المُشايَعة والمتابَعة

المُشايَعة والمتابَعة

منذ أسبوع

المُشايَعة والمتابَعة


المُشايَعة والمتابَعة

إنَّ ولايةَ أهل بيت العصمة والطهارة ومودَّتهم، ومعرفةَ مرتبتِهم المقدَّسة، أمانةٌ من الحقِّ سبحانه. ورد في الأحاديث الشريفة في تفسير الأمانة -في الآية ﴿إنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرْضِ..﴾ الأحزاب:72- بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، ".." ورفض المتابعة للإمام عليّ عليه السلام مرتبة من مراتب الخيانة.
وفي الأحاديث الشريفة إنَّ الشيعي هو الذي يتّبع أمير المؤمنين عليه السلام اتّباعاً كاملاً، وإلَّا فإنَّ مجرّد دعوى التشيُّع من دون الإتّباع لا يكون تشيُّعاً.
إنَّ كثيراً من الأوهام، تُعتبر من قبيل الشّهوة الكاذبة، قد يشتهي الإنسان الطعام وهو شبعان.
فإذا لمسنا في قلوبنا مودَّة عليّ عليه السلام وأولاده الطاهرين اغتررنا بها، وحَسبنا أنَّ هذه المودّة لوحدها ستبقى وتستمرّ من دون حاجة إلى تبعيّة كاملة لهم.
ولكن ما هو ضمان بقاء هذه المودّة إنْ لم نحافظ عليها، بل إن تخلَّينا عن آثار الصداقة والمودّة التي هي المشايعة والتبعيّة؟ إذ من الممكن أن ينسى الإنسان عليّ بن أبي طالب عليه السلام من جرّاء الذهول والوحشة الحاصلتَين من الضغوط الواقعة على غير المُخلصين والمؤمنين.
في الحديث أنَّ طائفة من أهل المعصية يتعذَّبون في جهنّم وهم ناسون إسمَ رسول الله صلّى الله عليه وآله، وبعد انتهاء فترة العذاب وحصول الطّهارة والنظافة من قذارات المعاصي يتذكّرون اسم النبيّ المبارك، أو يُلقى الإسم في قلوبهم، فيصرخون ويستغيثون قائلين: وا محمَّداه صلّى الله عليه وآله، فتشملهم بعد ذلك الرّحمة.
إنّنا نظنّ أنَّ حادثة الموت وسكراته، تضاهي حوادث هذا العالم.
 عزيزي إنَّك عندما تعاني من مرضٍ بسيط، تنسى كلّ علومك وثـقافاتك، فكيف بك عندما تواجه الصعاب والضغوط والمصائب والأهوال التي ترافق الموت وسكراته؟
إذا تصادق الإنسان مع الحقِّ سبحانه، وعمل حسب متطلِّبات الصداقة، وتذكَّر الحبيب وتَبعَه، كانت تلك الصداقة مع الوليِّ المطلَق والحبيب المطلَق الذي هو الحقّ المتعال محبوبةً لديه سبحانه، وملحوظةً عنده تعالى. ولكنّه إذا ادَّعى المودة ولم يعمل حسب مقتضاها بل خالفه، فمِن الممكن أنَّ يتخلَّى الإنسان عن تلك الصداقة مع الوليِّ المطلَق قبل رحيله من هذه الدنيا نتيجة التغييرات والتبدُّلات والأحداث المتقلّبة في هذا العالم ".." وإذا فرضنا أنَّ هؤلاء رحلوا من هذا العالم على حبِّ محمّد وآله، فهم على حسب الروايات الشريفة والآيات المباركة من أهل النجاة يوم القيامة ومصيرهم السعادة، ولكنّهم يكونون في معاناة لدى البرزخ، وأهوال الموت وعند الحشر، ففي الحديث: «إِنَّنا شُفَعاؤُكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلكِنْ تَزَودُّوا لَبرْزَخِكُم».



اخبار مرتبطة

  قرن الإسلام، وعصرُ الشعوب

قرن الإسلام، وعصرُ الشعوب

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات