في غرته
به نجى نوح من الطوفان * بمرسلات اللطف والاحسان
نجى من الريح العقيم هود * لان لداود به الحديد
وفاز ابراهيم بالامامة * ومنه نال هذه الكرامة
به نجى من كل كيد وبلا * يوسف واستوى على العرش العلا
وكان لقمان رقيق نعمته * اعطى رمزا من دقيق حكمته
به نجاة يونس المسجون * من ظلمة البحر وبطن النون
حجر على كل نبى وولى * خلاصه الا به مما ابتلى
وما ابن مريم البتول الا * مبشرا من العلى الاعلى
وآل عمران على مائدته * بل يستفيد الكل من فائدته
والانس والجن رجالا ونسا * على بساطه صباحا ومسا
· من أفضل صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وآله:
ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن أبي المغيرة قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحدا ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ، اللهم صل على محمد وذريته )قضى الله له مائة حاجة سبعين في الدنيا وثلاثين في الاخرة ، قال : قلت له : ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمنين ؟ قال : صلاة الله رحمة من الله ، وصلاة ملائكته تزكية منهم له ، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له . ومن سر آل محمد صلى الله عليه وآله في الصلاة على النبي وآله ( اللهم صل على محمد وآل محمد في الاولين ، وصل على محمد وآل محمد في الاخرين ، وصل على محمد وآل محمد في الملاء الاعلى ، وصل على محمد وآل محمد في المرسلين ، اللهم أعط محمدا الوسيلة و الشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة ، اللهم إني آمنت بمحمد ولم أره ، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته ، وارزقني صحبته ، وتوفني على ملته ، واسقني من حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظمأ بعده أبدا إنك على كل شئ قدير ، اللهم كما آمنت بمحمد ولم أره فعرفني في الجنان وجهه ، اللهم بلغ روح محمد صلى الله عليه وآله عني تحية كثيرة وسلاما ) . فان من صلى على النبي صلى الله عليه وآله بهذه الصلوات هدمت ذنوبه ، ومحيت خطاياه ودام سروره ، واستجيب دعاؤه واعطي أمله ، وبسط له في رزقه ، واعين على عدوه وهي له سببب أنواع الخير ، ويجعل من رفقاء نبيه في الجنان الاعلى ، يقولهن ثلاث مرات غدوة وثلاث مرات عشية.[4]
نفس الصيغة بإضافة:
الأمان : عن الإمام الصادق عليه السلام قال : من أراد أن يسر محمدا وآله في الصلاة عليهم ، فليقل : اللهم يا أجود من أعطى ، ويا خير من سئل ، ويا أرحم من استرحم ، اللهم صل على محمد وآله في الأولين ، وصل على محمد وآله في الآخرين وصل على محمد وآله في الملأ الاعلى ، وصل على محمد وآله في المرسلين ، اللهم أعط محمداً وآله الوسيلة والفضيلة، والشرف والرفعة، والدرجة الكبيرة، أللهم إني آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله ولم أره، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته، وارزقني صحبته وتوفني على ملته، واسقني من حوضه مشرباً رَوِيّاً سائغاً هنيئاً لا أظمأ بعده أبداً إنك على كل شئ قدير، أللهم إني آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله ولم أره فعرِّفني في الجنان وجهه، اللهم بلغ محمدا صلى الله عليه وآله مني تحية كثيرة وسلاما . [5]
--------------------------------------------------------------------------------
[1] المجلسي، البحار15/348-249
[2] المصدر251
[3] المجلسي، البحار15/260
[4] المجلسي، البحار38/95
[5] المصدر19/85