حكم
قال لقمان الحكيم
يا بنيّ، النِّساءُ أربعة : ثنتان صالحتان، وثنتان ملعونتان.
فأمّا إحدى الصّالحتين: فهي الشّريفة في قومها الذّليلة في نفسها، التي إنْ أُعطيت شَكَرَتْ، وإنْ ابتُليت صَبَرَتْ، القليلُ في يدَيها كثير، الصّالحة في بيتها.
والثانية: الوَدودُ الوَلود ، تعود بخيرٍ على زوجها، هي كالأُمِّ الرّحيم تعطف على كبيرهم وترحم صغيرَهم وتحبُّ ولدَ زوجها وإنْ كانوا من غيرها، جامعة الشّمل، مرضيّة البَعل، مصلحة في النّفس، والأهل والمال والولد، فهي كالذَّهب الأحمر، طُوبى لِمَن رُزِقَها، إنْ شهدَ زوجُها أعانَتْه، وإنْ غابَ عنها حفظَتْه.
وأمّا إحدى الملعونتين: فهي العظيمة في نفسها، الذّليلة في قومها، التي إنْ أُعطِيت سخطتْ، وإنْ مُنِعت عَتبتْ وغَضبتْ، فزوجُها منها في بلاء، وجيرانُها منها في عناء، فهي كالأَسدِ إنْ جاورتَه أكلَك، وإنْ هربتَ منه قتلَك.
والملعونة الثانية: فهي عند زوجها وميلها في جيرانها (فهي قلى [البُغض] عن زوجها، وملَّها جيرانُها)، فهي سريعةُ السَّخْطَة، سريعةُ الدّمعة، إنْ شهدَ زوجُها لم تنفعْه، وإنْ غاب عنها فضحَتْه "..".
لغة
صَبَرَ
* الصَّبرُ لغةً: الإمساكُ في ضيق. يُقال: صبرتُ الدابة: حبستُها بلا علف، وصبَرتُ فلاناً: خلّفته خلفةً لا خروج له منها.
* والصّبرُ شرعاً: حبسُ النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، أو عمّا يقتضيان حبسها عنه، فالصَّبرُ لفظٌ عامّ، وربما خُولف بين أسمائه بحسب اختلاف مواقعه؛ فإنْ كان حبْسَ النفس لمصيبةٍ سُمِّي صبراً لا غير، ويضادّه الجَزَع، وإنْ كان في محاربة سُمّي شجاعة، ويضادّه الجُبن، وإنْ كان في نائبة مضجرة سُمّي رَحْب الصّدر، ويضادّه الضَّجَر، وإنْ كان في إمساك الكلام سُمّي كتماناً، ويضادّه المَذَل، وقد سمّى الله تعالى كلّ ذلك صبراً.
* قوله تعالى: ﴿..فما أصبرهم على النار﴾ البقرة:175، قِيل بمعنى: ما أجرَأَهم عليها، وذلك لغةٌ فيه. وقوله تعالى: ﴿..اصبروا وصابروا..﴾ آل عمران:200، أي: احبِسوا أنفسكم على العبادة، وقوله تعالى: ﴿واصبر لحكم ربك..﴾ الطور:48، أي: انتظر حُكمه لك على الكافرين.
(الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن الكريم - بتصرّف)