مرابطة

مرابطة

منذ يوم

العالَم.. ساحة مقاومة


أمين عام حزب الله وقائد الانتصارات، في الخطاب المنعطف

سماحة السيد نصر الله: العالَم.. ساحة مقاومة

 

شكّلت خطبة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى شهداء القنيطرة فاتحة لزمن كامل جديد في تاريخ المنطقة.

مثل هذه القراءة لم تقتصر فقط على البيئة الثقافية والسياسية المؤيدة للمقاومة، وإنما شملت أيضاً الخصوم والأعداء على اختلاف مواقعهم.

الجانب الجوهري في الخطبة هو البُعد الاستراتيجي المتمثّل بسعي حلف المقاومة إلى إجراء تغييرات نوعية في منظومة الصراع مع العدو، وتبديل قواعد الاشتباك التي تحكم قوانين المواجهة مع الحلف المعادي وفي مقدّمه الكيان الصهيوني.

لقد كانت العملية البطولية للمقاومة في مزارع شبعا النموذج الأوّلي الذي يفتح على الزمن الجديد، ثم تلاها الهجوم الاستراتيجي في منطقة الجنوب السوري لتحريره من المجموعات التكفيرية المتحالفة مع جيش الاحتلال الصهيوني، واسقاط أهدافها بإقامة الحزام الأمني على حدود الجولان مع فلسطين المحتلّة.

وعلى أيّ حال، فإنّ الإنجازات التي تتحقّق إنّما تشكّل الترجمة العملية للوعد الصادق المتجدّد الذي أعلنه سيّد المقاومة بما يتعدّى جنوب لبنان، ليصل إلى كلّ ساحات المواجهة مع العدوّ.

ولا شكّ بأنّ مشهد المواجهة اليوم، إنّما يدخل في سياق المسار الانتصاري للمقاومة، وذلك عبر ثلاثة أطوار متلازمة:

الطور الأول: إحداثُ مثلٍ نموذجي على مستوى الوطن، قوامه:‌إمكان تحقيق إنتصارات على عدو كان الى لحظة وقوعه في هزيمتين متتاليتين (اندحار عام 2000 وحرب تموز (2006 يُنظر إليه من كثيرين من أبناء المنطقة ونُخبها بوصف كونه عدواً لا يُغلب.

الطور الثاني: وهو متواصل مع الأول، ويقوم على إحداث تحوُّل على مساحة القارة العربية الإسلامية كان أدنى إلى ما يشبه «جيولوجيا معنوية». مؤدّى هذا التحوّل تبدُّل في القناعات، وانقلاب في المفاهيم، وثورة على هزائم فكرية وأيديولوجية ونفسية كانت منحت الدولة اليهودية الغاصبة في فلسطين على مدى نصف قرن، وضعاً أسطورياً من الغلبة والاقتدار.

الطور الثالث: إحداث تحول في البنية الفكرية والثقافية والتربوية والأخلاقية على مدار مساحة العالم الإسلامي والعالم.  عنوان هذا التحول حضورية الغيب في الفكر والسياسة والحرب، وبالتالي صيرورتُه قوة معنوية وروحية.

وأمّا حصائد الشهادة في وجدان الآخذين بفضيلتها فواضحة: الشهادة الواعية المدركة، الموصول صاحبُها بالله وصلاً لا تباين فيه، فإنها بهذه الصفات حياة محض فلا يتخللها موت. الشهادة بهذا النعت وتلك الكيفية، هي السلاح المطلق الذي حين يحل في ميدان المواجهة تهتز معه القواعد التقليدية للإستراتيجيا والتكتيك، وتختل حسابات القوى، ويصير يُرى إلى موازين الحرب واتجاهاتها المحتملة، لا على أسس ومقاييس معلومة في علم الحروب، وإنما على تقدير المجهول.

لقد أحرزت المقاومة عبر الشهادة معرفة سر القوة لديها، لكن محطَّ الأسرار، أو ما نسمية في الفلسفة السياسية بـ «منطقة السر الإستراتيجي» في عمل المقاومة، إنما تتجلى بإرادة الجهاد المستمدة من تأييد الحق تعالى وتسديده.  ثم ليسري في حقول المواجهة محفوظاً بعالم الغيب، ومؤيداً بقضائه وقدره. فإذا  رمى المجاهدون في ميادين المرابطة فتكون رَمْيَة الرماة حالئذٍ حضوراً للغيب في موازين الحرب. فتكون الحصيلة نصراً مفعولاً بالله.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات