تصميم دروس عاشورائية - 5

تصميم دروس عاشورائية - 5

28/01/2006

توضح ما كان يقدمه الجن والريح والجبال من خدمات في طاعة المعصوم هذه الآيات الكريمة:

توضح ما كان يقدمه الجن والريح والجبال من خدمات في طاعة المعصوم هذه الآيات الكريمة:

· ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد [ سبإ 10 ] * أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير [ سبإ 11 ] * ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير [ سبإ 12 ] * يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور [ سبإ 13 ] * فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الارض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين [ سبإ 14 ]

· كل هذه المصادر المتعددة تشترك في بيان إمكانية وصول علم المعصوم وولايته إلى مرتبة لايمكن أن تدرك عقولنا كنهها.

· والسؤال: هذا بالنسبة إلى أي معصوم، فكيف هو الحال بالنسبة لسادة المعصومين، وأفضل الخلق أجمعين. رسول الله صلى الله عليه وآله، وأهل بيته الذين يرثون علمه، ويمدهم الله تعالى بما يتناسب مع مهمتهم التي هي استمرار المهمة المحمدية الأعظم.

* روايات:

عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف واحد عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .[1]

* عن ابى عبد الله (عليه السلام ) قال : الذى عنده علم الكتاب هو امير المؤمنين ( عليه السلام ) وسئل عن الذى عنده علم من الكتاب اعلم ام عنده علم الكتاب فقال : ما كان علم الذى عنده علم من الكتاب عنده الذى عند علم الكتاب الا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر وقال امير المؤمنين (عليه السلام ) : الا ان العلم الذى هبط به آدم من السماء الى الارض وجميع ما فضلت به النبيون الى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين [2]

** عن عبد الله بن بُكَيْر، قال : صحبت ابا عبد الله ( عليه السلام ) في طريق مكة من المدينة ، فنزلنا منزلا يقال له : عسفان ، ثم مررنا بجبل اسود عن يسار الطريق موحش ، فقلت له : يا ابن رسول الله ما اوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق مثل هذا ، فقال لي : يابن بكير أتدري اي جبل هذا ، قلت : لا ، قال : هذا جبل يقال له الكمد، وهو على واد من اودية جهنم، وفيه قتلة ابي الحسين ( عليه السلام ) ، استودعهم فيه ، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم ، وما يخرج من جب الجوى، وما يخرج من الفلق ، وما يخرج من اثام، وما يخرج من طينة الخبال ، وما يخرج من جهنم، وما يخرج من لظي ومن الحطمة، وما يخرج من سقر ، وما يخرج من الحميم، وما يخرج من الهاوية، وما يخرج من السعير ، وما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به الا رأيتهما يستغيثان الي ، واني لانظر الى قتلة ابي واقول لهما : هؤلا فعلوا ما أسستما، قال : قلت له : جعلت فداك ومن معهم ، قال : كل فرعون عتى على الله وحكى الله عنه فعاله وكل من علَّم العباد الكفر.

فقلت : من هم ، قال : نحو بولس الذي علم اليهود ان يد الله مغلولة، ونحو نسطور الذي علم النصاري ان المسيح ابن الله، وقال لهم : هم ثلاثة، ونحو فرعون موسى الذي قال : انا ربكم الأعلى، ونحو نمرود الذي قال : قهرت أهل الأرض وقتلت من في السماء، وقاتل أمير المؤمنين ( عليه السلام )، وقاتل فاطمة ومحسن، وقاتل الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، فأما معاوية وعمرو فما يطمعان في الخلاص، ومعهم كل من نصب لنا العداوة ، وأعان علينا بلسانه ويده وماله. قلت له : جعلت فداك فأنت تسمع ذا كله ولا تفزع، قال : ياابن بُكَير إن قلوبنا غير قلوب الناس، إنا مطيعون مصفون مصطفون، نرى ما لا يرى الناس ونسمع ما لا يسمعون، وإن الملائكة تنزل علينا في رحالنا وتتقلب في فرشنا، وتشهد طعامنا، وتحضر موتانا، وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون، وتصلي معنا وتدعو لنا، وتلقي علينا أجنحتها، وتتقلب على أجنحتها صبياننا (..) وما من ليلة تأتي علينا الا وأخبار كل أرض عندنا وما يحدث فيها، وأخبار الجن وأخبار اهل الهو(اء)[3] من الملائكة، وما من ملك يموت في الارض ويقوم غيره الا اتانا خبره، وكيف سيرته في الذين قبله ، وما من ارض من ستة ارضين الى السابعة الا ونحن نؤتي بخبرهم . فقلت : جعلت فداك فأين منتهى هذا الجبل ، قال : الى الارض السادسة ، وفيها جهنم ، على واد من اوديته ، عليه حفظة اكثر من نجوم السماء وقطر المطر وعدد ما في البحار وعدد الثرى ، قد وكل كل ملك منهم بشئ وهو مقيم عليه لا يفارقه . قلت : جعلت فداك اليكم جميعا يلقون الاخبار ، قال : لا ، انما يلقى ذلك الى صاحب الامر، وانا لنحمل ما لا يقدر العباد على الحكومة فيه فنحكم فيه، فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا، وامرت الذين يحفظون ناحيته ان يقسروه على قولنا، وان كان من الجن من اهل الخلاف والكفر اوثقته وعذبته حتى يصير الى ما حكمنا به. قلت : جعلت فداك فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب ، فقال : يابن بكير فكيف يكون حجة الله على ما بين قطريها وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم، وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه ، وكيف يكون مؤديا عن الله وشاهدا على الخلق وهو لا يراهم، وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم، وقد حيل بينهم وبينه ان يقوم بامر ربه فيهم، والله يقول : ( وما ارسلناك الا كافة للناس ، يعني به من على الارض والحجة من بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقوم مقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الامة والأخذ بحقوق الناس والقيام بامر الله والمنصف لبعضهم من بعض ، فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله، وهو يقول : ( سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم )، فاي آية في الافاق غيرنا أراها الله أهل الافاق ، وقال : ( ما نريهم من اية الا هي اكبر من اختها )، فاي آية اكبر منا. والله ان بني هاشم وقريشا لتعرف ما اعطانا الله ، ولكن الحسد اهلكهم كما اهلك ابليس ، وانهم ليأتوننا إذا اضطروا وخافوا على انفسهم، فيسألونا فنوضح لهم فيقولون : نشهد انكم اهل العلم ، ثم يخرجون فيقولون : ما رأينا اضل ممن اتبع هؤلاء ويقبل مقالتهم . قلت : جعلت فداك اخبرني عن الحسين ( عليه السلام ) لو نبش كانوا يجدون في قبره شيئا ، قال : يابن بكير ما أعظم مسائلك الحسين ( عليه السلام ) مع أبيه وامه واخيه الحسن في منزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يحبون كما يحبي ويرزقون كما يرزق ، فلو نبش في ايامه لوجد، واما اليوم فهو حي عند ربه ينظر الى معسكره ، وينظر الى العرش متى يؤمر ان يحمله ، وانه لعلى يمين

العرش متعلق ، يقول : يا رب انجز لي ما وعدتني . وانه لينظر الى زواره وهو اعرف بهم وبأسمأ آبائهم وبدرجاتهم وبمنزلتهم عند الله من احدكم بولده وما في رحله ، وانه ليرى من يبكيه فيستغفر له رحمة له ويسأل اباه الاستغفار له ، ويقول : لو تعلم ايها الباكي ما اعد لك لفرحت اكثر مما جزعت ، فيستغفر له كل من سمع بكائه من الملائكة في السمأ وفي الحائر ، وينقلب وما عليه من ذنب[4]


الربط بالمصيبة:

عن الإمام الصادق عليه السلام: لما ".." هبط جبرئيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بقتل الحسين ( عليه السلام ) اخذ بيد علي عليه السلام، فخلا به مليا من النهار، فغلبتهما العبرة فلم يتفرقا حتى هبط عليهما جبرئيل "." رسولاً من" رب العالمين فقال لهما : ربكما يقرؤكما السلام ويقول : قد عزمت عليكما لَمَّا صبرتما، قال : فصبَرا[5]


*ولقد يعز على رسول الله أن تسبى نساه إلى يزيد الطاغية الخ


***


(4)

المجلس الرابع:

الأمة والإمام:



المستوى الأول:

*يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا [ الإسراء 71 ] * ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا [ الإسراء 72 ] *


خلاصة مافي التفاسير حول الآيتين: أن الله تعالى يدعو يوم القيامة كل من اتبعوا إمام هدى، أو إمام ضلال بإمامهم الذي اتبعوه، فمن كان قد اقتدى بإمام حق واتبعه، فهو في يوم القيامة مبصر لأنه كان في الدنيا مبصراً، ولذلك سلك طريق الحق وهو من أهل اليمين، ولايظلمون فتيلاً: الفتيل بمعنى الجلدة، أو القشرة الصغيرة التي تكون بين قسمي النواة.

ومن اقتدى بإمام باطل واتبعه، فهو في يوم القيامة أعمى وأضل سبيلاً كما كان في الدنيا أعمى.

لابد للناس من أمير:

ولهذه الحقيقة مظهران: الحاكم الذي إما أن يكون عادلاً أو ظالماً

قال أمير المؤمنين عليه السلام: "وإنه لابد للناس من أمير، بَرٍّ أو فاجر"

والقدوة والإمام الذي يتعلق به القلب ويكون السلوك مطايقاً لسلوكه، فلايمكن لأحد أن يكون بلا أمير، فإن القناعات التي يحملها الشخص تلحقه بهذا الفريق من الناس أو ذاك، والسلوك الذي يختاره بحسب هذه القناعات يعزز التحاقه وانتماءه، لتكون النتيجة أنه يتبع إمام باطل أو إمام حق، وإن لم يعترف بانتمائه، بل حتى إذا أصر على رفضه والتبرؤ منه.

وفي كتاب الله تعالى حديث عن نوعين من الأئمة:

أئمة يهدون بأمر الله: * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين [ الأنبياء 73 ] *

وأئمة يهدون إلى النار: وجعلناهم أئمة يهدون إلى النار ويوم القيامة لايُنصرون. القصص 41

· من إمامك؟

· عندما نسمع أن من الأسئلة التي توجه إلى الميت: من إمامك، قد نتصور أنه سؤال سهل، فيمكن للشخص أن يجيب بما ينجيه، ولكن الحقيقة أن الجواب هناك لايمكن أن يكون حسب مايحلو للشخص، بل إن كل إنسان يجيب بما كان عليه حاله في الدنيا، ولامجال هناك للكذب، فهو يخبر عن إمامه الذي كان يأتم به حقيقة لاادعاء.

· أهمية اختيار الإمام:

بما أن كلاً منا سيكون له إمام شاء أم أبى، فلنحسن اختيار إمامنا

ما أجمل أن يحدد الإنسان انتماءه بعقل وكامل وعي، ويبذل في ذلك قصارى جهده، ليكون قد حدد بذلك مستقبله والمصير.

وغداً عندما يدعى كل أناس بإمامهم، ويلتحق من ائتم بيزيد به إلى النار، ويلتحق كل من ائتم بالإمام الحسين به عليه السلام، فيصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، عندها تتجلى الفرحة العظمى، ويتحقق الفوز المبين، فإذا بالمؤمن الحسيني يترنم في محشر كل الخلائق:

هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه.

عندها ينقلب إلى أهله مسرورا، تتلقاه الملائكة في مواكب المؤمنين: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.

أدخلوها بسلام آمنين.

كل ذلك أيها العزيز تجلي حسن اختيار الإمام في الدنيا.

ويبدأ حسن الإختيار هذا باختيار الصديق، واختيار الوجيه: وجيه القوم الذين أنت منهم، ووجيه العشيرة، واختيار الزعيم المحلي والإقليمي، واختيار المرجع الذي تعتبره مرجعاً لك في أهم شؤونك، لتختار من كل ذلك مايرتبط بإمام زمانك، ولاتختار لاسمح الله من يفصلك عن إمام زمانك عجل الله تعالى فرجه الشريف.

· عظيم لطف الله تعالى: حقاً ماأعظم نعمة الله تعالى على هذه الأمة حي جعل نبيها أعظم الأنبياء وسيد الخلق أجمعين، وأئمتها سادة الأئمة والأوصياء، فأكمل الله تعالى بهم الدين وأتم النعمة. اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا

· القانون الذي يحكم علاقة الإمام بالناس وعلاقتهم بالإمام:

· وكما أنه لابد من إمام ومأموم، فلابد كذلك من وجود قانون يحكم علاقة كل منهما بالآخر، حتى لايتحول الحاكم إلى فرعون، أو تنتشر الفوضى ةيحول تمرد الناس دون إقامة النظام واستتباب الأمن.

حق الإمام وحق الناس: يجمعهما ماورد عن أمير المؤمنين عليه السلام:

أيها الناس إن لي عليكم حقا ولكم علي حق . فأما حقكم علي فالنصيحة لكم . وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم كي لا تجهلوا وتأديبكم كيما تعلموا . وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة والنصيحة في المشهد والمغيب. والإجابة حين أدعوكم . والطاعة حين آمركم[6]

· شرح موجز.

· كلكم راع وكلكم مسؤول: والقاعدة العامة التي تنطلق منها حقوق الحاكم والمحكومين، هي حرية الناس، وأن لكلٍ منهم حق إبداء الرأي والمساءلة:

· فكل فرد في المجتمع راع ومسؤول ولايحق لأحد أن يصادر رأيه مادام ضمن التعبير عن الرأي، ولم يصل إلى الإخلال بالقانون العادل.

· إذا غلب الخوف على الناس فمالوا إلى الدعة وحب السلامة وترك الجاكم يظلم ويبطش ويستبد، فالمسؤولية عامة على كل فرد، حتى من كانلايرضى بماعليه الناس، لكنه لايفعل شيئاً

· فكذبوه فعقروها. عقر الناقة شخص واحد ولكن العذاب شمل الجميع.

· المنطق الكوفي: مالنا وللدخول بين السلاطين:

· نماذج كوفية: شَبَثُ بن رِبعي، الحداد. النجار. الجصاص. يراجع دار السلام للمحدث النوري.

· نموذج كربلائي: عامر بن أبي سلامة الدالاني: هجم على 500 شخص على الجسر في الكوفة، ففرقهم والتحق بسيد الشهداء في كربلاء.

الربط بالمصيبة:
حاجة الأمة إلى النماذج الكربلائية
مجاهدو المقاومة الإسلامية وشهداؤها المصاديق الأوضح.
علامتان: صدق توحيد الله تعالى، والوفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله، يثمر في القلب المودة في القربى، وحمل هموم المسلمين.
كان كل شهيد كربلائي يسلم على الإمام الحسين عليه السلام : السلام عليك ياابن بنت رسول الله.
وقف الشهيد سعيد بن عبد الله الحنفي بين يدي الإمام وهو يصلي والسعيد الحنفي يرد السهام عنه بيديه ويمنع وصولها إلى إمام زمانه بجسده الخ
كَضَوا حك العليهم دون الخيام ولا خلّوْا خوات حسين تنضام


--------------------------------------------------------------------------------
[1] المولي محمد صالح المازندراني، شرح أصول الكافي - ج 5 ص 317
[2] ينابيع المعاجز- السيد هاشم البحراني ص 14
[3] التصحيح بحسب مافي هامش البحار25/373.
[4] إبن قولويه، كامل الزيارات 539- 544
[5] كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه ص 121
[6] نهج البلاغة( عبده) 1/84

اخبار مرتبطة

نفحات