«أدهم خنجر» أبرز آباء المقاومة والاستقلال
هكذا أعدمه الحقد الفرنسي في بيروت
______إعداد: «شعائر»______
أقدمت سلطات الإحتلال الفرنسي للبنان بتاريخ 30 أيّارعام 1923 على إعدام المجاهد الثائر «أدهم خنجر» بعد أن تمكّنت من اعتقاله في سوريّا، وكان أدهم ورفاقه قد أذاقوا قوّات الاحتلال الأمرّين بمهاجمتهم قوافل جنوده. وقد أوردت الصحف اللبنانية آنذاك نصّ تنفيذ حكم الإعدام كما يلي:
في الساعة الخامسة من صباح أمس الأربعاء، حضر إلى سجن القلعة أربعة من الجنود الفرنسيّين بسلاحهم، فاقتادوا أدهم على سيّارة من نوع الكميون، يحيط بها شرذمة من فرسان الصباحية، فتوجّهوا به إلى ساحة كبيرة من محلّة الروشة اصطفّت فيها فِرَق الجنود الفرنسيّة، تتقدّمها هيئة ديوان الحرب العسكرية في بيروت، والموسيقى العسكرية، وبضعة عشر نفراً من أهالي تلك المحلّة.
ولمّا وصلت السيّارة به، أخذ الجنود السلاح وعُزفت الموسيقى، ثم أُنزل أدهم من السيّارة وكان يحمل في إحدى يديه كوفيّة وعقالاً، وفي اليد الأخرى يدخّن لفافة من التبغ، واقتاده الجنود الأربعة إلى خشبة نُصبت في وسط الساحة، ثم أركعوه وشدّوا يديه وجسمه إلى الخشبة المذكورة، وكان وجهه لجهة الجنود وظهره لجهة البحر. ولمّا أرادوا ربط عينيه بمنديل رفض.
ثمّ وقف اثنا عشر جنديّاً على مسافة ستّة أمتار، ثم صدر الأمر بإنفاذ الحكم عليه، فأشار «الأودجوان» على الجنود الاثني عشر، فأطلقوا النار على أدهم، وقد أصاب أكثر رصاصهم جمجمة رأسه، ثمّ اقترب «الأوجدوان» وأطلق رصاصة مسدّسه في أذن المقتول حسب المعتاد، ثمّ صدرت الأوامر للجنود بمزايلة المكان مارّة من أمام المقتول على عزف الموسيقى، ثمّ نُقلت الجثّة إلى حيث دُفنت في الباشورة، ولم يذهب إعدام بطل مثل أدهم دون أن يُثير نقمة، فقد هاجت الجماهير في بيروت وتصادمت مع قوى الأمن، وأطلق هؤلاء الرصاص على المتظاهرين الغاضبين، وقُتل برصاصهم واحد من الأهالي وجرح كثيرون، إذ كان رجال الشرطة يريدون أن يتولّوا دفن الشهيد أدهم، وكانت الجماهير تريد أن تستلم جثمانه ليُدفن باحتفال يليق ببطولته ووطنيّته.
لم يتسنَّ لـ«شعائر» التّأكّد من مكان القبر وأيّ هذين القبرَين لهذا البطل الكبير.
المصدر: http//www.Lebanon.ms