مصطلحات

مصطلحات

20/05/2012

الفَـي‌ء والصّفيّ
إعداد: «شعائر


 

الفَـي‌ء والصّفيّ
_____إعداد: «شعائر»_____


ما يلي، وقفة مع مصطلَحي الفَيء والصّفيّ في اللّغة وفي اصطلاح المسلمين، مقتطفة من كتاب (مصطلحات إسلاميّة) للعلّامة السيّد مرتضى العسكري رحمه الله.  


الفَي‌ء في اللّغة: الرُّجوع، ومنه ما يُقال الفَي‌ء، لرجوع الظِّلّ بعد زوال الشّمس.
وفي الشّرع كما في لسان العرب: «ما حصل من أموال الكفّار من غير حرب»، و«ما ردّ الله تعالى على أهل دِينه مِن أموال مَن خالف أهل دِينه بلا قتال، إمّا بأن يجلوا عن أوطانهم ويُخلوها للمسلمين، أو يُصالحوا على جِزْيَة يَفتدون بها مِن سَفْك دمائهم، فهذا المال هو الفَي‌ء في كتاب الله».
وقوله تعالى: ﴿ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فللّه وللرّسول ولذي القُربى واليتامى والمساكين وابن السبيل..﴾ الحشر:7. هذه الآية وسورة الحشر كلّها، نزلت في قصّة بني النّضِير. وذلك أنّ يهود بني النّضِير، نَقضت عهدها مع رسول الله، وأرادت أن تغدر به وتقتله بإلقاء صخرةٍ عليه حين ذهب مع عشرة من أصحابه إليهم، فأخبره الوحي بما بَيَّتوا من نيّة الغدر فخرج مسرعاً كأنّه يريد حاجة، ومضى إلى المدينة فلمّا أبطأ لَحِقَ به أصحابه، فبعث النّبيّ إلى اليهود يُخبرُهم بغدرهم ويأمرُهم بالجلاء، فأبوا وتَحصّنوا خمسة عشر يوماً، ثمّ نزلوا على أنّ لهم ما حملت الإبل غير الحلقة أي السّلاح، فخرجوا على ستّمائة بعير وذهبوا إلى خيبر وغيرها، فجعل الله ما خلّفوه من سلاح كثير وأراضٍ ونخيل لرسول الله، فقال بعضهم: ألا تُخمّس ما أصبت؟ (أي تأخذ خمسه وتقسِّم الباقي على المسلمين)، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لا أجعلُ شيئاً جعلَه الله لي دون المسلمين، بقوله: ﴿ما أفاء الله على رسوله..﴾ الحشر:7 كهيئة ما وقع فيه السَّهمان للمسلمين.

الصّـفيّ

الصَّفيّ ويُجمع على الصّفايا. وهو في الشّرع الإسلامي، لما كان لرسول الله خالصاً دون المسلمين من مال منقول وغير منقول من أراضٍ وعقار، غير سهمه في الخُمس.
يستفاد ما ذكرناه ممّا ننقله في ما يأتي:
روى أبو داود في (سُننه) عن بعض الصحابة، أنّه قال:
أ- كانت لرسول الله ثلاث صفايا: بنو النّضير وخيبر وفدك... الحديث.
ب- وفي حديث آخر له: إنّ الله خصّ رسول الله صلّى الله عليه وآله بخاصّة لم يخصّ بها أحداً من النّاس، فقال ﴿..فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا رِكاب ولكنّ الله يُسَلِّطُ رسله على من يشاء والله على كلّ شي‌ء قدير﴾ الحشر:6 وكان الله أفاء على رسوله بني النّضير... الحديث.
ج ـ وقال في حديث آخر بعد أن ذكر الآية الآنفة: «هذه لرسول الله خاصّة قرى عربيّة فدك وكذا وكذا».
".."
ويثبت ممّا ذكرنا أنّ ابن الأثير لم يُصِب في قوله بمادّة (صفا) من (نهاية اللّغة) حين قال: الصّفيّ ما كان يأخذه رئيس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القِسمة، ويقال له الصّفيّة والجمع الصفايا.
".." ولست أدري كيف يصحّ ذلك وقد رأينا في روايات أبي داود الآنفة تسميةَ فدك وخيبر وقرى عربيّة أُخرى بصفايا رسول الله.
يُشار إلى أنّ ابن الأثير ومَن تَبعه في رأيه بنى على ما كان قاله الأزهري المتوفّى سنة 370 للهجرة، ولعلّ هذا الأخير أخذه من المتعارف في عصره وليس من قبله، وخاصّة من القرامطة الذين عاشرهم دهراً وهو في أسرهم، واستفاد من محاوراتهم كثيراً.
وخلاصة القول: إنّ الصّفايا ومفردها الصّفيّ كانت تُطلق حتى عصر أبي داود على كلّ ما كان خالصاً لرسول الله من أموال وضياع وعقار.


اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات