الموقع ما يزال قيد التجربة
مقام الصّدّيقة الزّهراء عليها السّلام
في فكر الإمام الخميني رضوان الله عليه
ــــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــــــــــــ
يرى الإمام الخميني قدّس سرّه أنّ للمعصومين، عليهم السّلام، مقامَين: الظّاهر والباطن، وكلّما تحدّث، قدّس سرّه، عن ذلك أكّد عجزنا عن الإحاطة بالأبعاد الظاهرية لهم، عليهم السلام، فكيف الأبعاد الباطنية؟
المقال التالي المنقول عن «الموقع الالكتروني لشبكة الفكر الإسلامي» يلقي الضوء على جانبٍ من عظَمة مولاتنا الصدّيقة الكبرى، صلوات الله عليها، كما رآها مجدّد حُلم المستضعفين في الأرض، بالخلاص من بَراثن الجور والعدوان.
مقامٌ لا ينال أو يُعرف
يقول الإمام الخميني، قدّس سرّه، في معرض حديثه عن أمير المؤمنين عليه السّلام: «يجب علينا أن نأسف لأنَّ الأيدي الخائنة، والحروب التي أشعلوها، ومُثيري الفتن لم يسمحوا ببروز الشخصية الفذّة لهذا الرجل العظيم في أبعادها المختلفة، فإذا كان الكثير من أبعاده الظاهرية خافياً عنّا، فكيف بالأبعاد المعنوية التي لا ينال معرفة حقائقها أحد من العالمين كما جاء في الأحاديث الشريفة؟».
وعن الصدّيقة الطاهرة عليها السّلام يقول: «إنّني أعتبر نفسي قاصراً عن التحدّث حول الصدّيقة الطاهرة، سلام الله عليها، وفي الحديث: فَمَنْ ذا يَنالُ مَعْرِفَتَنا أَوْ بَيانَ دَرَجَتِنا، أَوْ يَشْهَدُ كَرامَتَنا، أَوْ يُدْرِكُ مَنْزِلَتَنا؟ حارَتِ الأَلْبابُ وَالعُقولُ وَتاهَتِ الأَفْهامُ فيما أَقولُ.. جَلَّ مَقامُ آلِ مُحَمَّدٍ عَنْ وَصْفِ الواصِفينَ وَنَعْتِ النّاعِتينَ، وَأَنْ يُقاسَ بِهِمْ أَحَدٌ مِنَ العالَمينَ».
ويعكس الإمام، قدّس سرّه، ذلك قائلاً: «إن مقام هؤلاء الأولياء أسمى وأرفع من أن تنال آمال أهل المعرفة أطراف كبرياء جلالهم وجمالهم، وأن تبلغ خطوات معرفة أهل القلوب ذروة أعمالهم. إنّ لأهل بيت العصمة والطهارة مقاماً روحانياً شامخاً في السير المعنوي إلى الله، يفوق قدرة استيعاب الإنسان حتّى من الناحية العلمية، وأسمى من عقول ذوي العقول، وأعظم من شهود أصحاب العرفان. إنَّ أرقى ما يصل إليه الذي يصف نبذة من مقام الولاية لهم هو كوصفِ الخفّاشِ الشَّمْسَ المضيئة للعالم».
الزهراء عليها السّلام كائن ملكوتي
ليست الصدّيقة، عليها السّلام، كباقي الخلق، ولا امرأة عادية، وإنما في عالمها الباطني المعنوي كائن ملكوتي تجلّى في الوجود بصورة إنسان، وظهر على هيئة امرأة، بما اجتمع فيها من المظاهر الإلهية والأبعاد المعنوية والجوامع الملكوتية.
يقول الإمام قدّس سرّه: «إنّ مختلف الأبعاد التي يمكن تصوّرها للمرأة وللإنسان تجسّدت في شخصيّة فاطمة الزهراء عليها السّلام. لم تكن الزهراء امرأة عاديّة، كانت امرأة روحانية ملكوتيّة، كانت إنساناً بتمام معنى الكلمة.. حقيقة الإنسان الكامل، لم تكن امرأة عادية بل هي كائن ملكوتي تجلّى في الوجود بصورة إنسان، بل كائن جبروتي ظهر على هيئة امرأة... غداً ذكرى مولد الكائن الذي اجتمعت فيه المعنويات والمظاهر الملكوتية، والإلهية والجبروتية والملكية والإنسية».
شخصيّتها الملكوتية
إنّ مختلف الأبعاد التي يُمكن تصوّرها للمرأة وللإنسان تجسّدت في شخصية فاطمة الزهراء عليها السّلام.
لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانية.. امرأة ملكوتية، كانت إنساناً بتمام معنى الكلمة.. نسخة إنسانية متكاملة.. امرأة حقيقية كاملة.. حقيقة الإنسان الكامل.. لم تكن امرأة عادية، بل هي كائن ملكوتي تجلّى في الوجود بصورة إنسان، بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة.
إذاً: يوم غد هو يوم المرأة، فقد اجتمعت في هذه المرأة (التي يصادف غداً ذكرى ميلادها) جميع الخصال الكمالية المتصورة للإنسان وللمرأة.
إنها المرأة التي تتحلّى بجميع خصال الأنبياء.. المرأة التي لو كانت رجلاً لكانت نبياً.. لو كانت رجلاً لكانت بمقام رسول الله صلّى الله عليه وآله.
غداً يوم المرأة، حيث وُلدت جميع أبعاد منزلتها وشخصيّتها، غداً ذكرى مولد الكائن الذي اجتمعت فيه المعنويات، والمظاهر الملكوتية والإلهية والجبروتية والملكية والإنسية، غداً ميلاد الإنسان بجميع ما للإنسانية من معنى، غداً ميلاد المرأة بكل ما تحمله كلمة المرأة من معنى إيجابي.
إنّ المرأة تتّسم بأبعاد مختلفة كما هو الرجل، وإنّ هذا المظهر الصوري الطبيعي يمثّل أدنى مراتب الإنسان.. أدنى مراتب المرأة، وأدنى مراتب الرجل.. بيد أنّ الإنسان يسمو في مدارج الكمال انطلاقاً من هذه المرتبة المتدنية، فهو في حركة دؤوبة من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب.. إلى الفناء في الألوهية، وإنّ هذا المعنى متحقّق في الصدّيقة الزهراء التي انطلقت في حركتها من مرتبة الطبيعة وطوتْ مسيرتها التكاملية بالقدرة الإلهية وبالمدد الغيبي وبتربية رسول الله، صلّى الله عليه وآله، لتصلَ الى مرتبة دونها الجميع».
16/5/1979
الهوية الإنسانية كاملة
«امرأة أطلّت على الدنيا بإزاء جميع الرجال.. امرأة أطلّت على الدنيا مثالاً للإنسان.. امرأة جسّدت الهوية الإنسانية كاملة».
17/5/1979
فلنَتجاوز هذا الوادي العجيب
«امرأة هي مفخرة بيت النبوّة وتسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز.. امرأة تماثل فضائلها فضائل الرسول الأكرم والعِترة الطاهرة غير المتناهية.. امرأة لا يفي حقّها من الثناء كلّ مَن يعرفها مهما كانت نظرتُه ومهما ذكر، لأنّ الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوّة هي على قدر أفهام المخاطبين واستيعابهم، فمن غير الممكن صبّ البحر في جرّة، ومهما تحدّث عنها الآخرون فهو على قدر فَهمِهم ولا يُضاهي منزلتها، إذاً: فمِن الأَولى أن نمرّ سريعاً من هذا الوادي العجيب».
2/3/1986
«.. وأخبرها ببعض ما سيحدث بعد أبيها»
«أراني قاصراً في الحديث عن الصدّيقة الزهراء عليها السلام، لذا سأكتفي بذِكر حديث نقَله (الكافي الشريف) بسند معتبَر جاء فيه أنّ الإمام الصادق عليه السّلام قال: (إِنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَليه وآلِه خَمْسَةً وسَبْعِينَ يَوْماً، وكَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلَى أَبِيهَا، وكَانَ جَبْرَئِيلُ يَأْتِيهَا فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا عَلَى أَبِيهَا، ويُطَيِّبُ نَفْسَهَا، ويُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيهَا ومَكَانِه، ويُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا، وكَانَ عَلِيٌّ عليه السّلام يَكْتُبُ ذَلِكَ..)».
من الجدير بالذكر أن الإمام الخميني قدّس سرّه يرى هذه الفضيلة للسيّدة الزهراء عليها السلّام أسمى الفضائل وأرقى المناقب في كل ما ذكر في حقّها عليها السّلام أو حاول أهل المعرفة استفادته من خلال الروايات المباركة ويشرع بشرح الحديث المتقدّم قائلاً:
«يشير ظاهر الرواية إلى أنّ جبرائيل تردّد عليها كثيراً خلال هذه الخمسة والسبعين يوماً، ولا أعتقد أنّ مثل هذا قد ورَد بحقّ أحد غير الطبقة الأولى من الأنبياء العِظام، فعلى مدى خمسة وسبعين يوماً أتاها جبرائيل، وأخبرها بما سيحصل لها وما سيلحق بذرّيّتها فيما بعد، وكتَب أمير المؤمنين عليه السلام ذلك....
إنّ موضوع مواردة جبرائيل على شخصٍ ما ليس بالموضوع الاعتيادي، فلا يتبادر إلى الأذهان أنّ جبرائيل يأتي أيّ شخص، إنّ مثل هذا يستلزم تناسباً بين روح هذا الشخص ومقام جبرائيل (الروح الأعظم) سواء آمنّا بأنّ هذا التنزيل على هذا النبيّ أو ذلك الوليّ يتمّ عن طريق الروح الأعظم؛ يأتي به إلى المرتبة الدنيا، أو أنّ الحقّ المتعال هو الذي يأمره بالنزول وتبليغ ما يؤمَر به - سواء قلنا بذلك الذي يؤمن به بعض أهل النظر أو قلنا هذا الذي يردّده بعض أهل الظاهر - فما لم يوجد تناسب بين روح الشخص وجبرائيل الذي هو الروح الأعظم، فإنّ هذه المواردة لن تتحقّق، وإذا ما كان هذا المعنى وهذا التناسب مُتحقّقاً بين جبرائيل (وهو الروح الأعظم) وأنبياء أُولي العزم مثل رسول الله وعيسى وموسى وإبراهيم، عليهم السلام، فهو لا يتوافر لمَن عداهم، كما أنّه لن يتحقّق بعد الصدّيقة الزهراء عليها السلام لأيّ أحد، حتّى بالنّسبة إلى الأئمّة عليهم السلام. لم أجد ما يشير إلى توارد جبرائيل بهذا النحو على أيٍّ منهم، بل الذي رأيته أنّ جبرائيل تردّد كثيراً على فاطمة الزهراء عليها السلام خلال الخمسة والسبعين يوماً هذه، وقد أخبرها بما سيحدث لذرّيّتها من بعدها، وكان أمير المؤمنين، عليه السّلام يكتب ذلك، ولعلّ من الأمور التي ذكَرها أمر صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وربما كانت أحداث إيران ضمن تلك الأمور، نحن لا نعلم، فربّما كان ذلك.
على أية حال: إنّني أعتبر هذا الشّرف وهذه الفضيلة أسمى من جميع الفضائل التي ذُكرت للزهراء رغم عظَمتها كلّها، وهي لم تتحقّق لأحدٍ سوى الأنبياء، بل الطبقة السامية منهم، وبعض مَن هم بمنزلتهم من الأولياء، نعم: لم يتحقّق لأحد مثل هذا، وهو من الفضائل التي اختصّت بها الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام».
(في جمع من الأخوات: 2/3/1986)
أبناء الزهراء عليها السّلام
«إنّ بياني لَعاجز عن وصف المقاومة الشاملة والباهرة التي يُبديها ملايين المسلمين المُولَعين بالإيثار والتضحية والشهادة في بلد صاحب الزمان، أرواحنا فداه، وإني لأَعجز عن تناول ملاحم وبطولات وبركات الأبناء المعنويّين للكوثر الزهراء عليها السّلام.
إنّ كلّ هذا الذي نراه هو من فضل الإسلام وأهل البيت، عليهم السّلام، ومن بركات الاقتداء بإمام عاشوراء عليه السلام».
5/2/1987
الصحيفة الفاطمية
«نحن نفخر أن تكون الأدعية الحياتية، التي تسمّى قرآناً صاعداً، صادرةً عن أئمّتنا المعصومين، عليهم السلام، نحن نفخر أن تكون منّا المناجاة الشعبانية للأئمّة، ودعاء عرفات للحسين بن علي، والصحيفة السجّادية: زبور آل محمّد، والصحيفة الفاطميّة، وهي الكتاب الملهم من قبَل الله تعالى إلى الزهراء المرضيّة».
(من الوصية السياسية الإلهية للإمام الخميني)
بيتُ فاطمة وبركاتُه
«إنّ الإمام أمير المؤمنين الذي كان خليفة المسلمين وحاكم بلاد قد تقدّر مساحتها بعشرة أضعاف مساحة إيران.. إذ كانت تمتد من الحجاز إلى مصر وأفريقية وجزء من أوروبا أيضاً، إنّ هذا الخليفة الإلهي عندما كان يتواجد بين الناس كان كأحدهم، ويجالسُهم كما نجلس الآن إلى جوار بعضنا البعض، بل أنّه لم يفترش حتّى مثل هذا، إذ لم يكن عنده حسبما يُروى غير جلد كبش اتخذه هو والصدّيقة الزهراء فراشاً في الليل، وكان يضع عليه علف ناقته في النهار، والرسول الأكرم أيضاً كان يتّسم بهذه البساطة، وهذا هو الإسلام».
4/7/1979
سيّد الشهداء والزهراء عليهما السلام
«كاد الدين أن يُمحى ويزول نتيجةً لانحرافات بقايا الجاهلية والمخطّط المدروس الداعي إلى إحياء النزعة القومية والعروبة تحت شعار: (لا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل)، وأرادوا أن يجعلوا من حكومة العدل الإسلامية نظاماً ملكيّاً وأن يعملوا على إقصاء الإسلام والنبوّة وعزلهما، بيد أنه نهضت فجأة شخصية عظيمة كانت قد تغذّت من عصارة الوحي الإلهي وتربّت في بيت سيّد الرسل محمّد المصطفى، وسيّد الأولياء عليّ المرتضى، وترعرعت في أحضان الصدّيقة الطاهرة، وبفضل تضحياتها الفريدة ونهضتها الإلهية صنعَت ملحمة عظيمة أنقذت رسالة الإسلام وحطّمت عروش الظلَمة».
16/6/1980
بيت فاطمة عليها السلام يجسّد قدرة الحقّ المُتعال
«إنّ بيت فاطمة المتواضع هذا ومَن تربّوا في رحاب هذا البيت الذين بلغ عددهم - بلغة الأرقام – خمسة، وبِلُغة الواقع ما يجسّد قدرة الحق المتعال كلّها، أدّوا خدمات جليلة أثارت إعجابنا وإعجاب البشرية جمعاء».
9/3/1982
حُجرة نور العظَمة الإلهية
«امرأة ربّت في حجرة صغيرة وبيت متواضع أشخاصاً يشعّ نورهم من بسيطة التراب إلى الجانب الآخر من عالَم الأفلاك، ومن عالَم المُلك إلى الملكوت الأعلى: صلوات الله وسلامه على هذه الحجرة المتواضعة التي تبوّأت مركز إشعاع نور العظمة الإلهية ودار تربية خِيرة وُلْد آدم».
(بمناسبة يوم المرأة: 14/4/1982)
بلدُنا من بركات بيت الزهراء عليها السلام
«كان لدينا في صدر الإسلام كوخ ضمّ بين أطرافه أربعة أو خمسة أشخاص، إنه كوخ فاطمة عليها السّلام، وكان أشدّ بساطة حتى من هذه الأكواخ، ولكن ما هي بركاته؟ لقد بلغت بركات هذا الكوخ، ذي الأفراد المعدودين، درجة من العظَمة غطّت نورانية العالَم، وليس من السهل على الإنسان أن يُحيط بتلك البركات. إنّ سكَنة هذا الكوخ البسيط اتّسموا من الناحية المعنوية بمنزلة سامية لم تبلغها حتّى يد الملكوتيّين، وعمّت آثارها التربوية بحيث أنّ كلّ ما تنعم به بلاد المسلمين - وبلدنا خاصّة - هو من بركات آثارهم تلك».
21/3/1983
«.. لا يَجدون لبيوتِهم سقفاً غيرَ العرش»
«أورد صاحب (تفسير البرهان) حديثاً شريفاً عن الإمام الباقر عليه السلام، ونظراً لإشارته إلى بعض المعارف وكشفه عن بعض الأسرار المهمة، نورد نصّه تيّمناً به:
قال رحمه الله: وعن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن رجاله، عن عبد الله بن عجلان السكوني، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:
بَيْتُ عَلِيٍّ وَفاطِمَةَ حُجْرَةُ رَسولِ اللهِ، وَسَقْفُ بَيْتِهِمْ عَرْشُ رَبِّ العالَمينَ، وَفي قَعْرِ بُيوتِهِمْ فُرْجَةٌ مَكْشوطَةٌ إِلى العَرْشِ مِعْراجِ الوَحْيِ، وَالمَلائِكَةُ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ بِالوَحْيِ صَباحاً ومساءً، وَكُلَّ ساعَةٍ وَطَرْفَةِ عَيْنٍ، وَالمَلائِكَةُ لا يَنْقَطِعُ فَوْجُهُمْ: فَوْجٌ يَنْزِلُ، وَفَوْجٌ يَصْعَدُ. وَإِنَّ اللهَ، تَبارَكَ وَتَعالى، كَشَفَ لِإبْراهيمَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، عَنِ السَّماواتِ حَتّى أَبْصَرَ العَرْشَ، وَزادَ اللهُ في قُوَّةِ ناظِرِهِ، وَإِنَّ اللهَ زادَ في قُوَّةِ ناظِرِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَكانوا يُبْصِرونَ العَرْشَ وَلا يَجِدونَ لِبُيوتِهِمْ سَقْفاً غَيْرَ العَرْشِ، فَبُيوتُهُمْ مُسَقَّفَةٌ بِعَرْشِ الرَّحْمَنِ وَمَعارِجِ المَلائِكَةِ، وَالرُّوحُ فيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلام..
قال [الراوي]: قلت، مِن كلّ أمر سلام؟
قال: بِكُلِّ أَمْرٍ.
فقلت: هذا التَّنْزيلُ؟
قال: نَعَمْ».
الاقتداء بسيرتهم عليهم السلام
«لابد لنا من الاقتداء بهذا البيت، نساؤنا تقتدي بنسائه، ورجالنا برجاله، نقتدي بهم جميعاً.
لقد أوقف أهل البيت، عليهم السلام، حياتهم لمناصرة المظلومين وإحياء الأحكام الإلهية، ولا بدّ من اتّباعهم وتجسيد سيرتهم، فكل مَن له اطلاع بتاريخ الإسلام يدرك أنّ كل فرد من أفراد هذا البيت نهض بوصفه إنساناً كاملاً - بل إنساناً إلهياً روحانياً - دفاعاً عن المحرومين والمستضعفين في وجه الذين ينشدون القضاء على المستضعفين».
11/4/1979
التأسِّي بالزهراء عليها السلام
* «الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها قدوة، كما أنّ نبيّ الإسلام أسوة وقدوة، وإنه لا يمكننا الادّعاء أننا نمتلك نظاماً إسلامياً وأنّ لدينا جمهورية إسلامية ما لم تتحقّق عندنا كلّ هذه المعاني الموجودة في الإسلام».
28/5/1979
* «احرصنَ على تهذيب الأخلاق وعلى دفع الأصدقاء إلى الاهتمام بتهذيب الأخلاق، واجهدنَ في إظهار ردود الأفعال تجاه الجرائم التي لحقت بكم، وفي المحافظة على الحُرمات – لا سيّما كيان المرأة العظيم - واقتدينَ بشخصية المرأة الفريدة فاطمة الزهراء، (حيث) ينبغي لنا جميعاً استقاء أحكام الإسلام منها ومن أبنائها. احرصنَ على الظهور بالصورة التي كانت عليها الصدّيقة الزهراء، عليها السلام، واجهدنَ في كسب العلم والتقوى، فالعلم لا يقتصر على أحد، بل هو ملك الجميع، والتقوى ملك الجميع، ومن واجبنا أن نسعى لطلب العلم والتقوى».
12/3/1985
* «إذا ما اقتنعتنّ أيتها السيدات، وأبناء شعبنا قاطبة، بأن يكون هذا اليوم يوماً للمرأة، إذا ما قبلتنّ أن يكون يوم مولد الصدّيقة الزهراء عليها السلام، بما تتّسم به من كمالات ومنزلة يوماً للمرأة، فهذا يعني استعدادكنّ لتحمّل أعباء مسؤوليات جِسام كالتي اضطلعت بها الصدّيقة الزهراء، ومنها مسؤولية الجهاد، فالصدّيقة الزهراء جاهدت خلال تلك الفترة الوجيزة قدر استطاعتها، ولا بدَّ لَكُنَّ من الاقتداء بسيرتها لكي تُترجمن إيمانكنّ بيوم مولدها يوماً للمرأة، أي أن يتجلّى يوم مولد فاطمة الزهراء عليها السلام يوماً للمرأة حقّاً، ينبغي الاقتداء بزهدها وتقواها وعفافها وجميع الخصال التي اتّصفت بها، يجب اتّباع سيرتها إذا ما آمنتنّ بهذا اليوم، أما إذا تقاعستنّ عن اتّباعها فيجب أن تعلمن أنكنّ لم تعِشن يوم المرأة، فما لم تؤمنّ بهذا لن تدخلن في يوم المرأة ولن تنلنَ هذا الشرف».
2/3/1986
* «من المؤسف والمؤلم أن نستمع من إذاعة الجمهورية الإسلامية إلى ما بثّته يوم أمس في حديثها عن القدوة بالنسبة إلى المرأة، ممّا يخجل المرء عن ذكره.
إنّ الشخص المسؤول عن هذا البرنامج يجب أن يعزَّر ويُطرد، ويجب معاقبة المسؤولين عن البرنامج إذا ما ثبت وجود نوايا توهينية وراء هذا الفعل، ولا شكّ في أنّ الشخص الذي قصَد التوهين يُحكم بالإعدام، وإذا ما تكرّرت مثل هذه الأخطاء فإنّ العقوبة ستكون أشد بحقّ المسؤولين الكبار في مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون.
طبيعي أنّ القوة القضائية هي التي تتولّى اتّخاذ الإجراءات اللازمة في هذا المجال» .
(رسالة إلى المدير التنفيذي لمؤسّسة الإذاعة والتلفزيون)
فلسفة الإمامة في خطبة الصدّيقة الزهراء عليها السلام
«تشكيل الحكومة يرمي إلى الحفاظ على النظام ووحدة المسلمين كما تذكر الصدّيقة الزّهراء عليها السّلام في خطبتها: «..وَطاعتَنا نِظاماً للمِلَّةِ، وَإِمامَتَنا أَماناً مِنَ الفُرْقَةِ».
(ولاية الفقيه: ص27)
جامعة خصال الأنبياء
«إن جميع خصال النبيّين والأولياء والصدّيقين، عليهم السّلام، ومقاماتهم التي بلغوها، بما اشتملت عليه من مضامين، مجتمعة في سيّدة نساء العالمين، عليها السّلام، بل إنّ لها من الحالات في مقام القُرب من الله تعالى ما لا يسعُها ملَك مقرّب ولا نبيٌّ مرسَل، حيث قد وصلت إلى ما لم يصلوا إليه وهو الثابت للنبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة الأطهار عليهم السلام دون غيرهم، كما في روايات المعراج: «لَوْ دَنَوْتُ أَنْمُلَةً لاحْتَرَقْتُ». وكما ورد عنهم عليهم السّلام: «إِنَّ لَنا مَعَ اللهِ حالاتٍ لا يَسَعُها مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ».
«..لو كانت رجلاً لكانت بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله»
نورُها عليها السّلام قبل الخلق. عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله: «إِنَّ اللهَ خَلَقَني وَخَلَقَ عَلِيّاً وَفاطِمَةَ وَالحَسَنَ وَالحُسَيْنَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ، حينَ لا سَماءٌ مَبْنِيَةٌ، وَلا أَرْضٌ مَدْحِيَّةٌ، وَلا ظُلْمَةٌ، وَلا نورٌ، وَلا شَمْسٌ، وَلا قَمَرٌ، وَلا جَنَّةٌ، وَلا نارٌ».
لذلك يقول الإمام قدّس سرّه: «كان الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله والأئمّة الأطهار عليهم السّلام أنواراً مُحدقين بالعرش قبل أن يخلقَ الله العالم، كما تفيده الأحاديث المتوافرة لدينا، وجعل لهم من المنزلة والزُّلفى ما لا يعلمه إلّا الله، وهي تصدُق على فاطمة الزهراء عليها السّلام أيضاً».
«حُبُّ فاطِمَةَ يَنْفَعُ في مائِةٍ مِنَ المَواطِنِ..»
«مفخرةُ الوجود ومعجزةُ التاريخ: بهذا العنوان اختتم الإمام، قدّس سرّه، بيانه بمناسبة يوم المرأة، بكلمة جامعة قرأ في شخصيّتها، عليها السّلام، بعرفانه الحقيقيّ واتّصاله الدّائم بها، وتجسيده في كلِّ حياته، ما دعت إليه وأرادته من الأهداف العظمى للإسلام العزيز، وقف نفسه على إرادتها، ودار مدار رضاها لا يُؤثر عليها سواها، فملأ من فيوضها كلَّ وجوده إلى أن أسلم الروح إلى بارئها على حُبِّ فاطمة، عليها السّلام، وهو يسمع النبي صلّى الله عليه وآله يقول لسلمان: يا سَلْمانُ: مَنْ أَحَبَّ فاطِمَةَ ابْنَتي فَهُوَ في الجَنَّةِ مَعي، وَمَنْ أَبْغَضَها فَهُوَ في النّار. يا سَلْمانُ، حُبُّ فاطِمَةَ يَنْفَعُ في مائةٍ مِنَ المَواطِنِ أَيْسَرُ تِلْكَ المَواطِنِ: المَوْتُ وَالقَبْرُ وَالميزانُ وَالصِّراطُ وَالمُحاسَبَةُ».
0
أيـــــــــــــــــــــــــن الرَّجبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون؟ يستحب في شهر رجب قراءة سورة التوحيد عشرة آلا مرة..
يدعوكم المركز الإسلامي- حسينية الصديقة الكبرى عليها السلام للمشاركة في مجالس ليالي شهر رمضان لعام 1433 هجرية. تبدأ المجالس الساعة التاسعة والنصف مساء ولمدة ساعة ونصف. وفي ليالي الإحياء يستمر المجلس إلى قريب الفجر. نلتمس دعوات المؤمنين.