المؤمن
أَكْيَسُ
أهلِ الدّنيا، وَأَوْرَعُ أهلِ الآخرة
_____ إعداد: «شعائر»
_____
للمؤمن
علامات يُعرف بها، وملكات يتميّز بها عن غير المؤمن، وهذا ما حرص أهل بيت النّبوّة،
عليهم السّلام، على بيانه في أحاديثهم، فكانت هذه المختارات ممّا نُقل عنهم، يليها
كلام للعلّامة الطّباطبائيّ من كتابه (تفسير الميزان)، في سياق شرح ﴿إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ..﴾ الأنفال:2.
* الإمام عليّ عليه السّلام: «اعْلَمُوا
عِبَادَ اللهِ، أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُصْبِحُ ولَا يُمْسِي إِلَّا ونَفْسُهُ
ظَنُونٌ عِنْدَهُ، فَلَا يَزَالُ زَارِياً عَلَيْهَا وَمُسْتَزِيداً لَها».
* الإمام الحسين عليه السّلام: «إِنَّ
الْمُؤْمِنَ اتّخَذَ اللهَ عِصْمَتَهُ، وَقَوْلَهُ مِرْآتَهُ، فَمَرَّةً يَنْظُرُ
في نَعْتِ الْمُؤْمِنينَ، وَتارَةً يَنْظُرُ في وَصْفِ الْمُتَجَبِّرينَ، فَهُوَ
مِنْهُ في لَطائِفَ، وَمِنْ نَفْسِهِ في تَعارُفٍ، وَمِنْ فطِنَتِهِ في يَقينٍ،
وَمِنْ قُدْسِهِ عَلى تَمْكينٍ».
* الإمام الصّادق عليه السّلام: «الْمُؤْمِنُ
حَسَنُ الْمَعُونَةِ، خَفِيفُ الْمَؤونَةِ، جَيِّدُ التَّدْبِيرِ لِمَعِيشَتِه،
لَا يُلْسَعُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ».
* وعنه عليه السّلام: «ثَلَاثَةٌ مِنْ
عَلَامَاتِ الْمُؤْمِنِ: الْعِلْمُ بِالله، وَمَنْ يُحِبُّ، وَمَنْ يَكْرَهُ».
* وعنه عليه السّلام: «إِنَّ المُؤْمِنَ
أَشَدُّ مِنْ زُبَرِ الحَديدِ، إِنَّ زُبَرَ الحَديدِ إِذا دَخَلَ النّارَ تَغَيَّرَ،
وَإِنَّ المُؤْمِنَ لَوْ قُتِلَ ثُمَّ نُشِرَ ثُمَّ قُتِلَ لَمْ يَتَغَيَّرْ قَلْبُهُ».
كيف
يخالط المؤمن النّاس؟
* رسول الله صلّى الله عليه وآله - يصف
المؤمن: «..لا يَرُدُّ سائِلاً، يَزِنُ كَلامَهُ، وَيُخْرِسُ لِسانَهُ، لا يَقْبَلُ
الباطِلَ مِنْ صَديقِهِ، وَلا يَرُدُّ الحَقَّ عَلى عَدُوِّهِ، وَلا يَتَعَلَّمُ إِلّا
لِيَعْلَمَ، وَلا يَعْلَمُ إِلّا لِيَعْمَلَ، إِنْ سَلَكَ مَعَ أَهْلِ الدُّنْيا
كانَ أَكْيَسَهُمْ، وَإِنْ سَلَكَ مَعَ أَهْلِ الآخِرَةِ كانَ أَوْرَعَهُمْ».
* الإمام زين العابدين عليه السّلام: «الْمُؤْمِنُ
يَصْمُتُ لِيَسْلَمَ، ويَنْطِقُ لِيَغْنَمَ، لَا يُحَدِّثُ أَمَانَتَهُ
الأَصْدِقَاءَ، ولَا يَكْتُمُ شَهَادَتَهُ مِنَ الْبُعَدَاءِ، ولَا يَعْمَلُ
شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ رِيَاءً، ولَا يَتْرُكُه حَيَاءً؛ إِنْ زُكِّيَ خَافَ
مِمَّا يَقُولُونَ ويَسْتَغْفِرُ الله لِمَا لَا يَعْلَمُونَ، لَا يَغُرُّه قَوْلُ
مَنْ جَهِلَهُ، ويَخَافُ إِحْصَاءَ مَا عَمِلَهُ».
* الإمام الصّادق عليه السّلام: «إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُ الَّذِي إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ غَضَبُهُ مِنْ حَقٍّ، وإِذَا
رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ، وإِذَا قَدَرَ لَمْ يَأْخُذْ
أَكْثَرَ مِمَّا لَهُ».
* وعنه عليه السّلام: «الْمُؤْمِنُ مَنْ
طَابَ مَكْسَبُهُ، وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ، وَصَحَّتْ سَرِيرَتُهُ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ
مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ كَلَامِهِ، وكَفَى النَّاسَ شَرَّهُ وَأَنْصَفَ
النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ».
قال
العلماء
ذكر
اللهُ تعالى للمؤمنين خمسَ صفاتٍ اختارها من بين جميع صفاتهم التي ذكرها في كلامه
لكونها مستلزمةً لكرائم صفاتهم على كَثرتها وملازمةً لحقّ الإيمان ".." وهاتيك
الصّفات الخمس هي: وَجَلُ القلب عند ذكر الله، وزيادةُ الإيمان عند استماع آيات
الله، والتّوكّل، وإقامةُ الصّلاة، والإنفاقُ ممّا رزقهم الله. ومعلوم أنَّ الصّفاتِ
الثّلاثَ الأُوَل من أعمال القلوب، والأخيرتَين من
أعمال الجوارح، وقد رُوعي في ذكرها التّرتيبُ الذي بينها بحسب الطّبع؛ فإنّ نور الإيمان
إنّما يُشرق على القلب تدريجاً، فلا يزال يشتدّ ويضاعف حتّى يتمّ ويكمل بحقيقته،
فأوّل ما يشرق يتأثّر القلب بالوَجل والخشية إذا تذكّر بالله عند ذِكره، وهو قوله
تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ
قُلُوبُهُمْ..﴾ الأنفال:2.
(السّيّد الطّباطبائيّ،
تفسير الميزان)