بسملة

بسملة

منذ 6 أيام

وَلَكُم في زَوال إسرائيل حياة..


وَلَكُم في زَوال إسرائيل حياة..

§  بقلم: الشّيخ حسين كوراني

يومَ أعلنَ الإمام الخمينيّ يومَ القدس العالميّ، كانت حركاتُ المقاومة – بالحدّ الأدنى- في أسوإ ظروفها.

ويوم دخلتْ أعداد صغيرة من «الحرس الثّوريّ» الإيرانيّ لتدريب طلائع المقاومة الإسلاميّة عند التّأسيس، لم يكُن قد بقيَ من حركات المقاومة في لبنان عينٌ ولا أثر.

لم يتفاعل مع نداء الإمام الرّاحل حولَ القدس إلّا مجموعات شبابيّة في عددٍ من البلدان، كان لبنان من بينها المناخ الأمثل لاحتضان نواة المقاومة رغم العقبات الكَأْدَاء، وهوج العواصف والأعاصير والزّلازل. «فظُنَّ خيراً ولا تسأل عن الخبر».

بقدرة قادرٍ ﴿يُحيِي العِظامَ وَهِيَ رَمِيم﴾ تَعملَقت المقاومة الإسلاميّة، لتُقرَّ عيني أبي مصطفى قبل وداعه «الإخوة والأخوات» والرّحيل إلى جوار ربّه راضياً مَرْضِيّاً.

وجاء بعدَه نِعم الخلف «عليّ بن الجواد الحسينيّ» الإمام الخامنئيّ دام ظلّه، فحدّد مهمّة حزب الله «إزالة إسرائيل من الوجود»!!

ولم يدُر في خَلَد أحد حتّى من قادة حزب الله – وكنت في شورى القيادة آنذاك - أنّ هذا الحلُم الجميل يُمكن أن يتحقّق في المستقبل القريب.

***

كانت حرب تمّوز مصداقاً شاخصاً لحاكميّة السّنن الإلهيّة الاجتماعيّة، ومفصلاً في تاريخ المنطقة والعالم، ومدماكاً ركيناً لاستقلال الشّرق عن الغرب الذي طال ليلُ استعماره له.

أسّست نتائج حرب تمّوز لتعافي جسد الأمّة الواحد من الوجه المضمَر للغدّة السّرطانيّة، الذي تسلّل إلى موقع زعامة «أهل السّنّة والجماعة»!!، عبر تغطية الصّهيونيّة العالميّة والمخابرات البريطانيّة ثمّ الأميركيّة، لينشرَ في أربع رياح الأرض «الوهابيّة» - التي هي نسخة «ابن تيميّة» لمشروع التّحالف الأمويّ – اليهوديّ الذي أسّسه أبو سفيان مع يهود المدينة المنوّرة.

***

ما بين حرب تمّوز، وأولى تباشير تَعافي الجسد الواحد من أمويّة آل سعود ووهّابيّتهم اليهوديّة، كانت تباريح الغموم و«الدّواعش» متدحرجة كما يلي:

1-      لم تعد «إسرائيل» المهزومة المأزومة، قادرة على تغطية الحكّام «النواطير» و«الجندرما»، و«الدُّمى».

2-      صار هؤلاء «نهباً صِيحَ في حجراته» والصّائح «أوباما»، والنموذج لصيحته في النّواطير: «على مبارك أن يستقيل اليوم. اليوم يعني اليوم»!!!

3-       كانت الخطّة تقضي بتتابع هروب الحكّام، ليملأ الرّعب قلب «الرّئيس السّوريّ» فتُستباح «سوريا» التي مكّنت إيران من التّواصل مع لبنان والتّأسيس لحرب تمّوز.

4-      كان شعار الرّبيع العربيّ يعني تغيير النظام في سوريا ليدخل العالم العربيّ في العصر الإسرائيليّ. كما لن يُنسى كلام «أوباما» عن «مبارك» لن يُنسى ما قاله «أردوغان» عن استعداده لاستقبال الرّئيس السّوريّ لاجئاً!، ودعوة زوجته حرم الرّئيس السّوريّ للهروب إلى تركيا!

5-      انقلب السّحر على السّاحر. انكشف أنّ الانفجارات الشّعبيّة فوق كلّ الحسابات، وجاءت حرب غزّة الثّانية لتُعمّق جديّة الخطر الوجوديّ الذي يتهدّد الكيان الصّهيونيّ.

6-      تمخّض الجبل الصّهيو - أميركيّ عن اعتماد تجربة المخابرات البريطانيّة عبر آل سعود حيث فرضوا عبر داعشيّتهم المتوحّشة سلطة آل سعود وتسلّلهم إلى زعامة العالم الإسلاميّ طيلة العقود الماضية.

7-      وُلِدَ الدّواعش وتناسلوا كالجراد. نسخٌ مسوخ ٌطبق الأصل السّعوديّ الوهابيّ و«فكره» الأمويّ الحاقد على جميع المسلمين، ولكن على نطاق أوسع، يبدأ بسوريا والعراق.

8-      دارت رحى «إدارة التّوحّش» السّعوديّ، اليهوديّ، الوهابيّ، الأمويّ، الأميركيّ، وراق الشّيطان الأكبر حصادَه الدّامي من الرّؤوس والأحقاد الطّائفيّةِ تغلي كالمراجل، فقرّر – الشّيطان - توسعة «إدارة توحّشه» لتشمل ليبيا، وتونس، ومصر، والكويت، والجزائر، والحبل على الجرّار.

9-     وعندما تمكّن محور المقاومة أن يوقظ الأمّة من هول الصّدمة، وبدأت كفّةُ المواجهات مع الدّواعش تميل لصالح محور المقاومة، تفجّر شلاّل رشد الأمّة في اليمن. «الإِيْمَانُ يَمَانِيّ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَّة».

10-  هكذا استُدرج الفرعون السّعو – صهيو - أميركيّ، إلى البحر، و«قارون» إلى «الخَسف» و«أبو لهب» إلى بئس المصير. ﴿..أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾.

***

كما لم يُطلق الشّيطان الأميركيّ الوحش السّعوديّ وتابعه القطريّ، ومطيّتهما التّركيّ «أردوغان»، إلّا حين عصفتْ حرب تمّوز بكلّ إنجازات «سايكس بيكو» وما والاه، و«أوسلو» وما تلاه..

لم ينطلق الوحش السّعوديّ في افتراس البشر والحجر في اليمن إلّا عندما لاحت طلائعُ فشل تعميم داعشيّة آل سعود الأولى، وتوالى تراجع الدّواعش المُستَنسَخين عن «الدّرعيّة»، و«الرّياض».

وكلّ الخير في ما وقع!

دفَنَ العدوانُ السّعوديّ على اليمن حُلم آل سعود في التّفريق بين وهابيّة معتدلة يمثّلونها، ووهابيّة متطرّفة في العراق وسوريا، ينافقون في ادّعائهم محاربتها، تستّراً منهم ببرقع «أهل السُّنّة والجماعة» لمواصلة «نَزْوِهِم» على منبر زعامة الأمّة قرناً آخر!

ها هي التّرسانة العسكريّة السّعوديّة - بمددها الصّهيو – أميركيّ - تقدّم للأمّة والبشريّة أقوى الأدلّة الدّامغة على زيف آل سعود. إنّهم متسلّلون إلى زعامة أمّةٍ ليسوا منها، وإلّا لما هان عليهم «إدارة التّوحّش» الجوّيّ ضدّ شعبٍ أعزَل.

غارات آل سعود على اليمن تحفر قبورهم، ليخرجوا من واقع الأمّة وذاكرتها، بعد اكتمال انكشاف حقيقتهم الصّهيونيّة.

***

وإن تعجب ولا ينقضي منك العَجب إلى يوم الدِّين، فاعجَب من «ميّت الأحياء» الذي لا يفقه أنّ «آل سعود» أمويّون نواصب، يتداخل السّبب والنّسَب في رسم حقيقتهم اليهوديّة. ليسوا سُنّة ليحقّ لهم التّكلّم باسم السُّنّة، وليسوا مسلمين ليحقّ لهم إصدار الأحكام ضدّ الشّيعة.

مَن يتحاشى المُضِيّ قدماً في مواجهة الأمّة لآل سعود والبراءة منهم، لا يفهم ألفباء الوحدة الإسلاميّة على قاعدة المجمَع عليه بين علماء الأمّة، خصوصاً في ما يرتبط بأهل البيت عليهم السّلام. مُبغِضُهم خارجٌ عن الإسلام، حتّى إنْ لم يدافع عن آل أبي سفيان، فكيف إذا بنى مذهبَه على التّفاني في حبّهم، والعداء لرسول الله وأهل بيته صلّى الله عليهم أجمعين.

تحريم الوهّابيّين لزيارة قبر الرّسول كاشفٌ دامغٌ عن حقد معاوية الذي ورثوه منه حين قال: «لله أبوك يا ابنَ عبد الله، لقد كنتَ عاليَ الهمّة، ما رضيتَ لنفسك إلا أن تقرنَ اسمَك باسم ربّ العالمين».

وهدْمُ الوهّابيّين لقباب وأضرحة الأئمّة من أهل البيت في البقيع، وهَدْمُ دواعشهم قبور صحابة وصلحاء، امتداد إصرار معاوية على تتبّع أهل البيت ومحبّيهم، معبّراً عن ذلك بقوله: «إلّا دَفْنَاً دَفْناً»!!

***

أمّا وقد أسفر الصّبحُ لذي عينَين، وأشرقت شمسُ الحقيقة لمَن كان له قلب، وانكشف المستور من التّماهي الدّاعشيّ - الصّهيونيّ، فقد أصبحت الأمّة أمامَ خيارٍ وحيد: أجهِزوا على «إسرائيل»، لا تُمهلوها ولو «فُواق ناقة» أو «عَدوة فَرَس».

باستئصال الوجه الظّاهر من وجهَي الغدّة السّرطانية «إسرائيل»، تنتفي الحاجة إلى وجهها السّعوديّ الدّاعشيّ المضمر- أو يتلاشى - إنْ كان قد بقيَ منه إلى حينها عينٌ أو أثر.

ولكم في زوال إسرائيل حياة..

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ 6 أيام

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات