| غفلت وحادي الموت في أثري يحدُو |
فإن لم أَرُحْ يوماً فلا بدَّ أن أغدُو |
| أنعم جسمي باللباس ولينه |
وليس لجسمي من لباس البِلى بُدُّ |
| كأنّي به قد مرّ في برزخ البلى |
ومن فوقه ردمٌ ومن تحته لحدُ |
| وقد ذهبت منّي المحاسنُ وانْمَحَتْ |
ولم يبقَ فوق العَظم لحمٌ ولا جلدُ |
| أرى العمر قد ولّى ولم أدرك المنى |
وليس معي زادٌ وفي سفري بعدُ |
| وقد كنت جاهرتُ المهيمن عاصياً |
وأحدثتُ أحداثاً وليس لها ردُّ |
| وأرخيتُ خوف الناس ستراً من الحيا |
وما خفتُ من سرّي غداً عنده يبدو |
| بلى خفتُه لكن وثقتُ بحلمه |
وأنْ ليس يعفو غيرُه فله الحمدُ |
| فلو لم يكن شيءٌ سوى الموت والبلا |
ولم يكُ من ربّي وعيدٌ ولا وعدُ |
| لكان لنا في الموت شغلٌ وفي البلا |
عن اللّهو لكن زال عن رأينا الرّشدُ |
| عسى غافرُ الزلّات يغفر زلّتي |
فقد يغفرُ المولى إذا أذنب العبدُ |
| أنا عبدُ سوءٍ خنتُ مولاي عهدَه |
كذلك عبد السوء ليس له عهدُ |
| فكيف إذا أحرقت بالنار جثتي |
ونارك لا يقوى لها الحجر الصّلدُ |
| أنا الفرد عند الموت والفرد في البَلى |
وأُبعَث فرداً فارحم الفردَ يا فردُ |