ذِكراكَ أُفْقٌ والمَدامعُ أَنجمُ |
والحزنُ فجرٌ في رحابِك مُحرِمُ |
صلّتْ عليكَ سحائبٌ في مُقلَتي |
فالدّمعُ جمرٌ في المحاجرِ مُضرَمُ |
واتتْك تسعى للبقيعِ خواطري |
زُمَرُ الحروفِ مواكبٌ تتقدّمُ |
تتلوك وحيَ محمّدٍ ورسالة |
(علويّة) جاءت إليك تُعظِّمُ |
خَسِئتْ معاولُ شانئيك فكيدُها |
في نحرِها -عما قريبٍ- علقَمُ |
لم يهدِموا القبرَ الشّريف وإنّما |
هم والعروش وزيفُها المتهدِّمُ |
قبرٌ على أعتابِه سجدَ الإبا |
مِن حوله طافَ الحطيمُ وزمزمُ |
عَبَقُ الهدى وشذىً يفوحُ فجنّةٌ |
في ظلِّها مَلكٌ وروحٌ يَنْعُمُ |
أصبو إليك صبابةً لو أنّها |
صُبّت على الصمِّ الصِّلاب تَحطّمُ |
وَأبَحْتُك القلب المعنّى فالجوى |
متجدّد (في فطرتي) لا يَهْرُمُ |
يا يومَك الألِقَ المشعّ هداية |
(تحيا به الأجيالُ إذْ تستلهمُ) |
ترقى به نحو الخلودِ فشأنُه |
سرُّ الإله على سواه مقدّمُ |
ستظلّ أنت مجرّةً غيبيّةً |
من كلِّ كُنْهِ الكونِ ذاتُك أعظمُ |