محطّات رجبيّة
المبعث النّبويّ الشّريف، ويوم النّصف من
رجب
____ إعداد: «شعائر»* ____
اليوم السّابع والعشرون،
المبعث الشّريف
فضلُ هذا اليوم عظيم جدّاً،
قال السّيّد ابن طاوس: «وينبّه على عظَمة هذا اليوم ما رويناه في ليلته أنّها خيرٌ
للنّاس ممّا طلعت عليه الشّمس، فإذا كانت اللّيلة التي جاورته بلغت إلى هذا التّعظيم،
فكيف يكون اليوم الذي هو سببٌ في تعظيمها عند أهل الصّراط المستقيم».
ثمّ يضيف: «وروينا بأسنادنا إلى جدّي أبي
جعفر الطّوسيّ، عليه الرّحمة، فيما رواه الحسين بن راشد: قلت لأبي عبد الله عليه
السّلام: غير هذه الأعياد شيء؟
قال:
نَعَمْ! أَشْرَفُها وَأَكْمَلُها اليَوْمُ الّذي بُعِثَ فيهِ رَسولُ اللهِ صَلّى
اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، قال: قلت: فأيّ يوم هو؟ قال: إِنَّ الأَيّامَ تَدورُ،
وَهُوَ يَوْمُ السَّبْتِ لِسَبْعٍ وَعِشْرينَ مِنْ رَجَبٍ، قال: قلت: فما نفعل
فيه؟ قال: تَصومُ وَتُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ».
أمّا
أعمال هذا اليوم فهي كما يلي:
* أولاً:
الصّوم، وهو يعدل صيام ستّين سنة.
*
ثانياً: الغسل.
* ثالثاً:
يُستحبّ في هذا اليوم زيارة رسول الله، صلّى الله عليه وآله، وزيارة أمير المؤمنين
عليه السّلام.
* رابعاً:
الإكثار من الصّلاة على النّبيّ وآله.
* خامساً:
صلاتان ورد الحثّ عليهما. [انظر: باب «كتاباً
موقوتاً» من هذا العدد]
* سادساً: الصّدقة، وهي مُستحبّة في جميع شهر
رجب، إلّا أنّها
مُستحبّة بشكلٍ خاصّ في اليوم
السّابع والعشرين.
* سابعاً: الأدعية:
1-
قال الشّيخ الطّوسيّ عليه الرّحمة: «ويُستحبّ
أن يدعو بهذا الدّعاء في هذا اليوم: يا مَنْ أَمَرَ بِالعَفْوِ
وَالتَّجاوُزِ..». (مفاتيح الجنان)
2- ذكر السّيّد ابن طاوس أنّ من الأدعية التي
يدعى بها أيضاً،
في هذا اليوم هذا الدّعاء: «اللَّهمّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِالتَّجَلّي الأَعْظَمِ..». (مفاتيح الجنان)
اليوم الخامس عشر، عمل
الاستفتاح أو عمل أمّ داود
وهو
عملٌ بالغ الأهمّيّة، ينتظره مَن يعرفه من شهرٍ إلى شهر، حيث إنّه وإن كان في
الأصل يؤدّى في منتصف رجب، ولكن وردت الرّخصة في الإتيان به في كلّ شهرٍ.
*
كيفيّته: قال الإمام الصّادق عليه السّلام: «يا أَمَّ
داودَ، قَدْ دَنا الشَّهْرُ الحَرامُ العَظيمُ، شَهْرُ رَجَبٍ، وَهُوَ شَهْرٌ مَسْموعٌ
فيهِ الدُّعاءُ، شَهْرُ اللهِ الأَصَمُّ، فَصومي الثَّلاثَةَ الأَيّامَ البيضَ، وَهُوَ
يَوْمُ الّثالِثَ عَشَرَ، وَالرّابِعَ عَشَرَ، وَالخامِسَ عَشَرَ، وَاغْتَسِلي في
يَوْمِ الخامِسِ عَشَرَ وَقْتَ الزَّوالِ وَصَلّي الزَّوالَ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ. ثُمَّ
صَلّي الظُّهْرَ وَتَرْكَعينَ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَتَقولينَ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ:
(يا قاضيَ حَوائِجِ السّائِلينَ) مِائَةَ مَرَّةٍ، ثُمَّ تُصَلّينَ بَعْدَ ذَلِكَ
ثَمانِيَ رَكَعاتٍ،
ثُمَّ صَلّي
العَصْرَ. وَلْتَكُنْ صَلاتُكِ في ثَوْبٍ نَظيفٍ، وَاجْتَهِدي أَنْ لا يَدْخُلَ عَلَيْكِ
أَحَدٌ يُكَلِّمُكِ. ثُمَّ اسْتَقْبِلي القِبْلَةَ وَاقْرَئي (الحمد) مِائَةَ مَرَّةٍ،
وَ(قل هو الله أحد)
مِائَةَ مَرَّةٍ، وَآيَةَ (الكرسيّ) عَشْرَ مَرّاتٍ، ثُمَّ اقْرَئي سورَةَ (الأنعام)، وَ(بني إسرائيل)،
وَسورَةَ
(الكهف)، وَ(لقمان)، وَ(يس)، وَ(الصّافات)، وَ(حم السّجدة)، وَ(حم عسق)، وَ(حم الدّخان)،
وَ(الفتح)، وَ(الواقعة)، وَسورَةَ (المُلك)، وَ(ن والقلم)، وَ(إذا السّماء انشقّت)،
وَما بَعْدَها إِلى آخِرِ القُرْآنِ، وَإِنْ لَمْ تُحْسِني ذَلِكَ وَلَمْ تُحْسِني
قِراءَتَهُ مِنَ المُصْحَفِ كَرَّرْتِ (قل هو الله أحد) أَلْفَ مَرَّةٍ. فَإِذا
فَرَغْتِ مِنْ ذَلِكَ وَأَنْتِ مُسْتَقْبِلَةٌ القِبْلَةَ فَقولي:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ، صَدَقَ اللهُ
[العَلِيُّ] العَظيمُ، الّذي لا إِلَهَ إِلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ..
[إلى آخر الدّعاء، وتجده في (مفاتيح الجنان)]، ثُمَّ اسْجُدي عَلى الأَرْضِ وَعَفِّري
خَدَّيْكِ، وَقولي: اللَّهُمَّ
لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ، فَارْحَمْ ذُلّي وَفاقَتي وَاجْتِهادي وَتَضَرُّعي
وَمَسْكَنَتي وَفَقْري إِلَيْكَ يا رَبّ.
وَاجْتَهِدي أَنْ تَسُحُّ عَيْناكِ وَلَوْ بِقَدْرِ رَأْسِ الذُّبابَةِ دُموعاً، فَإِنَّ
ذَلِكَ عَلامَةُ الإِجابَةِ».
________________________
*
مختصر من كتاب (مناهل الرّجاء – أعمال شهر رجب).