تاريخ
ما هيَ إليكَ ولا
إلى ابنَيْك، ولكنّها لهم
«عندما ضعفُت دولة بني أُميّة
حاول الثوّار من حَسنيّين وعباسيّين استغلال روايات المهديّ الموعود، عليه السّلام،
ليَجعلوها تنطبق عليهم! فقال لهم كبيرُ الهاشميّين عبد الله بن الحسن المُثنّى:
قد علمتُم أنّ ابني [محمّد] هذا هو المهديّ، فهلمّوا فلنُبايعه!
وقال أبو جعفر المنصور:
لأيّ شيءٍ تخدعون أنفسكم؟ وواللهِ لقد علمتُم ما النّاسُ إلى أحدٍ أطول أعناقاً
ولا أسرعَ إجابةً منهم إلى هذا الفتى، يريد محمّد بن عبد الله.
قالوا: قد، واللهِ، صدقتَ،
إنّ هذا لهُو الذي نعلم، فبايَعوا جميعاً محمّداً ومسحوا على يده!
قالوا: وجاء جعفر بن محمّد
[الصّادق] عليهما السّلام، فأوسع له عبد الله بن الحسن إلى جنبه، فتكلّم بمثل
كلامه، فقال [الإمام الصّادق]: لا تَفْعَلوا، فَإِنَّ هَذا الأَمْرَ لَمْ يَأْتِ
بَعْدُ! إِنْ كُنْتَ تَرى - يعني عبد الله - أَنَّ ابْنَكَ هَذا هُوَ المَهْدِيُّ..
فَلَيْسَ بِهِ، وَلا هَذا أَوانُهُ، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّما تُريدُ أَنْ تُخْرِجَهُ
غَضَباً للهِ، وَلِيَأْمُرَ بِالمَعْروفِ وَيَنْهى عَنِ المُنْكَرِ، فَإِنّا وَاللهِ
لا نَدَعُكَ - وَأَنْتَ شَيْخُنا - وَنُبايِعُ ابْنَكَ.
فغضب عبد الله وقال:
علمتَ خلافَ ما تقول! وواللهِ ما أطلعكَ اللهُ على غَيبه، ولكنْ يحملُك على هذا
الحسدُ لابني!
فقال عليه السّلام: وَاللهِ
ما ذاكَ يَحْمِلُني، وَلَكِنْ هَذا وَإِخْوَتُهُ وَأَبْناؤُهُمْ دونَكمْ - وضرب
بيده على ظهر أبي العبّاس. ثمّ ضرب بيده على كتف عبد الله بن الحسن، وقال: إِنَّها
وَاللهِ ما هِيَ إِلَيْكَ وَلا إِلى ابْنَيْكَ وَلَكِنَّها لَهُمْ، وَإِنَّ ابْنَيْكَ
لَمَقْتولانِ»!
(الشّيخ علي كوراني، سيرة
الإمام العسكريّ عليه السّلام)
بلدان
صَعْدَة
صعدة إحدى محافظات الجمهوريّة اليمنيّة. تقع شمال غرب العاصمة صنعاء، وتبعد
عنها حوالى 242 كيلو متراً، ومدينة صعدة مركز المحافظة، ومن أهمّ مدنها البقع.
تُعدّ الزّراعة النّشاط الرّئيس لسكّان المحافظة إلى جانب الاهتمام بالثّروة
الحيوانيّة، وتُنتج المحافظة المحاصيل الزّراعيّة بنسبة تصل إلى (4%) من إجمالي
الإنتاج في البلاد، ومن أهمّها: الحبوب والخضروات والفواكه، وتقام فيها بعض
الأعمال الحرفيّة اليدويّة والصّناعات التّقليديّة، ويوجد في المحافظة أنواع مميّزة
من أحجار البناء. وتشهد المحافظة نشاطاً تجاريّاً نسبيّاً لأنّها أحدى المنافذ
البريّة التي تربط اليمن بالحجاز.
أرض صعدة غنيّة بالمعادن، أهمّها النّحاس، والنّيكل، والكوبلت، والغرانيت، وفيها
معادن طينيّة تستخدم في صناعة الإسمنت والطّوب الحراريّ والفخّار ورمل الزّجاج
والسّيلكا والكوارتز.
معالم المحافظة التاريخيّة متنوّعة، أهمّها جامع يحيى بن الحسين، والجبّانة
القديمة التي تضمّ العديد من القبور الإسلاميّة. وتضاريس المحافظة معظمها منبسطة،
ومناخها معتدل خلال أيّام السّنة.
نالت صعدة شهرة واسعة قديماً وقد ذكرها بلدانيو العرب، فممّا جاء في (معجم
البلدان) لياقوت الحمويّ: «صعدة: موضع باليمن بينه وبين صنعاء ستّون فرسخاً.. قال
الحسن بن محمّد المهلبيّ: صعدة مدينة عامرة آهِلة يقصدها التّجّار من كلّ بلد،
وبها مدابغ الأدم، وجلود البقر التي للنّعال، وهي خصبةٌ كثيرةُ الخير..».