المَال
آفاتُه من المُهلِكات، وفوائدُه من المُنجيات
_____
إعداد: «شعائر» _____
في ما يلي مجموعة من الرّوايات الشّريفة
محوَرها المال، تتناول جهتَي التّعامل معه وشرور التّعلّق به، تليها كلماتٌ للمولى
الشّيخ محمّد مهديّ النّراقيّ من كتابه (جامع السّعادات) حول حالتَي فَقْدِ المال
ووجوده، وأنّ في كلَيهما امتحاناً.
ما يُخشى من المال
-
رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أَخْوَفُ ما أَخافُ عَلى أُمَّتي أَنْ يَكْثُرَ
لَهُمُ المالُ فَيَتَحاسَدونَ وَيَقْتَتِلونَ».
-
وعنه صلّى الله عليه وآله: «ما ذِئْبانِ ضارِيانِ أُرْسِلا في زَريبَةِ غَنَمٍ،
بِأَكْثَرَ فَساداً فيها مِنْ حُبِّ المالِ وَالجاهِ في دينِ الرَّجُلِ المُسْلِمِ».
-
وعنه صلّى الله عليه وآله: «إِنَّما أَتَخَوَّفُ عَلى أُمَّتي مِنْ بَعْدي ثَلاثَ
خِلالٍ: أَنْ يَتَأَوَّلوا القُرْآنَ عَلى غَيْرِ تَأْويلِهِ، أَوْ يَبْتَغوا زَلَّةَ
العالِمِ، أَوْ يَظْهَرَ فيهِمُ المالُ حَتّى يَطْغَوْا وَيَبْطَروا».
-
وعنه صلّى الله عليه وآله: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ عِجْلٌ، وَعِجْلُ هَذِهِ الأُمَّةِ
الدّينارُ وَالدِّرْهَمُ».
حقّ المال
-
الإمام زين العابدين عليه السّلام: «أَمّا حَقُّ مالِكَ فَأنْ لا تَأْخُذَهُ إِلّا
مِنْ حِلِّهِ، وَلا تُنْفِقَهُ إِلّا في وَجْهِهِ، وَلا تُؤْثِرَ عَلى نَفْسِكَ مَنْ
لا يَحْمَدُكَ، فَاعْمِلْ فيهِ بِطاعَةِ رَبِّكَ، وَلا تَبْخَلْ بِهِ فَتَبُوءَ بِالحَسْرَةِ
وَالنَّدامَةِ مَعَ السَّعَةِ».
- الإمام الصّادق عليه السّلام: «ما كَثُرَ مالُ رَجُلٍ قَطّ إِلّا
عَظُمَتِ الحُجَّةُ للهِ تَعالى عَلَيْهِ، فَإِنْ قَدَرْتُمْ أَنْ تَدْفَعوها عَنْ
أَنْفُسِكُمْ فَافْعَلوا، فقيل: بماذا؟ قال: بِقَضاءِ حَوائِجِ إِخْوانِكُمْ
مِنْ أَمْوالِكُمْ».
احذروا حبّ المال وكَثرتَه
-
رسول الله صلّى الله عليه وآله: «قالَ الشَّيْطانُ لَعَنُهُ اللهُ: لَنْ يَسْلِمَ
مِنّي صاحِبُ المالِ مِنْ إِحْدى ثَلاثٍ أَغْدو عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَروحُ: أَخْذِهِ
مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، وَإِنْفاقِهِ في غَيْرِ حَقِّهِ، وَأُحَبِّبُهُ إِلَيْهِ فَيَمْنَعُهُ
مِنْ حَقِّهِ».
-
الإمام عليّ عليه السّلام: «إِذا أَحَبَّ اللهُ سُبْحانَهُ عَبْداً بَغَّضَ إِلَيْهِ
المالَ وَقَصَّرَ مِنْهُ الآمالَ؛ إِذا أَرادَ اللهُ بِعَبْدٍ شَرّاً حَبَّبَ إِلَيْهِ
المالَ وَبَسَطَ مِنْهُ الآمالَ».
-
وعنه عليه السّلام: «كَثْرَةُ المالِ تُفْسِدُ القُلوبَ وَتُنْشِئُ الذُّنوبَ».
وقال العلماء
«حبّ المال: وهو من شُعب حبّ الدّنيا،
إذ حبُّ الدّنيا يتناول حبّ كلّ حظٍّ عاجل، والمال بعض أجزاء الدّنيا، كما أنّ الجاهَ
بعضُها.
وبالجملة فللدّنيا
أبعاضٌ كثيرة يجمعها كلّ ما للإنسان فيه حظٌّ عاجل، فآفات
الدّنيا كثيرة الشّعب والأرجاء، واسعة الأرجاء والأكناف، ولكنّ أعظم آفاتها المتعلّقة
بالقوّة الشّهويّة هو المال، إذ كلّ ذي روح محتاج إليه ولا غناءَ له عنه، فإنْ فُقِدَ
حصل الفقر الذي يكاد أن يكون كفراً، وإن وُجِد حصل منه الطّغيان الذي لا تكون عاقبة
أمره إلّا خُسراً، فهو لا يخلو من فوائد وآفات، وفوائده من المُنجيات وآفاته من المهلكات،
وتمييز خيرها وشرّها من المشكلات، إذ مِن فَقْدِه تحصل صفة الفقر، ومن وجوده تحصل صفة
الغناء، وهما حالتان يحصل بهما الامتحان».
(النّراقي،
جامع السّعادات)