تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

منذ يوم

تاريخ و بلدان

تاريخ

سمعتُ اللّعنَ، ولم أسمع الاستغفار

«.. عن عمران بن طفيل، عن أبي تَحيى (نجبة)، قال: سمعتُ عمّارَ بن ياسر رحمه الله يعاتبُ أبا موسى الأشعريّ، ويوبّخه على تأخّره عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، وقعوده عن الدّخول في بيعتِه، ويقول له: (يا أبا موسى، ما الذي أخَّركَ عن أمير المؤمنين عليه السّلام؟ فَوَاللهِ لَئِنْ شَكَكْتَ فيه لَتَخرُجَنّ عن الإسلام). وأبو موسى يقول له: (لا تفعل، ودَعْ عتابَك لي، فإنّما أنا أخوك).

فقال له عمار: (ما أنا لكَ بأخ! سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يلعنُك ليلةَ العَقَبة وقد هَمَمْتَ مع القوم بما هَمَمْتَ).

فقال له أبو موسى: (أَفليسَ قد استغفرَ لي؟).

قال عمّار: (قد سمعتُ اللّعنَ ولم أسمع الاستغفار)».

 (الشيخ الطوسي، الأمالي: ص 181)

**

* جاء في موسوعة (الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسّنة، للريشهري: ج 12، ص 40) ما ملخّصه: «أبو مُوسَى الأشْعَرِي، هو عبد الله بن قيس بن سليم، وليَ البصرة في عهد عمر وظلّ والياً عليها إلى أوّل خلافة عثمان فعزلَه، ثمّ ولّاه على الكوفة بطلبٍ من أهلها. وعندما تسلّم أمير المؤمنين عليه السلام مقاليد الخلافة أبقاه في منصبه. اعتزل أبو موسى القتال في صفّين وانضمّ إلى القاعدين. ولكن عندما فُرِضَ التحكيم على الإمام عليه السلام، فُرِضَ أبو موسى أيضاً حَكَماً، فانخدع أبو موسى بمكيدة ابن العاص فعزل عليّاً عليه السلام عن الخلافة وأثبتَ عمرو بنُ العاص معاوية، فعبّر أبو موسى بحماقته هذه عن دوره المُخزي في التّاريخ، وساقَ المجتمع الإسلاميّ إلى هاوية الدّمار».

* وفي (مسند أحمد: ج 5، ص 453) ما ملخّصه: «لمّا أقبل رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من غزوة تبوك، أمر منادياً فنادى أنّ رسول الله أخذ العَقَبة فلا يأخذْها أحدٌ، فبينما هو صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقودُه حذيفة ويسوقُ به عمّار، إذ أقبل رهطٌ متلثّمون على الرّواحل، فجعلَ عمّار يضربُ وجوهَ الرّواحل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعمّار بعد ذلك: يا عمّار هل تَدري ما أرادوا؟ ... أرادوا أن ينفّروا برسول الله فيَطرحوه [أي يقتلوه].

فسابّ عمّار رجلاً [الرّجل هو أبو موسى الأشعري، ولم يذكره أحمد باسمه، وفي رواية أخرى أنّ الحوار جرى بين أبي موسى وحذيفة] من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فقال: (نشدتُك بالله! كم تعلم كان أصحابُ العَقَبة؟)، فقال: (أربعة عشر)، فقال: (إنْ كنتَ فيهم فقد كانوا خمسةَ عشر، فعدّد رسولُ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم منهم ثلاثة، قالوا: واللهِ ما سمعنا مُنادي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وما عَلِمنا ما أراد القوم). فقال عمّار: (أشهدُ أنّ الاثنَي عشر الباقين حربٌ لله ولرسوله في الحياة ويومَ يقومُ الأشهاد..)».

 

 

بلدان

باكو

باكو عاصمة جمهوريّة آذربيجان، على ساحل بحر قزوين، وتُعدّ المركز العلميّ والثّقافيّ والصّناعيّ للبلاد، وازدادت أهميَّتها كمركز اقتصاديّ إقليميّ بعد أن تمَّ استخراج النّفط فيها لأوَّل مرّة سنة 1847م.

تشير الإحصاءات الرّسميّة إلى أنَّ 25% من كامل الآذربيجانيّين يقطنون باكو وضواحيها دون غيرها من المناطق في البلاد. يعتنق أغلبيّتهم الإسلام دينًا، ومعظمهم من الشّيعة الإماميّة، أمّا اللّغة الرّسميّة فهي الآذريّة التي تنتمي إلى عائلة اللّغات التّركيّة.

عرّفها بلدانيّو العرب بأسماء عديدة منها: «باكو»، و«باكويّة»، و«بادكوبا»، وكلّ هذه الأسماء مشتقَّة من الفارسيّة القديمة وتعني «ريح ضاربة»، وبالتّالي يُقصد بها «المدينة التي تضربها الرّياح»، إذ إنَّ باكو تشتهر بعواصفها الثّلجيّة العنيفة ورياحها العاتية.

جاء في كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحمويّ: «باكُويه: بضمّ الكاف وسكون الواو وياءٍ مفتوحة: بلدٌ من نواحي الدّربند من نواحي الشّروان، فيه عينُ نفطٍ عظيمة، تبلغ قبالتها في كلّ يوم ألف درهم، وإلى جانبها عين أخرى تسيل بنفط أبيض كدهن الزّيبق، لا تنقطع ليلاً ولا نهاراً..».

باكو مدينةٌ متمازجة الثّقافة، وأبرز ما يدلّ على ذلك هو طراز العمارة، فالمباني العائدة للعهد الرّوسيّ يطغى عليها الطّراز الأوروبيّ، وتلك السّابقة لهذا العهد يغلب عليها الطّابع الإسلاميّ، فقصور حارات المدينة القديمة المسوَّرة مُزيَّنةٌ ومزخرفةٌ بالنّقوش والآيات القرآنيّة.

وباكو – في الأصل – من المدن الإيرانية التي احتلّتها الإمبراطوريّة الروسيّة منذ مطلع القرن التاسع عشر، مع أراضٍ أخرى تشكّل اليوم جمهوريّة آذربيجان.

(مصادر)

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات