الموقع ما يزال قيد التجربة
المراقبات و«علم النّفْس»
من أخطر المفارقات، بل السَّقطات المدوِّية، فِرْيَةُ أنّ الإسلام لا يقدّم العلاجَ للمشاكل النفسيّة، ولذا ينبغي ملأُ هذا الفراغ في عمليّة التّثقيف الإسلامي، أو في مجال علاج الحالات النّفسيّة، باللّجوء إلى نظريّات علم النّفس والأطباء النفسانيّين. ولا يشمَل ما تقدّم العلاجَ العضوي المنفصِل عن تخمينٍ أو تنجيمٍ نفسيٍّ مادّي.وتبادِر إلى السؤال: وما علاقةُ ذلك بباب «مراقبات»؟ والجواب: المراقبة إحدى الدّعائم الثلاث: المحاسَبة. المشَارطَة. المراقبة. وجمعُها «مراقبات». وهي عبارة عن البرامج العباديّة المتكثّرة، والمتنوّعة جدّاً، لبناء النّفْس، وتهذيب النّفس، وجهاد النّفس. وهل التديُّن إلّا تزكية النّفس؟ ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ الشمس:9. وهل اللاتديُّن إلّا إفسادُ النّفس وتدسيتُها، ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ الشمس:10؟ كيف يتصوّر إذاً وجودُ فراغٍ في علاجِ المشاكلِ النفسيّة، وكيف يُلجَأ إلى ثقافة «التّدسية» لعلاجِ نفسٍ تواقّةٍ إلى التّزكية؟ هل يعرف النّفسَ المنكرُ لخالقِها نظريّاً وعمليّاً أو عمليّاً فقط؟ أقِفْ بالخصوص عند محورَين: الأول: يربطُ اللهُ تعالى بين استقرار «الهلَع» وبين عدمِ الصّلاة، حيث إنّه سبحانه يستثني المُصلّين من «الهلَع»: ﴿إن الإنسان خُلق هلوعاً. إذا مسّه الشرّ جزوعاً. وإذا مسه الخير منوعاً. إلا المصلّين. الذين هم على صلاتهم دائمون﴾ المعارج:19-23. فكيف يمكن علاج المشاكل النّفسيّة من «التوتّر» و«القلق» ومرض العصر «الكآبة» بمعزل عن «الصّلاة» عمودِ الدّين. يقول الإمام الخميني ما حاصلُه: يعرفُ الطبيبُ العلاقةَ بين وجعِ الرّأس وحبّة الدّواء التي يتناولها المريض فتستقرّ في معدتِه. لكنّ الذي يعرف العلاقة بين السّعادة والصّلاة، هو المعصوم الذي أظهرَه اللهُ تعالى على غيبِه. الثاني: يربطُ الله تعالى في القرآن الكريم بين طُمأنينة القلب - النّفس، وبين ذِكر الله تعالى: ﴿..ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب﴾ الرعد:28، فكيف نبحث عن النّفس المطمئنّة التي هي ثمرَة سلامة الدِّين وحُسْن اليَقين، بمعزلٍ عن مدرسة الذِّكر و«المراقبات»؟ الدّين مدرسةُ معرفةِ النّفس. «مَن عرَفَ نفسَه فقَد عرفَ ربَّه»، وهو يعتبرُها أكبر من العالم الأكبر، وتركِّز كلّ تعاليمِه على تصحيح «العَزم» والنيّة، و«حضور القلب»، واجتناب الشكّ والوَساوس والظنّ، واعتماد اليقين، فكيف يمكن أن يتَّهم بحاجتِه إلى علم النّفس؟! هل «المراقبات» والأعمال العباديّة إلّا صياغة النّفس على عين الرّحمن ﴿..ولتُصنع على عيني﴾ طه:39. |
أبرز الفوائد العمليّة في التّواصل مع نصوص كبار العلماء حول الأعمال العباديّة، هو تثبيت موقع هذه الأعمال في متن فقه القلب والحياة، والعمر والإهتمام، ليطهُرَ القلبُ من نكراء تهميش هذه الأعمال، والبناء على أنّها في موقع مقابلٍ للوعي، والسّياسة، وحمل الهمّ، وربّما «التّحضّر»! كيف تحدَّث الشّيخ الطُّوسي عليه الرحمة عن أعمال شهر شعبان؟ هذا ما تحاول «شعائر» هنا تظهيره من خلال المصدر الأول والأبرز للأعمال العباديّة (مصباح المتهجّد). |
الصّوم
|
ما يُؤتى به في كلِّ يومٍ من شعبان
|
صلاة يوم الخميس من شعبان
|
ولادة سيّد الشّهداء عليه السلام
|
ليلة النّصف من شعبان
|
ثانياً: أعمال ليلة النّصف
|
ج) دعاء آخر وهو دعاء الخضر عليه السلام: رُوي أنَّ كميل بن زياد النّخعي رأى أمير المؤمنين عليه السلام ساجداً يدعو بهذا الدّعاء في ليلة النّصف من شعبان: أللّهمَّ إنّي أسألك برحمتك التي وسِعت كلَّ شيء، وبقوّتك التي قهرتَ بها كلَّ شيء وخضعَ لها كلُّ شيء، وذلَّ لها كلُّ شيء، وبجبروتِك التي غلبتَ بها كلَّ شيء، وبعزَّتك التي لا يقومُ لها شيء..
قال السيّد ابن طاوس في (الإقبال): ووجدتُ في رواية أخرى ما هذا لفظها: قال كميل بن زياد: كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه، فقال بعضهم: ما معنى قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿فيها يفرق كلّ أمر حكيم﴾ الدّخان:4؟ قال عليه السلام: ليلة النّصف من شعبان، والذي نَفْسُ عليٍّ بيدِه، إنّه ما من عبدٍ إلّا وجميع ما يجري عليه من خير وشرّ مقسوم له في ليلة النّصف من شعبان إلى آخر السّنة في مثل تلك اللّيلة المقبلة، وما من عبدٍ يُحييها ويدعو بدعاء الخضر عليه السلام إلّا أُجيبَ له.
فلمّا انصرفَ طرقتُه ليلاً، فقال عليه السلام: ما جاءَ بك يا كُمَيل؟ قلت: يا أمير المؤمنين، دعاءُ الخضر، فقال: اجلس يا كُميل، إذا حفظتَ هذا الدّعاء فادعُ به كلّ ليلةِ جمعة أو في الشّهر مرّة أو في السّنة مرّة أو في عمرك مرّة تُكفى وتُنصر وتُرزق ولن تُعدَم المغفرة، يا كُميل أَوجبَ لك طولُ الصّحبة لنا أن نجود لك بما سألت، ثمّ قال :أُكتُب: أللّهمَّ إنّي أسألُك برحمتك التي وسعت كلّ شيء.. الدّعاء.
د) قال أبو عبد الله الصّادق عليه السلام: «لمّا كان ليلة النّصف من شعبان، كان رسول الله صلّى الله عليه وآله عند عايشة، فلمّا انتصف اللّيل قام رسول الله صلّى الله عليه وآله عن فراشها، فلمّا انتبهت وجدت رسول الله قد قام عن فراشها فدخلها ما يتداخل النّساء وظنّت أنّه قد قام إلى بعض نسائه، فقامت وتلفّفت بشملتِها ".." فقامت تطلب رسول الله صلّى الله عليه وآله في حُجَر نسائه حجرةً حجرة، فبينا هي كذلك إذ نظرت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ساجداً ".." فدَنَت منه قريباً فسمعته في سجوده، وهو يقول:
سَجدَ لَكَ سَوادِي وَخَيالِي وَآمَنَ بِكَ فُؤادِي، هذِهِ يَدايَ وَما جَنَيْتُهُ عَلى نَفْسِي، يا عَظِيمُ تُرْجى لِكُلِّ عَظيمٍ إغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ إِلَّا الرَّبُّ العَظِيمُ.
ثمّ رفع رأسه ثمّ عاد ساجداً، يقول:
أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضاءتْ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرْضُونَ وانْكَشَفَتْ لَهُ الظُّلُماتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الأوّلِينَ وَالآخِرِينَ مِنْ فُجأَةِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، أللّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْباً تَقِيّاً نَقِيّاً وَمِنَ الشِّرْكِ بَرِيئاً لا كافِراً وَلا شَقِيّاً.
ثمّ عفّر خدَّيه في التّراب وقال:
عَفَّرْتُ وَجْهِي فِي التُّرابِ وَحُقَّ لِي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ...».
[أنظر: سنن النسائي؛ والدارقطني؛ وكنز العمال للمتقي الهندي، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر، وفي الأخيرين أن دعاء رسول الله كان في ليلة النصف من شعبان]
هـ) الدّعاء الآتي ذكرُه تحت عنوان: «7) صلوات وأدعية في عقيبها»، وأوّله: «إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هذا اللَّيْلِ المُتَعَرِّضُونَ وَقَصَدَكَ فيه القاصِدُونَ..».
6) الصلوات:
أ) عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن تطهّر ليلة النّصف من شعبان فأحسن الطُّهر ولَبِس ثوبين نظيفين، ثمّ خرج إلى مصلّاه فصلّى العشاء الآخرة، ثمّ صلّى بعدها ركعتين يقرأ في أوّل ركعة الحمد وثلاث آيات من أوّل البقرة، وآيةَ الكُرسي، وثلاث آيات من آخرها [سورة البقرة]، ثمّ يقرأ في الركعة الثانية الحمد و(قل أعوذ بربِّ الناس) سبع مرّات، و(قل أعوذ بربِّ الفلق) سبع مرّات، و(قل هو الله أحد) سبع مرّات، ثمّ يسلّم ويصلّي بعدها أربع ركعات، يقرأ في أوّل ركعة يس، وفي الثانية حم الدّخان، وفي الثالثة ألم السّجدة، وفي الرابعة (تبارك الذي بيده المُلك)، ثمّ يصلّي بعدها مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (قل هو الله أحد) عشر مرّات والحمد مرّة واحدة، قضى الله تعالى له ثلاث حوائج، إمّا في عاجل الدّنيا أو في آجل الآخرة، ثمّ إنْ سأل أن يراني مِن (في) ليلتِه رآني».
ب) عن الإمام الباقر عليه السلام، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن صلَّى ليلة النّصف من شعبان مائة ركعة وقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة، و (قل هو الله أحد) عشر مرّات، لم يمت حتّى يرى منزلَه من الجنّة أو يُرى له».
ج) وعن الإمام الرضا عليه السلام: «..إنْ أحببتَ أن تتطوَّع فيها بشيء فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام..».
7) صلوات وأدعية في عقيبها:
أ) صلاة النّصف من شعبان المرويّة عن الصادقَين عليهما السلام: «إذا كان ليلة النّصف من شعبان، فصلِّ أربع ركعات تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة، وقل هو الله أحد مائة مرّة، فإذا فرغت فقُل:
أللّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ وَمِنْ عَذابِكَ خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، أللّهُمَّ لا تُبَدِّلْ إسْمِي وَلا تُغَيِّرْ جِسْمِي وَلا تُجْهِدْ بَلائِي وَلا تُشْمِتْ بِي أَعْدائِي، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقابِكَ وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِكَ وَأَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، جَلَّ ثَناؤُكَ، أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ وَفَوْقَ ما يَقُولُ القائِلُونَ، ثمَّ ادعُ بما أَحببتَ».
[أيضاً روى الشيخ الطّوسي عن الإمام الكاظم عليه السلام صلاةً أخرى نظير هذه الصّلاة المتقدّمة، مع فارق أنّ سورة التّوحيد تُقرأ مائتين وخمسين مرّة في كلّ ركعة، والدّعاء الذي يلي التسليم من الرّكعة الرّابعة يختلف قليلاً في ألفاظه مع الدّعاء السابق، وهو:
أللّهمَّ إنّي إليكَ فقير ومِن عذابك خائف وبك مستجير، ربِّ لا تبدِّل اسمي، ولا تغيِّر جسمي ربِّ لا تُجهد بلائي، أللّهمَّ إنّي أعوذُ بعفوِكَ من عقوبتك، وأعوذ برِضاكَ من سَخطِكَ، وأعوذُ برحمتِكَ من عذابِكَ، وأعوذُ بكَ منك لا إله إلَّا أنت جلَّ ثناؤك، ولا أُحصي مدحتَك ولا الثّناء عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِكَ وفوق ما يقول القائلون، ربِّ أنت صلِّ على محمَّدٍ وآلِ محمَّد وافعل بي كذا وكذا. وتسأل حاجتك إن شاء الله].
ب) عن الإمام الصادق عليه السلام: «إذا أنتَ صلَّيت العشاء الآخرة فصلِّ ركعتين تقرأ في الأولى الحمد وسورة الجُحد وهي: قل يا أيها الكافرون، واقرأ في الركعة الثانية الحمد وسورة التوحيد وهي: قل هو الله أحد، فإذا أنت سلّمت قلت: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين مرّة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرّة، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرّة، ثمَّ قل:
يا مَنْ إِلَيْهِ مَلْجأُ العِبادِ فِي المُهِمَّاِت وَإِليْهِ يَفْزَعُ الخَلْقُ فِي المُلِمَّاتِ، يا عالِمَ الجَهْرِ وَالخَفِيَّاتِ، يا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خَواطِرُ الأوْهامِ وَتَصرُّفُ الخَطَراتِ، يا رَبَّ الخَلائِقِ وَالبَرِيَّات، يا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الأَرضِينَ وَالسَّماواتِ، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، أَمُتُّ إِلَيْكَ بِلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، فَيا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ اجْعَلْنِي فِي هذِهِ الليْلَةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ، وَسَمِعْتَ دُعاءَهُ فَأَجَبْتَهُ، وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَأَقَلْتَهُ، وَتَجاوَزْتَ عَنْ سالِفِ خَطِيئَتِهِ وَعَظِيمِ جَرِيرَتِهِ، فَقَدْ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِي وَلَجَأْتُ إِلَيْكَ فِي سَتْرِ عُيُوبِي، أللّهُمَّ فَجُدْ عَلَيَّ بِكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ وَاحْطُطْ خَطايايَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ، وَتَغَمَّدْنِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسابِغِ كَرامَتِكَ، وَاجْعَلْنِي فِيها مِنْ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطاعَتِكَ وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِكَ وَجَعَلْتَهُمْ خالِصَتَكَ وَصَفْوَتَكَ، أللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ سَعِدَ جَدُّهُ وَتَوَفَّرَ مِنَ الخَيْراتِ حَظُّهُ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ وَفازَ فَغَنِمَ، وَاكْفِنِي شَرَّ ما أَسْلَفْتُ وَاعْصِمْنِي مِنَ الإزْدِيادِ فِي مَعْصِيَتِكَ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ طاعَتَكَ وَما يُقَرِّبُنِي مِنْكَ وَيُزْلِفُنِي عِنْدَكَ.
سَيِّدِي، إِلَيْكَ يَلْجَأُ الهارِبُ وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطَّالِبُ وَعَلى كَرَمِكَ يُعِّولُ المُسْتَقِيلُ التائبُ، أَدَّبْتَ عِبادَكَ بِالتَّكَرُّمِ وَأَنْتَ أَكْرَمُ الأكْرَمِينَ، وَأَمَرْتَ بِالعَفْوِ عِبادَكَ وَأَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، أللّهُمَّ فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ وَلا تُؤْيِسْنِي مِنْ سابِغِ نِعَمِكَ وَلا تُخَيِّبْنِي مِنْ جَزِيلِ قِسَمِكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ لأهْلِ طاعَتِكَ، وَاجْعَلْنِي فِي جُنَّةٍ مِنْ شِرارِ بَرِيَّتِكَ.
رَبِّ، إِنْ لْم أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلُ الكَرَمِ وَالعَفْوِ وَالمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ لا بِما أَسْتَحِقُّهُ، فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِكَ وَتَحَقَّقَ رَجائِي لَكَ وَعَلِقَتْ نَفْسِي بِكَرَمِكَ فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمُ الأكْرَمِينَ، أللّهُمَّ وَاخْصُصْنِي مِنْ كَرَمِكَ بِجَزِيلِ قِسَمِكَ، وَأَعوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الَّذِي يَحْبِسُ عَلَيَّ الخُلُقَ (عَنّي الخَلْقَ) وَيُضيِّقُ عَلَيَّ الرِّزْقَ، حَتّى أَقُومَ بصالِحِ رِضاكَ وَأنْعَمَ بِجَزِيلِ عَطائِكَ وَأَسْعَدَ بِسابِغِ نَعْمائِكَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ وَاسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وبِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ، فَجُدْ بِما سَأَلْتُكَ وَأَنِلْ ما التَمَسْتُ مِنْكَ، أَسْأَلُكَ بِكَ لا بِشَيْءٍ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ.
ثمّ تسجد وتقول: عشرين مرة (يا رَبّ)، (يا اللهُ) سبع مرّات، (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله) سبع مرّات، (ما شاءَ الله) عشر مرّات، (لا قُوَّةَ إِلَّا بِالله) عشر مرّات، ثمّ تصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآله وتسأل حاجتك، فوالله لو سألت بها بعدد القطْر لبلّغك الله عزَّ وجلَّ إيّاها بكرمِه وفضله».
وتقول: إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هذا اللَّيْلِ المُتَعَرِّضُونَ وَقَصَدَكَ فيه القاصِدُونَ وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ، وَلَكَ فِي هذا اللَّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ عِبادِكَ وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ العِنايَةُ مِنْكَ، وَها أَنا ذا عُبَيْدُكَ (عبدُكَ) الفَقِيرُ إِلَيْكَ، المُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَإِنْ كُنْتَ يا مَوْلاي تَفَضَّلْتَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الخَيِّرِينَ الفاضِلِينَ (الّذينَ أَذهَبَ اللهُ عنهُم الرِّجس وطهَّرَهم تطهيراً)، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ العالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، إِنَّ اللهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. أللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ.
8) نافلة اللّيل في ليلة النّصف:
فإذا صلَّيتَ صلاة اللّيل [أي: فإذا أردت أن تصلّي صلاة اللّيل]، فصلِّ ركعتين [الأُوليَين من صلاة اللّيل]، وادعُ بهذا الدُّعاء، فقُل:
أللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ شجرةِ النّبوّة ومَوْضع الرّسالة ومختلَف الملائكة ومعدنِ العِلم وأهلِ بيتِ الوَحي، وأعطِني في هذه اللّيلة أُمنيتَي وتقبّل وسيلتي فإنّي بمحمَّدٍ وعليٍّ وأوصيائهما إليك أتوسَّل وعليك أتوكّل ولك أسأل يا مجيبَ المضطرِّين، يا ملجأَ الهاربينَ ومُنتهى رغبةِ الرّاغبين ونيْل الطّالبين، أللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآل محمَّدٍ صلاةً كثيرةً طيِّبةً تكون لك رضىً ولحقِّهم قضاءً، أللَّهمَّ اعمُر قلبي بطاعتك ولا تُخزني بمعصيتِك وارزُقني مواساة مَن قتَّرت عليه من رزقِك بما وسَّعْتَ عليّ من فضلك فإنّك واسعُ الفضلِ وازعُ (وادع) العدلِ لكلِّ خيرٍ أهل.
ثمّ صلّ ركعتين، وقل: أللَّهمَّ، أنت المَدْعُوُّ وأنت المَرْجُوُّ رازِقُ الخيرِ وكاشِفُ السُّوءِ الغفَّارُ ذو العفوِ الرَّفيعِ والدُّعاءِ السَّميعِ، أسألُكَ في هذه اللّيلة الإجابةَ وحُسنَ الإنابَةِ والتّوبةَ والأَوبةَ وخيرَ ما قَسمْتَ فيها وفَرَقْتَ من كلِّ أمرٍ حكيمٍ، فإنّك (فأنتَ) بِحالي زعيمٌ عليمٌ وبي رَحيمٌ، أُمنُنْ عليَّ بِما مَنَنْتَ به على المُستضعَفينَ من عبادِك، واجْعلني مِن الوارثينَ وفي جوارِكَ من اللَّابثينَ في دارِ القرارِ ومحلِّ الأخيار.
ثمّ صلّ ركعتين وقُل: سبحانَ الواحِدِ الذي لا إلهَ غيرُهُ، القديمِ الذي لا بَدْءَ له، الدّائمِ الذي لا نفادَ لهُ، الدَّائبِ الذي لا فراغَ لهُ، الحيِّ الذي لا يموتُ، خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى، عالِمِ كلِّ شيءٍ بغير تعليمٍ، السّابِقِ في علمِهِ ما لا يَهْجُسُ للمرءِ في وَهْمِه، سبحانَهُ وتعالى عمَّا يُشرِكون، أللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ سؤالَ معتَرفٍ ببلائِكَ القديمِ ونعمائِكَ أن تصلِّيَ على محمَّدٍ خَيْرِ أنبيائِكَ وأهلِ بيتِهِ أصفيائِكَ وأحبَّائِكَ، وأن تُباركَ لي في لقائِك.
ثمّ صلّ ركعتين وقُل: يا كاشِفَ الكَرْبِ ومذلِّلَ كلَّ صعبٍ ومُبتدِئ النِّعَمِ قبل استحقاقِها، ويا مَن مَفْزَعُ الخَلْقِ إليهِ وتوكُّلُهم عليه، أمرْتَ بالدُّعاءِ وضَمِنْتَ الإجابةَ فصلِّ على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ وابدأ بهم في كلِّ خيرٍ، وفَرِّج (وافْرُجْ) همِّي وغمِّي وأذِقني بَرْدَ عفوِكَ وحلاوةَ ذِكرِكَ وشُكرِك وانتظارِ أمرِكَ، أُنظر إليَّ نظرةً رحيمةً من نظراتِكَ، وأحْيِني ما أحيَيْتَني موفوراً مستوراً، واجعل الموتَ لي جَذَلاً وسروراً، واقْدِرْ ولا تُقَتِّر في حياتي إلى حين وفاتي حتّى ألقاكَ من العيش سَئِماً وإلى الآخرةِ قَرِماً [مشتاقاً] إنّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
ثمّ صلّ ركعتين [ركعتي الشّفع]، وقل بعدهما قبل قيامك إلى الوتر:
أللَّهمَّ ربَّ الشَّفْعِ والوَتْرِ واللّيلِ إذا يَسْرِ، بحقِّ هذه اللّيلةِ المَقْسومِ فيها بين عبادِكَ ما تَقْسِمُ، والمَحتومِ فيها ما تَحْتِمُ، أَجْزِلْ فيها قِسْمي، ولا تبدِّلْ إسمي ولا تغيِّر جسمي، ولا تجعلني ممَّن عن الرُّشد عَمِي، واختِمْ لي بالسَّعادةِ والقبولِ يا خيرَ مرغوبٍ إليهِ ومسؤولٍ.
ثمّ قم وأوتِر فإذا فرغت من دعاء الوتر وأنت قائمٌ فقل قبل الرُّكوع:
أللَّهمَّ يا مَن شأنُهُ الكِفايةُ وسُرادِقُهُ الرِّعايةُ، يا مَن هو الرَّجاءُ والأمَلُ وعليه في الشَّدائدِ المُتَّكلُ، مسَّني الضُّرُّ وأنتَ أرحمُ الرَّاحمينَ، وضاقَتْ عليَّ المذاهِبُ وأنتَ خيرُ الرَّازقينَ، كيفَ أخافُ وأنتَ رجائي وكيف أضيعُ وأنتَ لِشِدَّتي ورَخائي، أللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بِما وارَتِ الحُجُبُ من جلالِكَ وجمالِكَ، وبما أطافَ العرشَ من بهاءِ كمالِكَ، وبِمَعاقِدِ العِزِّ من عرشك الثَّابتِ الأركانِ، وبما تُحيطُ به قدرتُكَ من ملكوتِ السُّلطانِ، يا من لا رادَّ لِأمرِه ولا معقِّبَ لِحُكمِه إِضْرِبْ بيني وبين أعدائي سِتْراً من سِتْرِكَ وكافيةً من أمرِكَ، يا مَن لا تَخْرُقُ قُدْرَتَهُ عواصفُ الرِّياحِ ولا تَقْطَعُهُ بَواتِرُ الصِّفاحِ، ولا تَنْفُذُ فيه عوامِلُ الرِّماحِ، يا شديدَ البطشِ، يا عاليَ (عليَّ) العرشِ إكشِفْ ضُرِّي يا كاشفَ ضُرِّ أيُّوب، واضرِبْ بيني وبينَ مَن يَرميني بِبَوائِقِهِ ويَسْري إليَّ طوارِقُهُ بكافِيَةٍ مِن كَوافِيكَ وَوَاقِيَةٍ من دَواعيكَ (وَوَاقِيك)، وفرِّجْ همِّي وغمِّي يا فارجَ غَمِّ يعقوبَ واغْلِبْ لي مَن غَلَبَني يا غالباً (غالبُ) غير مغلوبٍ، وَرَدَّ اللهُ الذين كَفرُوا بِغَيْظِهم لم يَنالوا خيراً وكفى اللهُ المؤمنينَ القتالَ وكان اللهُ قويّاً عزيزاً فأيَّدْنا الذين آمنوا على عدوِّهِم فأصبحُوا ظاهِرينَ، يا مَن نَجّى نوحاً من القَوْمِ الظَّالمينَ، يا مَنْ نجّى لوطاً من القَوْمَِ الفاسقينَ، يا مَنْ نجَّى هوداً من القومِ العادِينَ، يا مَنْ نجَّى محمَّداً مِن القَوْمِ المُستهزئينَ، أسألُكَ بِحَقِّ شَهْرِنا هذا وأيّامِهِ الذي كان رسولُ اللهِ (رسُولُكَ) صلّى اللهُ عليه وآله يَدْأَبُ (يدإب) نفسه في صِيامِهِ وقيامِهِ مدى سِنِيِّهِ وأعوامِهِ، أنْ تجعلَنِي فيهِ من المَقبولينَ أعمالُهُم البالغينَ فيه آمالَهُم والقاضِينَ في طاعتِكَ آجالَهُم، وأنْ تُدركَ بي صِيامَ الشَّهرِ المُفترَضِ شَهرِ الصِّيامِ على التَّكمِلةِ والتَّمامِ، واسلخه (واسلخْهُما) عنّي بانسلاخي من الآثامِ، فإنِّي متحصِّنٌ بك، ذو اعتصامٍ بأسمائِكَ العظامِ ومُوالاةِ أوليائِكَ الكرامِ أهلِ النَّقْضِ والإبرامِ، إمامٍ منهُم بعدَ إمامٍ، مَصابيحِ الظَّلامِ وحُجَجِ اللهِ على جميعِ الأنام ِعليهم منكَ أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، أللَّهمَّ وإنِّي أسألُكَ بِحَقِّ البيتِ الحرامِ والرُّكنِ والمَقامِ والمَشاعِرِ العِظامِ أنْ تَهَبَ ليَ اللّيلَةَ الجزيلَ من عطائِكَ والإعاذةَ من بلائِكَ. أللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وأهل بيته (وآل محمَّد) الأوصياءِ الهُداةِ الرُّعاةِ الدُّعاةِ، ولا تجعلْ حظِّي من هذا الدّعاءِ تِلاوَتَهُ، واجْعَلْ حظِّي منه إجابَتَهُ إنّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
[أنظر: «بصائر» من هذا العدد]
دعاء في آخر ليلة من شعبان: كانَ الإمام الصّادق عليه السلام يدعو في آخر لَيلَةٍ مِن شَعبان وأوّل لَيلَة مِن شهر رمضان:
أللَّهمَّ إِنَّ هذا الشَّهْرَ المُبارَكَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرآنُ وَجُعِلَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ قَدْ حَضَرَ، فَسَلِّمْنا فِيهِ وَسَلِّمْهُ لَنا وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ. يا مَنْ أَخَذَ القَلِيلَ وَشَكَرَ (وشَكَرَهُ وسَتَرَ الكثيرَ وغَفَرَهُ إغفِر لي الكثير من معصيَتِكَ واقبَلْ منِّي اليسيرَ في طاعتِك) الكَثِيرَ إقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ.
أللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي إِلى كُلِّ خَيْرٍ سَبِيلاً، وَمِنْ كُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعاً يا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا مَنْ عَفا عَنِّي وَعَمَّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، يا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْنِي بارْتِكابِ المَعاصِي، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ يا كَرِيمُ. إِلهِي وَعَظْتَنِي فَلَمْ أَتَّعِظْ، وَزَجَرْتَنِي عَنْ محارِمِكَ (المعاصي) فَلَمْ أَنْزَجِرْ، فَما عُذْرِي فَاعْفُ عَنِّي يا كَرِيمُ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ.
أللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ، وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسابِ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ التَّجاوُزُ (العفو) مِنْ عِنْدِكَ يا أَهَلَ التَّقْوى وَيا أَهْلَ المَغْفِرَةِ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ.
أللَّهمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وابْنُ عبدِكَ وابْنُ أَمَتِكَ ضَعِيفٌ فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ مُنْزِلُ الغِنى وَالبَرَكَة عَلى العِبادِ، قاهِرٌ (قادرٌ) مُقْتَدِرٌ أَحْصَيْتَ أَعْمالَهُمْ، وَقَسَمْتَ أَرْزاقَهُمْ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُمْ وَأَلْوانُهُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ، (أللَّهمَّ لا) وَلا يَعلَمُ العِبادُ عِلْمَكَ، وَلا يَقْدِرُ (يقدّر) العِبادُ قَدْرَكَ، وَكُلُّنا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ فَلا تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ، وَاجَعَلْنِي مِنْ (صالحِ) صالِحِي خَلْقِكَ فِي العَمَلِ وَالأمَلِ وَالقَضاء وَالقَدَرِ.
أللَّهمَّ أَبْقِنِي خَيْرَ البَقاءِ، وَأَفْنِنِي خَيْرَ الفَناءِ عَلى مُوالاةِ أَولِيائِكَ، وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَالرَهْبَةِ مِنْكَ، وَالخُشُوعِ وَالوَفاءِ (والوَقار) وَالتَّسْلِيمِ لَكَ، وَالتَّصْدِيقِ بِكِتابِكَ، وَاتِّباعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ صلواتك عليه وآله.
أللَّهمَّ ما كانَ فِي قَلْبِي مِنْ شَكٍّ أَوْ رِيْبَةٍ أَوْ جُحُودٍ أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ (أو مرَحٍ) أَوْ بَذَخٍ أَوْ بَطَرٍ (أو فخرٍ) أَوْ خُيَلاَء أَوْ رِياء أَوْ سُمْعَةٍ أَوْ شِقاقٍ أَوْ نِفاقٍ أَوْ كُفْرٍ (كِبْرٍ) أَوْ فُسُوقٍ أَوْ عِصْيانٍ أَوْ عَظَمَةٍ أَوْ شَيءٍ لا تُحِبُّ، فأَسْأَلُكَ يا رَبِّ أَنْ تُبَدِّلَنِي مَكانَهُ إِيماناً بِوَعْدِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ، وَرِضىً بِقَضائِكَ، وَزُهْداً فِي الدُّنْيا، وَرَغْبَةً فِي ما عِنْدَكَ، وَأَثَرَةً وَطُمْأَنِينَةً وَتَوْبَةً نَصُوحاً، أَسْأَلُكَ ذلِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ، بمنِّكَ ورحمتِكَ يا أرحم الراحمين ويا ربَّ العالمين.
إِلهِي أَنْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصى (فكأنَّك لم تَرَ)، وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطاعُ فَكَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ، وَأَنا وَمَنْ لَمْ يَعْصِكَ سُكّانُ أَرْضِكَ فَكُنْ عَلَيْنا بِالفَضْلِ جَواداً (جوّاداً)، وَبِالخَيْرِ عَوَّاداً، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صلاةً دائِمةً لا تُحْصى وَلا تُعَدُّ وَلا يَقْدِرُ (يُقدّر) قَدْرَها غَيْرُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
0
أيـــــــــــــــــــــــــن الرَّجبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون؟ يستحب في شهر رجب قراءة سورة التوحيد عشرة آلا مرة..
يدعوكم المركز الإسلامي- حسينية الصديقة الكبرى عليها السلام للمشاركة في مجالس ليالي شهر رمضان لعام 1433 هجرية. تبدأ المجالس الساعة التاسعة والنصف مساء ولمدة ساعة ونصف. وفي ليالي الإحياء يستمر المجلس إلى قريب الفجر. نلتمس دعوات المؤمنين.